ليل المقاومة ونهار الإرهاب

مهند حبيب السماوي

Muhaned_alsemawee@hotmail.com

 لا أخالني اشك أبداً في إن للتاريخ إحداثاً ووقائع يسجل بها حركته الفاعلة التي تشكل مفصلاً هاماً ومحوراً حياً من محاور رفدنا بكل القيم والمعايير التي تتمرأى بصوره جوهرية في ضميرنا ووجداننا ووعينا الشعوري واللاشعوري على حد سواء.

وهذه المعايير السامقة هي التي تشكل وجودنا الحقيقي ويعبر عنها بالارادة وفعلها المتجسد في أراده الحياة التي تتمظر في ظل الظروف الراهنة التي نحياها ألان إلى أراده قوه تنحل إلى أراده مقاومه حقه لكل إشكال السيطرة والاستعلاء والاستكبار التي تستحثنا على الفعل المقاوم المتواجد على نحو جنيني في ضمير وجودنا وماهية أفعالنا وكينونة شخصيتنا ونحن نجتاز المسير على هذه الأرض التي شبعت من دماء العراقيين.

والمقاومة في المنظومة السياسية موقف وفعل حركي يتمتع بصفتين:

1-الغاية النبيلة .

2-الوسيلة السامية .

 ونحن لا تأتينا خردلة من الشك أو قيراطاً من التردد على أن المقاومة كفعل محايث لكل أبناء العراق الشرعيون بدءاً من الحكومة المنتخبة مروراً بالكتائب المسلحة التي قاتلت الاحتلال كجيش المهدي وكتيبة عمر بن الخطاب وكل المثقفين والكتاب الذين وقفا ضد الاحتلال ومع الحكومة وانتهاءاً بالطفل الذي يرمي الحجارة على دورية لجيش الاحتلال .

فالمقاومة ليست رد فعل انفعالي ساكن عشوائي على الاحتلال الأمريكي للعراق...وإنما هي فعل كامن يستحث ويستفز ولا يخلق من العدم , وهي  نتيجة لذلك, فعل تتراكم أثاره وتتنوع صوره وتتعد أشكاله وتتغير وسائله في ظل معيار أخلاقي يحصل بموجبه  إجماع وطني يؤكد ضرورة المقاومة والحاجة الماسة إليه.

والمقاومة ليست مفهوماً هلامياً أو خطاباً زئبقياً أو مصطلحاً روّاغاً يتسربل بالشعارات المهزومة والبيانات المختنقة والهتافات المريضة والكليشهات المخادعة التي تتعرى حالما تتكشف النوايا والمصالح الحقيقية الكامنة ورائها, وإنما هي الطريق الملكي الذي أثملت المحتل وجأرت منه بالشكوى أسمال النفس الباليه التي تتمعيش على أزبال الأخر وفتات البواقي من الموائد المتروكة في ليالي السهر....

وليست المقاومة إذا ما تسدل السجف وتنهار الحجج وتنهدل الحجب وتسقط الذرائع صفيراً في الظلام..أو أشجاراً عجفاء قي ارض محروقة......أو نفوساً تمرغت في وحل النظام الفاشي السابق واسلست حينها القيادة لأوامره الظالمة واليوم نراها تسربلت بأقنعة الجهاد المقدس من اجل الرجوع بعقارب الساعة إلى الوراء...
وإنما هي الكرة الثلجية التي ستقطع شرايين المحتل الداخلي والخارجي وتمزق أوصاله وتجعلها أجزاءاً يبحث بعضها عن بعضها...

المقاومة العراقية هي المشروع الذي يطبخ على نار هادئة والذي سيرأب الصدع ويوقف النزيف ويلأم الجرح ويهدم أي مخطط يطبخ في المطابخ السياسية غير العراقية.......
المقاومة العراقية هي الحركة التي تهدف ببساطة إلى إخراج المحتل الداخلي والخارجي من نفوسنا وضميرنا وأرضنا, ومصداقية أفعالها تقاس على هذا المعيار الواضح الذي لا يختلف فيه اثنان في العراق والعالم اجمع.

فكل فعل يحقق هذه الغاية...مراعياً الوسيلة التي لا تريق دمائنا انهاراً أو تمزق أجسادنا أشلائاً أو تجعل بيوتا أحجاراً ...فهو فعل مقاوم من ألفه إلى يائه....وان كان الظلام يغطيه ويشوش على نوره ويحجب حقيقته ويؤثر على فعله..... بينما الإرهاب مفضوح كالنهار في ظهيرة صيف حيث الأخير يمارس على عكس المقاومة التقتيل والتدمير والتفجير والتفخيخ والاختطاف والعمليات الانتحارية الرعناء التي لا تمت إلى ألمقاومه بأية صلة وهي تؤثر على حقيقة المقاومة وربما تغطي عليها كما يغطي النهار الليل ,بل يجب على كل مجموعه مسلحة في العراق إن تدين التفجيرات العبثية  وتستنكرها حتى نعرف حقيقتها ومشروعها الوطني وكل مجموعه مسلحه تدعي المقاومة وتزعم محاربتها للمحتل يكون من الواجب عليها إن تدين وتستنكر بشده أي عمل يستهدف المدنيين والأبرياء من جهة وعناصر امن الحكومة العراقية من جهة أخرى, ولذلك وطبقاً لما قلته أعلاه يتعين علينا_ جميعاً_ الاعتراف بها باعتبارها الجناح المسلح للحكومة العراقية سواء رضيت الأخيرة بذلك أم لم ترض أو قبلت تلك الجماعة المسلحة أم لم تقبل مادامت المقاومة تقول بأنها وطنية وتدعي إن من يقودوها رجال العراق المخلصين غير المرتبطين بالنظام السابق والذين انتخبوا الحكومة الدائمية اليوم لتفاوض الأمريكان دبلوماسياً للخروج من العراق بينما تستعمل المقاومة( جناح الحكومة المسلح) الكفاح المسلح ذو الغاية النبيلة والوسيلة السامية بحيث يشكل الاثنان وجهان لعملة واحدة هي أراده العراقيين...

على الحكومة أن تحاور المقاومة العراقية بأجنحتها العسكرية لتوحد مشاريعها وتنظم عملها وتشارك بالعملية السياسية وفي بناء العراق , وإنا اجزم بان نتائج هذا الاتصال سوف تكون مثمره جداً وتعود بالفائدة على الشعب العراقي الذي سيميز بلا ريب بين من يستهدف القوات الأمريكية وبين من يستهدف العراقيين الذين عانوا ومازالوا يعانون من الماسي والأحزان.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com