زينوا مجالسكم بذكر عليّ (عليه السلام)

جعفر عبد العزيز الصفار (تاروت) / السعودية

jajs9@hotmail.com

أجمل التهاني و التبريكات لمقام الإمام الحجة المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف

وإلى الأمة الإسلامية .. سائلين الرحمن أن يلم شعثنا وينصرنا على كل ظالمٍ وحاقد على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين

يا علي ..

يا علي إن كان الدين هو الحب فأنت معناهما .. وإن كان العشق هو السموّ فأنت تجليهما

كيف لا ؟! وقد جعلتَ أمثال اللقيا والاطمئنان من بديهيات المعرفة .

فتألقت غير مبالٍ بانكشاف الغطاء .. لذا حقّ أن يحبط ظلام الدنيا إن رام إطفاء نورك

ظنّاً منه أنّ بين العين والياء حدود وجودك فأنت محرر الفلاح ، ولا فلاح لمبغضك . .

 حينما نقف أمام ذكرى إمام عظيم من أئمة أهل البيت (ع) العظام... فإننا نقف أمام محطات وافرة بالحكمة والعبرة.. لابد لنا أن نتوقف فيها لننهل مما كتبته أقلام الرواة مما صح فيه النقل عنهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين...

نعم.. يجب علينا أن نعي أن إحياءنا لذكر أئمة أهل البيت (ع) لا يكون ألا بأتباع نهجهم... وتفعيل مواعظهم وأخلاقهم في حياتنا اليومية...

إن الكتابة عن العظماء أمر ضروري لأن لنا في حياتهم معينا لا ينضب من الخبرة والعبرة والإيمان والأمل . فهم بمثابة المنارات التي تهدينا في دياجير الحياة المظلمة. وهم الذين يبعثون الثقة في نفوسنا ، ويجددونها كلما اعتراها شيء من الضعف والوهن، وهم الذين يجعلوننا نتغلب على مشكلات الحياة وأهوالها .. مهما كانت هذه المشكلات عنيفة وصاخبة . وهم يلقنوننا دروسا قيمة عن البطولات  والسمو بالنفوس إلى أسمى مراتب المجد والشرف ، وهم الذين يجعلوننا نتغلب على القنوط واليأس ، ونعيث بالكسل والسأم والملل ، لنحذو

حذوهم ، وننهج نهجهم ، فهم بمثابة القمم التي نتطلع إليها بشوق ولهفة.

 والإمام علي بن أبي طالب " عليه السلام " هو أسمى عظماء البشرية وأنبلهم، وأقدسهم وأفضلهم ، لأن عليا جمع كل الصفات الحميدة ، والمزايا النبيلة التي تحلى بها عظماء الإنسانية. فمنهم من عظم في خُلُقه ، ومنهم من تفرد بعلمه ، ومنهم من أُشير إليه بالبنان في حلمه ، ومهم من تفوق في شجاعته ، ومنهم من سما بأدبه وسمو تفكيره وصفاء بصيرته ، ومنهم من تسامى بطهارة وجدانه وعمق إنسانيته وحرارة إيمانه ، ومنهم من اشتهر بثورته على الظلم والحرمان ، ومنهم من تفرد بعبادته وخشوعه .

فمهما حاول الكتاب والمؤرخون ورجال الفكر أن يأتونا بصورة كاملة عن عظيم الإنسانية ومثلها الأعلى ، فهم عاجزون تمام العجز . وكيف لا ؟!

 وهو سر الأسرار.. وهو النقطة التي تحت الباء. وهو جنبُ الله . ويد الله وأُذنه السامعة ، وعينه الناظرة ، ولسانه الناطق ، وهو النعيم الذي ذكره الله عز وجل بقوله : ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) .. وهو الصراط المستقيم . وهو الهادي الذي ذكره الله سبحانه بقوله : ( وإنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) وهو الشاهد الذي ذكره الله عز وجل بقوله : ( أفمن كان على بينة ويتلوه شاهد). هو الإمام الذي عناه الله بقوله : ( وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ).

 

الإمام روح الله الخميني قدس سره يتحدث عن الأمام علي (ع)

 يقول روح الله الخميني قدس سره

"أنا لا أستطيع ولا يستطيع غيري التحدث في شخصية أمير المؤمنين عليه السلام. نحن لا نتمكن من إدراك الجوانب المختلفة من هذا الإنسان العظيم. إنه الإنسان الكامل ومظهر جميع أسماء الله وصفاته وبالتالي فان أبعاده وجوانب شخصيته تكون ألفاً حسب أسماء الله تعالى ونحن لا نستطيع أن نوضح واحدا منها. هذا الإنسان الذي يجمع في نفسه الأضداد، لا يتمكن أحد من التحدث حوله. لذا أرى من الأفضل أن أصمت وأسكت …

كلما قيل أو كتب في شخصية أمير المؤمنين لم يف بحقه أبدا أي أن هذه المعجزة الإلهية ما زالت غامضة على الجميع. جميع الطوائف الإسلامية وبالأحرى الشيعة، ينسبونه إلى أنفسهم. العرفاء والحكماء والفقهاء والفلاسفة وحتى المتصوفة والدراويش والذين لا يعتقدون بالإسلام، كلهم يستشهدون بكلامه وأقواله. عندما كنت مقيما في العراق، الحزب العفلقي (البعث) الذي لا يعتقد أساسا بالإسلام، بل إنه ضد الدين والإسلام، حتى هذا الحزب كان يستشهد بأقواله ويكتبها على جدران الشوارع……

وعلى كل حال فان هذا اللغز لم يحل ولن يحل. هذا الموجود، معجزة إلهية لا يستطيع أحد الوصول إلى حقيقته بل الجميع يتكلمون حسب فهمهم ومقدار إدراكهم والإمام علي عليه السلام غير ما يتصورونه ويتوهمونه أي أننا لا نستطيع أبدا أن نمدحه بما هو هو. ولهذا فالكل يأخذ بضعة من صفاته المتضادة ويخيل إليه أنه قد عرف أمير المؤمنين عليه السلام… إذ ذاك فالأفضل علينا غض الطرف عن التحدث حوله بل نأمل أن نسير في مسير هدايته ونصل إلى بعض هذا الصراط." (1)

 إن لعلي  من الفضل ما لا يعلمه «كما ينص الحديث الشريف» إلا الله والرسول (ص)  و مهما حاول البشر معرفه علي وتفسيره فإنهم لن يصلوا لذلك، وقد تفرق فيه من الناس ما لم يتفرقوا في غيره بين مبغض قال يدخل النار ببغضه ومحب مغال يدخل النار بغلوه وبينهما الفرقة الناجية... فقد سئل الشافعي عن علي  يوماً فقال: ما أقول في رجل أخفى أعداؤه فضائله حقداً وحنقاً، وأخفى أحبابه فضائله خوفاً وخرقاً، فظهر من بين الفريقين ما ملأ الخافقين!!!

 فلنتمعن أكثر فأكثر في عظمه هذه الشخصية الكبيرة.. فتجدها في الحرب مهيمنة بكل قوة منحت.. وتجدها في مواقف العبادة: ذليلاً إلى الله تعالى..

كيف لا وهو من قال فيه الرسول الأكرم : «أنا وعلي حجة الله على عباده»، وقال رسول الله : «لا يعرف الله إلا أنا وعلي، ولا يعرفني إلا الله وعلي، ولا يعرف علي إلا الله وأنا»، فمن خلال هذا الحديث ندرك تماما مكانة أمير المؤمنين لا من حيث إدراكه هو : بل إدراكنا الكامل والتأكد بأن أمير المؤمنين  لم ولن يُدرك على مستوى عقول البشر القاصرة بين مصاف الرجال العظام في تاريخ الإنسانية، ولا يخفى على أحد في أن هذا الحديث إنما هو غيض من فيض مما صرح به الرسول الأكرم  (ص) عن مكانة أمير المؤمنين وفضله لا بين المسلمين وحسب بل بين الخلق أجمع، فضلاً عن القرآن الكريم الذي أشار إلى مكانته هو شخصياً وأهل البيت عموماً.

 

لبان الصمود ..

 وهنا إذ نتعرض لمقام الإمام علي " عليه السلام ".. ومقام محبيه وشيعته.. نرفع آهاتنا وصيحاتنا حزناً وحسرة على ما يجري ضد أخوانا في لبنان الصمود  ..لكن ما نراه خلال هذه الأيام من انتصارات حزب الله جعلنا نتفاءل أن النصر آت آت .

ليس كلاما عاطفيا ولا هو شعر منثور أن أقول إن النصر الذي وعد به السيد نصر الله هو الآن آت ..  بل وأستطيع أن أجزم أنه تحقق فعلا و ما عليكم إلا أن تقروا قليلا ما تنشره الصحف الإسرائيلية وما يُصرح به الإسرائيليون أنفسهم .. فألف سلام لسماحة السيد حسن نصرا الله الذي منحه الله من اسمه الكثير، وألف تحية وقبلة على جبين كل مقاوم جنوبي باسل سطر بدمه ملحمة الصمود في وجه العدوان..

 وأننا إذ نرفع أيدينا إلى الله تعالى بالدعاء للشهداء بالمنزلة العالية وللجرحى بالشفاء التام والعاجل لنشيد بإباء هذا الشعب وشجاعته وصبره، وندعو الله أن يجعل تدمير أعدائه في تدبيرهم وأن يرد كيدهم في نحورهم وإن الله لهم بالمرصاد

 

ولادته عليه السلام

 أبارك لمولاي بقية الله في أرضه عجل الله تعالى فرجه ولعلمائنا الأعلام، ولي ولكم وللأمة الإسلامية جمعاء هذا المولد العظيم ..

 

ولدته في حرم الإله وأمنـه.......والبيت حيث فنائه والمسجـدُ

بيضاء طاهرة الثيـاب نقيـة.........طابت وطاب وليدها والمولـدُ

في ليلةٍ غابت نحوس نجومها.......وبدا مع القمر المنير الأسعد

ما لفّ في خرق القوابل مثله.......إلا بن آمنـة النبـيّ محمـدُ (2)

 

قال المفيد قدس سرّه: (ولد بمكّة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب سنة ثلاثين من عام الفيل ولم يولد قبله ولا بعده مولودٌ في بيت الله تعالى سواه إكراماً من الله تعالى جلّ اسمه له بذلك وإجلالاً لمحلّه في التعظيم(

 يظن الكثير من الناس أن ولادة  الإمام علي بن أبي طالب " عليه السلام "  أمر عادي لا يستحق الذكر  كبقية ولادات الأطفال . لكن الأمر على عكس ذلك . فولادة الإمام علي "عليه السلام"  في بيت الله " الكعبة المشرفة " الذي هو قبلة المسلمين في جميع بقاع العالم من المزايا الكبرى التي امتاز بها هذا المولود ، ولم يشاركه في هذه الميزة مولود قبله ولا بعده ، لأنه هو الوحيد الذي ولد في بيت الله . هذه الولادة مكرمة جليلة خصه الله بها دون غيره من الأنبياء والمرسلين والناس أجمعين .

 فسلام الله عليك أيها الوصي البر التقي.. السلام عليك أيها النبأ العظيم.. السلام عليك يا وصي رب العالمين... السلام عليك يا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين.. طبت حياً وميتا..السلام عليك وعلى الملائكة الحافين بقبرك الشريف.

 نسال المولى تبارك وتعالى إن يجعل لكم ولنا مقام صدق مع أمير المؤمنين، وأن يوفقكم لما فيه صلاح أنفسكم ورضا الباري عز وجل، ويسقيكم ماء الكوثر بيديه الكريمتين المقدستين يوم الظمأ الأعظم. جعلنا الله وإياكم من المتمسكين بولايته... حتى نوفي بقليلاً مما آثره في حياته.. ورزقنا الله وإياكم في الدينا زيارتهم وفي الآخرة شفاعتهم.. وكل عام وانتم بخير.

  

(1) (جريدة رسالت345 تاريخ25/12/65 ه ش)

(2) السيد الحميري

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com