الذكرى 61 لجريمه هيروشيما - جريمه بلا عقاب!
رياض العطار / كاتب صحفي عراقي مقيم في السويد
r_alattar@hotmail.com
(نحن شعوب الامم المتحده، وقد الينا على انفسنا ان ننقذ الاجيال المقبله من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الانسانيه مرتين احزانا يعجز عنها الوصف)، بهذا العهد يبدء ميثاق الامم المتحده وبماده تمس حفظ السلم و الامن الدولي و منع الاسباب التي تهدد السلم و ازالتها تبدء اولى مواد الميثاق، حيث نصت الماده الثانيه من الفقره الرابعه - (يمنع اعضاء الهيئه جميعا في علاقاتهم الدوليه عن التهديد باستعمال القوه او استخدامها ضد سلامه الاراضي او الاستقلال السياسي لايه دوله اخرى او على اي وجه لا يتفق و مقاصد الامم المتحده). هكذا حرص المجتمع الدولي على صيانه السلم و الامن. اما قديما فقد وجدت البشريه قبل 14 قرنا اشكالا متعدده للحمايه من فضائع الحرب او التقليل من اهوالها. ففي المجتمع العربي الاسلامي نهى النبي محمد (ص)، عن قتل النفس غير المقاتله و الاعتداء على النساء و الشيوخ و الاطفال و الاملاك و قطع الشجر و الاضرار بمصادر المياه و التحريق و كل ما يعود على الانسان بنفع.
و يروى عنه (ص)، قوله (و لا تغلوا و لا تغدروا و لا تمثلوا و لا تقتلوا وليدا او شيخا...) في اول تحديد عربي اسلامي للعدوان اثناء القتال (جريمه الحرب بمصطلحنا المعاصر). و يحض القران الكريم على مبدء الحياد الايجابي، و السعي الى المصالحه في الحروب كمبدء اول ثم التدخل ضد الفئه الباغيه في حال استمرارها في العدوان. و قد انحرف الخلفاء و الولاه بعده (ص) في (اخلاق الحرب) و انتهك معظمها. لقد كان النبي محمد (ص) اول من حارب الحرب و الغى مشروعيتها و اعلن حرمه الانسان، هذا هو موقف الاسلام من الحرب و جرائمها.
هذه المقدمه اذكرها في سياق الذكرى 60 لجريمه هيروشيما اليابانيه التي القيت عليها اول قنبله ذريه بتاريخ 6 -8 - 1945، من قبل طائره امريكيه من طراز (ب 29) و اسمها (اينولا جاي)، لتفتح بذلك عصر الرعب الذري في الحضاره الانسانيه.
لقد ظلت جريمه هيروشيما بعيده كل البعد عن المحاسبه، فمن يحاسب الطرف المنتصر في حرب ؟ !، اليس الغالب هو المؤهل الوحيد لصياغه القانون، و هل يمكن ان تكون هناك محكمه (نورمبرغ) للذين اتخذوا قرار ضرب هيروشيما، هذه المدينه المنكوبه التي نشات حول قصر اقطاعي على دلتا نهر اوتا في جزيره هونشو في المنطقه الغربيه من اليابان.
و مهما تكن دوافع اختيار هذه المدينه لتكون اول حقل بشري لتجربه ذريه في زمن الحرب، فان نسبه العسكريين من الضحايا كانت قليله جدا امام النسبه الاكبر من المدنيين الذين قدر عددهم ب 80 الف قتيل و 70 الف مشوه !.
في هذا السياق يقول احد الباحثين - (...كسرت هيروشيما كل ادعاءات القيم الاخلاقيه للحرب بل ادخلت مصطلحات كالحرب الجيده و الحرب المبرره و القصف الجراحي، مصطلحات تلوث الحضاره الغربيه ووجهها البشع الذي انتج النازيه، كما انتج السلاح النووي و الجرثومي و البيولوجي و تلوث البيئه و نهب و افقار الاخر. ان التعامل مع هيروشيما كحدث طبيعي هو الذي اوصل الى قصف ملجئ العامريه في بغداد و جعل كلمه الضربات الجراحيه تعتبر في مصطلح بعض المنظمات الانسانيه من عاديات الامور...).
لقد بقيت جريمه هيروشيما و نكازاكي و جرائم الحرب العالميه الثانيه التي ارتكبها الحلفاء بلا عقاب !، كما ظلت الكثير من الجرائم بلا عقاب منها - صبرا و شاتيلا و قانا ودارفور و جرائم الانفال و حلبجه و تجفبف الاهوار و قتل سكانها و هدم البيوت على رؤوس ساكنيها و اعدامات سجن ابو غريب (في ظل حكم صدام البائد) و جريمه تسفير المواطنين العراقيين و سلب و نهب اموالهم و ممتلكاتهم المنقوله و الغير منقوله و قصف ملجئ العامريه وجرائم قمع انتفاضه اذار المجيده عام 1991.و المقابر الجماعيه في جنوب العراق.. .الخ.
العودة الى الصفحة الرئيسية