المصالحة الوطنية .... ومثقفو الداخل

 طالب خيون كاظم الموسوي / الناصرية

mage801@yahoo.com

في احد الأيام وبعد انهيار النظام السابق انفتح العراق على العالم مرة واحدة وفى مختلف المجالات  وكنت أشاهد بائعي الصحف يفترشون الأرض وهم في غاية السعادة لان بضاعتهم لم تقتصر هذه المرة على الثورة أو الجمهورية أو القادسية إبان الحكم التسلطي ، بل تعدى الأمر إلى أبعد من ذلك بكثير فان تعدد العناوين بات صفة  يتسابق عليها هؤلاء الباعة  ليكثروا من جلب  آخر إصدار لمجلة أو صحيفة  ومن مختلف الدول حتى يتمكنوا من زيادة عدد القراء ، وفرحتي امتزجت مع هؤلاء واخذتنى هذه الفرحة إلى  إلى شراء كل مااراه جديدا إضافة إلى هذا أخذت  أحجز نسختي من القبس الكويتية أو السياسة أو المنارة ، ومن بين احد أعداد جريدة السياسة الكويتية قرأت وقتها خبرا صدر من  معالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور مساعد الهارون حول تشكيل لجنة من الوزارة وكلية التربية في جامعة الكويت لغرض تبديل المناهج العراقية وعلى اللجنة المشكلة يقول الخبر أنجاز أعمالها خلال سبعة أيام ، وهنا أحسست بشعورخفى دفعني إلى كتابة رد على معالي الوزير الكويتي آنذاك وهو يمثل اكبر شريحتين مهمتين لدى كل الشعوب  وبتصرفه هذا لم أتردد لحظة بكتابة الرد التالي.. (في الوقت الذي نهنئ به أنفسنا وإياكم ببزوغ شمس الحرية وانجلاء الغيمة السوداء التي لبدت سماء العراق إبان الحكم التسلطي الواحد وبما أنكم تمثلون الشريحة الواعية والمثقفة في كل شعوب العالم إلا وهى شرائح الشباب لابد للحكمة أن تلعب دورها هنا ، مع علمنا المسبق من أن  الشباب الكويتي وشرائح المثقفين فيه لن يقبلوا على الإطلاق بإصداركم لمثل هذا الأمر لأنه أولا وأخيرا تدخل في السيادة العراقية وان تبديل المناهج الدراسية العراقية هي ليست من مسؤوليتكم ، وذكرت أيضا إن الكويت لها علاقات جوار وصلة رحم مع شقيقتها العراق ومادام هناك أمثال الدكتور احمد الربعى والدكتورة بهيجة بهبهانى وعلى المؤمن وغيرهم الكثيرون من أبناء الكويت فهو مازال بخير .. ولكون الاتصالات وقتها لم تكن متوفرة فقد أرسلت الرد عن طريق سائق شاحنة كان يجلب موادا هدية من الشعب الكويتي لأشقائهم في العراق وتحديدا في مدينة الناصرية ، وقد شاطرتني الراى وقتها الشيخة شيخة جابر الأحمد الجابر الصباح بردها على معالي وزير التربية والتعليم بقولها: (نحن العرب منحنا الله جل في علاه خاصية إسفنجية تمتص كل خلافاتنا ونسيانها ونحمد الله لاختيارنا دون غيرنا من شعوب الأرض وقالت أيضا إن ما فعله الوزير هو تدخل في سيادة العراق ، والعراق قادم على حكومة جديدة تأخذ على عاتقها ما تراه مناسبا )..

 ومن تلك المقدمة البسيطة أردت القول بان ماد فعنى للرد على مسؤول رفيع المستوى هو الوطن أولا وأخيرا وما يحصل في بلدنا اليوم علينا الوقوف وبقوة ضد هذه الأزمة جميعا ورص الصفوف وعدم إفساح المجال لأي كان أن  يعبث ويدمر حضارتنا ويضع حجر عثرة أمام تقدم العراق .

وان  مشروع المصالحة الوطنية الذي أطلقة دولة رئيس الوزراء الدكتور نورى المالكي ضمن مشاريع الحكومة المنتخبة يعد خطوة في الطريق الصحيح للخروج من المحنة الحقيقية التي يمر بها العراق ، ومن هنا فان مسؤولية إنجاح هذا المشروع تقع على الشعب العراقي برمته لاسيما  وانه يملك  كما ونوعا من الاكاديمين وذوى الاختصاص من المثقفين الذين لابد لهم أن يقفوا لمساندة هذا المشروع المنقذ من هاوية الانزلاق الذي لا نتمنى أن ياتى ولن ياتى مادامت هناك صفات حميدة يتحلى بها هذا الشعب الأسطورة من النخوة والشيم العربية التي قل نظيرها ولأننا وبفضل فضاء الحرية واحترام الراى الآخر ومادمنا  نملك حرفا أو  كلمة فيها من الحكمة والموعظة ما يفيد من غرر بهم وهم أبناؤنا وأحفادنا لنقف سوية ننتخى بعضنا البعض ونقتسم خبزة العراق سوية ونعاون بعضنا للخروج من أزمة شاء الله أن تكتب على العراقيين ، ونتكاتف لبناء أنفسنا أولا وننطلق بعدها لبناء بلد متطورو بلدنا ومشروع خير لكل عربي اغترف ومازال يغترف من خيراته بما فيها العلم والمعرفة .فمنه انطلق الحرف الأول ، ومنه سنت القوانين ، ومنه تعلمت البشرية أقدم الحضارات التي عرفها التاريخ .. فعلينا جميعا ان نفكر جليا بما يحدث وان التفرقة التي يحاول البعض زرعها بين مكونات الشعب الأسطورة  ممن يعرفون هذا التاريخ جيدا لن يستطيعوا فعل شئ .

 وان على مثقفي الداخل خصوصا أن يعملوا بالكلمة  كي نستفيد منها جميعا وهى سلاحنا وكل ضمن اختصاصه ، وعلى الجميع أيضا ومن هم من هذه الشريحة أن يعملوا بجد من اجل ذلك كي لا يفسحوا المجال لمن يتخبطوا في مائهم العكر  وان العراق شاءوا أم أبوا للعراقيين وان أهل مكة أدرى بشعابها وأهل البيت هم الأولى بحل خلافاتهم وان ما حدث في العراق هو جديد على العراقيين وقد استورد إليه من خارج البلاد يراد من خلاله عرقلة مسيرته نحوا تحقيق الحرية والوصول الى مصاف الدول المتقدمة فعلينا جميعا أن نقف مع مشروع المصالحة الذي أطلقه دولة رئيس الوزراء وتفعيله والعمل من اجل ردم الهوة التي سببها وتسبب بها سرطان يريد الفتك بالجسم العراقي الواحد ، ومثقفي الداخل هم الأقرب للواقع فعليهم العمل بكل جدية للخلاص من أزمة الخارج وماتم تصديره من إرهاب . والوقوف مع الحكومة ومشروعها الوطني لبناء عراق حرديمقراطى.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com