السلام المزعوم خرافة وبناء على رمال متحركة

احمد مهدي الياسري

ماهي حقيقة مايجري على الساحة؟؟

كلنا يتذكر تلك البداية لمشروع الاستسلام ( السلام ) والاركاع تحت ضغوط موازين القوة وهوان الحكام الممسكين بقياد ورقاب الامة عنوة وقهرا ولكي نضع النقاط على الحروف بصورة واضحة وجلية علينا ان نضع تعريفا مناسبا للامر الحاصل وهل هناك اساس متين لمن يظن انه انجز مشروع مايسمى بالسلام .

الحقيقة تقول ان ماجرى في الفترة المنصرمة انه مشروع قضم سياسي ومكاسب تساومية تصب في صالح طرف دون الاخرتحت مسمى معاهدات السلام وهو قضم متدرج ومتصاعد وفق الية التفرد بالجوار المحاذي الى فلسطين المحتلة ومايسمى اسرائيل اولا و دولة دولة ونظام تلو النظام مع ضمان بقاء تلك العاهات الحاكمة على سداد الحكم الى ماشاء الله بقائهم احياء وبعدها ايراثها الى بنيهم والاحفاد والزامهم بالالتزام الصارم بحماية الحدود وامن اسرائيل والا ستكون العواقب وخيمة على تلك الحكام الانتيكة فيما بقيت بعض الجيوب العصية على الاركاع سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا .

يظن الفكر الاستراتيجي المحرك لخيوط اللعبة وهو بالطبع اراه واهما وساذجا حينما ينطلق في مفهومه وحركته بتطبيق عملية سلام مزعومة ويسميها سلام حقيقي ويستميت بحرب شرسة ضد من يرفض تلك العملية المبرمجة والماضية بخطوات بعيدة كما يظنون وهي في الحقيقة بناء على رمال متحركة وفوق جرف هاو حيث ان اعتماد العهد والسلام المزيف مع حاكم مستبد وبغيض في عيون شعبه والامة والانسانية وهو حاكم ذليل وموقع لتلك العهود تحت ضغط القوة والعجرفة والاغتصاب انما هو تجاوز لتلك الشعوب المكبوتة حد الانفجار وان اختلفنا اليوم عراقيا مع الكثير منها ولكن ومن وجهة نظر فاحصة ومحلله ومحايدة لما يجري على الساحة نجد ان الامر هو ليس بسلام ورغم اعتقادنا بعدم شرعية من يراد السلام معه وهو من تجاوز كل الحدود الانسانية والاخلاقية في كيفيه تعاطيه مع الانسان الذي كرمه الله وصوره وسواه وما جرى من مذابح على يديه ومنذ ان وطئت قدماه ارضنا يجعلنا مصرين انه عدو غاصب ومعتدي مهما كان وضع المعتدى عليه وان اختلفنا معه في بعض الجوانب الفكرية والعقدية .

 

هل ان مايجري هو محاولة اركاع لمن لم يركع ...

تمر المنطقة اليوم بمفصل مهم وهو متغير خطير واعتقد جازما انه سيقلب الموازين في المنطقة برمتها وهي بكل صراحة اجدها سذاجة وخرف و قد اصاب تلك الماكنة المتعجرفة والتي تعودت اركاع جوارها ولم تتعود ان يركعها احد كما فعلت بهم تلك القلة القليلة المؤيدة بقوة الله ونصره ذلك هوحزب الله وما جرى مع اسرائيل في الخامس والعشرين من ايارحينما انجزت تلك القلة المؤمنة النصر الحقيقي الاول وفق الية ان تنصروا الله ينصركم .

حركة الكيان الصهيوني في اسرائيل تسير وفق وهم انهم امام فرصة سانحة لاركاع من لم يركع او القضاء عليه بعد ان اعياهم امر السياسة واستحالة اقناع هؤلاء الاصلاء بمشروعهم الاستسلامي الذي انبطح له الكثير من القمامة العربية ولا اسميهم القمم , وهم هنا اراهم في قمة السذاجة والبله والخرف في التفكير ذلك لانهم يحاربون ثقلا لايمكن لهم او لغيرهم اركاعه لانه ثقل بقية الله على ارضه وقد اكون اغرد خارج سرب تفكير البعض بهذا المنطق ولكي اكون قد اوصلت الفكرة بصورة يفهمها هؤلاء اقول ان من يظن انه يستطيع القضاء على تلك المجموعة وهو خير من خبرها في سوح الوغى والسياسة ولزمن طويل اولا وكيف انه ذاق مرها وتوجع من ردها الصارم والناجز وعليه ان يراجع التاريخ ثانيا وليرى منذ متى وهؤلاء يقاسون القتل والذبح والتشريد واعني الفكروالمجموعة التي تحمل ثقل ومشروع وحركة القران الحقيقية والاسلام المحمدي الصادق ؟؟ ولكن هل استطاع احد افنائهم وازالتهم من الوجود رغم انهم اقلية وسط بحر متلاطم الامواج من العقائد والاجناس المختلفة ؟؟ الجواب لا ومليون لا وفني الطغاة وقاتليهم وخلد التاريخ والانسانية ارثهم والحاضروستبقى تلك المعادلة حتى قيام الساعة.

 

وهم تجاوز الشعوب ..

هو وهم ان ظن ساسة اخر زمن ان تجاوز الشعوب والعمل على بناء اوهام السلام المزعوم وفق الية انهم يعاهدون حكام بينهم وبين شعوبهم فجوة كبيرة جدا وهي فجوة مليئة بالالغام والقنابل الموقوتة وهذا السلام لاتعترف به تلك الشعوب انما هو تاسيس لحروب قادمة ستشتعل عندما يسقط اي حاكم بيد شعبه في غفلة منكم وكما حصل ذلك في ايران الشاه المقبور وحتى حينما اسقطتم صداما واقصد هنا الولايات المتحدة الامريكية فانكم وقعتم في محنة البديل وفي ورطة ارادة هذا الشعب والذي لم يحاربكم الحرب الحقيقية لحد الان وفق منهج انتضارنهاية مافي جعبتكم من تسويفات وارهاصات و لانه يرى الامر مختلفا عندما تم ازاحة طاغية وان المشروع المعلن هو نشر الديمقراطية وان كان هذا المشروع هو مشروع حق يراد به باطل ومشروع غير متوافق مع خططكم الاستراتيجية لانه من المؤكد سيوصل الى سداد الحكم قوى تمثل تلك الشعوب المقهورة اولا وايضا وهذا مايحذركم منه الحكام العرب من انكم ان مضيتم وفق تلك الحركة والية الديمقراطية فان القوى الراديكالية المتطرفة هي من سيصل الى الحكم كما حدث في الجزائر ( عباسي مدني ) وفلسطين حماس ووو اعتقد ان في كل بلد عربي شئ اسمه الاسلام السياسي هو الغالب والاكثر حظا في الفوز بالقمة السياسية لكل بلد ولهذا نرى هناك حركة مسير تمضي بعيدا عن تلك التي اعلنتموها في بداية الامر ومتناغمة مع حركة مايسمى بالشرق الاوسط الجديد والذي لن يكون العراق وشعبه بعيدا عنه وعن اثار المعارك التي تجري في ارضه وجواره البعيد والقريب.

تلك الاشكالية ووجود بعض العوائق المتمردة على المشروع الذي رُسمت حدوده من اجل امن اسرائيل ومصالح الغرب والولايات المتحدة خصوصا مما اعطى الغطاء لتلك الماكنة الظالمة ان تطلق حممها على تلك القلة التي هزمت واركعت القوة الجبارة وضعيا والمسمات اسرائيل , ولاجبار ولاقوي سوى الله سبحانه وتعالى, والحركة السياسية المنطلقة الان في المنطقة ودوليا تسير وفق اليه استثمار الفرصة التي يظنون انها يجب ان تستغل لاجل وضع حل شامل في بقية المنطقة مبني على اساس وحيد هو امن شمال اسرائيل وحمايته وايقاف ازعاجات حزب الله ومن ورائه من ثقل ومالتعجيل بتحريك الملف النووي الايراني من قبل مجلس الامن وبصورة مفاجئة ورغم الاتفاق بين ايران والقوى التي تبحث الامر معها الا برهان ودليل على التخبط والتسرع الغير عقلاني والغير متزن من قبل الولايات المتحدة الامريكية وربيبتها اسرائيل تحت شعار الاجماع الدولي ( المنحاز الى الظالم دوما ) وكلنا يتذكر ان محادثات ايران الغرب وصلت الى اتفاق بان ايران ستجيب على الاقتراحات المقدمة اليها وقد وردت في التصريحات الايرانية اشارات رضى مع تحفظ على بعض الغوامض من الامور ولكنها نوقشت في الجولة الاخيرة ولم يبقى سوى الرد في هذا الشهر حسب ما اعلنت ايران ذلك فلماذا استعجال اصدار القرار في مجلس الامن ان لم يكن الامر هو التعجيل في الحصول على مكاسب سياسية جيدة ومتقدمة في مايدعون انه عملية سلام مفروضة بقوة البطش والقتل والتدمير والتهديد.

تلك الحركات المتشنجة والتعطيل لحكمة العقل والقفز على خيارات الشعوب والظن ان بشرعة الغاب والقوة والقتل وتدمير بلدان مسالمة وبنى تحتية لشعوب حالمة امنة من الممكن فرض سلام في المنطقة فانه حقا وهم فارغ وعلى تلك المنظومة ان تعيد النظر بساستها ومراكز بحثها والمنظرين لتلك النظرية الساذجة البلهاء ..

 

ما الحل الحقيقي؟؟

الحل هو ان تعي الولايات المتحدة الامريكية والغرب عموما ان اي سلام حقيقي لايمكن تحقيقه وضمان استمراره وفق هذه الالية المتبعة وان مساندة تلك القوى لحكام متسلطين على رقاب الشعوب من الممكن ان تهوي بتلك العروش ومصالحكم وقد ترون في غفلة من الزمن وقد سيطر من تجاوزتم على حقوقهم ومكتسباتهم وقد امسكوا بزمام الامر والحق والمنطق يقول عليكم بمحاورة الشعوب واحترام شرعية حق الانسان وارجاع كل مغتصب الى اصحابه وفتح افاق جديدة في التعامل مع الانسان المسلم والعربي خصوصا وفق احترام استقلال قرارهم وانشاء حوار متمدن ومتحضر ومع اعلى المستويات الفكرية والعلمائية والعلمية والسياسية المتزنة لا المتطرفة والمشبوهة ولا حتى الحاكمة لانها اس بلاء الجميع .

ان هذه التصرفات العرجاء والعوراء هي من انتج لكم هذا الارهاب القذروالذي استغلته بعض الوحوش الانسية من الظلاميين والمتصيدين في المياه العكرة والتي استطاعت خداع الكثير بمشروعية حركتها المبررة بما يحصل من ظلم وان اختلفنا معها كثيرا في التعاطي مع الروح الانسانية وفق وزر الاجرام والوازرة وزر الاخرى وبالتالي انتاج ماكينة تفريخ للارهاب الاعمى .

وقد انتجت ايضاهذه التصرفات الهوجاء والغير متزنة ثورة الانتقام المبرربقوة الحق وحق استخدام القوة من قبل المدافعين عن حقوقهم واستقرارهم المسلوب ظلما وهذا لايمكن ان نسميه ارهاب لانه يقاوم من اجل حقوقه المشروعة وكيانه ومستقبله و اطفاله وعائلته وبيته ووطنه وارثه وعقيدته وهذا الشق من الكيانات هو من اعني انكم تتجاوزوه وتعقدون هدنة هشة مع حاكمه الذليل الخانع المستسلم للضغط والترهيب والطمع , متجاوزين عليه وبهذا تكون الحقيقة انكم تتعاملون بجهل مطبق مع شعوب لايمكن قهرها دوما وخصوصا انها مستميته في الانتقام منكم لانها لاتملك شيئا تخسره وهنا الخلل الحقيقي في تلك الاشكالية التي تسيل من اجلها الدماء الغالية والمجرم يتلذذ بتصرفاته الغبية والرعناء والهوجاء .

الخلاصة ان الامر يحتاج الى اعادة نظر واسعة بتلك المنهجية التي اعتقد ان سارت وفق هذا الاسلوب الذي نراه فانكم ستكونوا امام حقيقة جديدة وهي انكم هو الارهاب الحقيقي وعلى الجميع محاربته واستاصال شأفته وهي الحقيقة الواقعة مع الاسف والتي يضع الكثير راسه في رمالها اما طمعا في رضى ينالوه منكم او رعبا وخوفا من نتائج كلمة الحق تلك الكلمة التي لن نخشى سوى الله سبحانه وتعالى في قولتها مادام فينا عرق محمدي ينبض ..

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com