|
![]() |
![]() |
الفيدرالية نضج وطني وعصرنة للعراق عبد الرزاق السلطاني
هذا القطيع من السياسيين والاعلاميين حاولوا جاهدين تغيب الحقائق بآرائهم المسمومة وأقلامهم، فمن حسنات الديكتاتوريات إنها تؤرشف نتاجها المعوق لغلوها القوماني والشعاراتي والتبريري، فمن علامات الصحة في المواقف هو النضج والوعي الوطني الكبير الذي لايسمح للمزايدات ان يكون لها مفعول يودي الى تيسر مهمة استدراج الشارع العراقي نحو كمائن وفخاخ بالغة الخطورة وما لها من انعكاس على بناء العراق الفيدرالي الذي يعد نتاج تأريخي وليس ايديولوجي كما يصوره البعض، فالاصرار على الفيدرالية هو التعبير الصادق عن المطالب الوطنية والشعبية فضلاً عن كونها أحدى الحقوق الدستورية، والتحرك باتجاهها هو لتعزيز الوحدة الوطنية بل هي الكفيلة لتعزيزها والداعمة لها، ففي ظل الدول المركبة أي – الاتحادية – تتجمع هذه الخصوصيات لتحقيق اندماج المحافظات لتوفير الأرضية المناسبة للمصالح الأقتصادية، والسياسية، الأجتماعية، ومن هنا فتشكيل أقليم الوسط والجنوب الواحد هو الحل الأمثل لمشاكل العراق في الوقت الحاضر ومستقبلاً من أجل تعزيز وحدة العراق وتهيئة المناخات الجامحة للحفاظ على وحدته، كما انه المشروع الاستراتيجي الصائب الذي يقف بوجه الفكر الإلغائي ويسحق الديكتاتورية. وعلى الرغم من المفخخات والقتل العشوائي للعراقيين تمارس اسرائيل ذات الأسلوب والتهجير لأهلنا في لبنان فهي أضافت صفحة سوداء لسجلها الحافل بالجرائم ضد الإنسانية، فإن الصاعقة التي شكلتها المجازر التي جسدها الارهاب الحقيقي الذي تمثله آلة الحرب التي ضربت العشرات من الأبرياء من النساء والاطفال بدم بارد، وضمير ميت، إلا انه لم يكن كافياً على ما يبدوا للقوى العظمى والدول العربية التي عبرت عن صمتها المعهود للأقرار بالجرائم التي ارتكبتها اسرائيل ضد جنوب لبنان.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |