|
تصريحات بوش الاخيرة أستفزاز للمشاعر الانسانية رياض العطار / كاتب صحفي عراقي مقيم في السويد المجازر البشعة التي ترتكبها أسرائيل منذ ثلاثة اسابيع في لبنان أثارت الرأي العام العربي و الاسلامي , و جريمة قانا 2 أثارت الرأي العام العالمي , لما خلفته من ضحايا كلهم من المدنيين الذين كانوا يختبئون في الطابف الارضي من احد البنايات , و في خضم جرائم الحرب هذه القى بوش يوم 31 -7 خطابا هاجم فيه سورية و ايران على دعمهما للبنان متحاشيا ادانة اسرائيل و جرائمها البشعة , و هذا ما تسبب بالمزيد من الكراهية لسياسات الولايات المتحدة الامريكية . ان الولايات المتحدة تعقد الندوات و تكلف مراكز الدراسات لمعرفة اسباب كره و عداء الشعوب العربية و الاسلامية لسياساتها ,ان سبب ذلك هو في انحيازها الكامل لاسرائيل و عدم تبنيها سياسة محايدة في المسائل الدولية . لقد كان على الولايات المتحدة بأعتبارها اكبر و اقوى دولة في العالم ان تقف موقف الوسيط المحايد بين اسرائيل و حزب الله و تحدد أخطاء و تجاوزات و انتهاكات كل طرف و تضع المقترحات التي ترضي الطرفين من خلال مجلس الامن الدولي . الموقف الفرنسي يختلف عن الموقف الامريكي , حيث دعت فرنسا على لسان رئيسها شيراك الى وقف فوري للنار ... و هذا يدل على ان هناك خلافات بين الولايات المتحدة و فرنسا تساندها في موقفها ايطاليا . لقد كنت اعتقد ان مجازر اسرائيل في الضاحية و الجنوب و بعد مجزرة قانا 2 ان تحدث على الاقل انتفاضة انترنيت ( ما دامت الجماهير العربية نائمة ... ) تفضح المجازر و المواقف المنحازة للولايات المتحدة , و في هذا السياق قد يتساءل البعض و يقول : ان حزب الله هو الذي بدأ المعركة او استعجلها بأختطافه الجنديين الاسرائيليين و هذا ما دفع اسرائيل الى شن هجومها الواسع على لبنان ... لنفرض صحة ذلك , فهل يبرر ان يكون رد الفعل بهذا العنف , حيث دمرت البنى التحتية و قتل حوالي 820 شخص و جرح 3200 شحص ( لحد يوم 3 – 8 - 2006 و الاضرار الاقتصادية من 4 الى 14 مليار دولار و دمر حوالي 4 مليون متر مربع من الابنية ... من المؤكد ان مثل هذه الجرائم تدخل ضمن جرائم الحرب , و في هذا السياق فقد طلبت ادارة بوش من الكونغرس تحديد جرائم الحرب التي تحضرها اتفاقية جنيف و هنا لا بد لنا ان نتطرق في مقالنا هذا الى تعريف جرائم الحرب , فقد ورد في ميثاق الامم المتحدة الفقرة الرابعة من المادة الثانية : يمنع اعضاء الهيئة جميعا في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة اواستخدامها ضد سلامة الاراصي او الاستقلال السياسي لاية دولة اخرى او على اي وجه لا يتفق و مقاصد الامم المتحدة ... اما جرائم الحرب فقد تم تعريفها من قبل المحكمة الجنائية الدولية : الهجوم المتعمد ضد السكان المدنيين او افراد لا علاقة لهم بالاعمال العدائية و الهجوم المتعمد على منشأت مدنية لا تشكل اهدافا عسكرية و الهجوم على الاشخاص و المعدات و الابنية و العربات ذات الصلة بالمساعدات الانسانية او مهمة حفظ السلام وفقا لميثاق الامم المتحدة و شن هجومات مع العلم بانها يمكن ان تكون سببا في وفاة او جرح المدنيين او اهداف مدنية او اهداف بيئية طبيعية , قصف او مهاجمة القرى و المدن و الابنية الخالية من وسائل الدفاع و التي لا تشكل اهدافا عسكرية , قتل مقاتل ترك سلاحه و ليس لديه وسيلة يدافع بها عن نفسه , نقل السكان المدنيين من الاراضي المحتلة في داخلها او الى خارجها , الهجوم المتعمد على الابنية الخاصة بالدين و التعليم و الفنون و العلوم و الاعمال الخيرية و المعالم التأريخية و المشافي و اماكن تجمع الجرحى ... واخيرا , ان جرائم الحرب التي اشرنا الى بعضها اعلاه قد مارسها الجيش الاسرائيلي في لبنان و الرأي العام العربي و الاسلامي و العالمي يتفرج ...!!! .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |