|
رسالة مفتوحة الى منظمات حقوق الآنسان في الآتحاد الآوروبي حول القضايا المتعلقة والعالقة للآجئين العراقيين
نبيل أربيل أوغلو / كاتب وصحفي مقيم في هولندا يقال أن دول الآتحاد الآوروبي بصورة عامة ودول الآتحاد في القسم الغربي يهتمون كثيرا ً بتنفيذ القوانين الخاصة والتعليمات الصادرة من منظمات حقوق الآنسان والآمم المتحدة حول تطبيق مباديء اللجوء من الهاربين والمشردين جراء الحروب والصدامات في بلدانهم . وتهيئة كافة مستلزمات الحياة لهم في الدول الآوروبية . وفي دول الآتحاد الآوروبي هناك العشرات من منظمات حقوق الآنسان ومحاكم دولية لمحاكمة الذين يرتكبون المجازر الوحشية في بلدانهم , وهناك العديد المئات من الناشطين في تلك المجالات . لدي معلومات دقيقة و وصلني العديد من الرسائل يؤكدون فيها أن معظم العراقيين الذين ألتجأوا الى الدول الآوروبية منذ أكثر من عشرة سنوات لم يحصلوا على حقوق اللجوء بحجج وقرارات مجحفة بحقهم . وهناك المئات من اللاجئين في السجون وينتظرون ترحيلهم القسري الى العراق وهناك المئات من العوائل متفرقين ويعيشون بعيدين عن أهاليهم وعوائلهم . أن هذه القضية لم يتطرق اليها بشكل واضح من قبل الزملاء وأعتقد أنهم ينتظرون موت هؤلاء ثم التطرق الى كيفية أستشهادهم في سبيل الوطن , أو ينتظرون عودتهم في توابيت حتى يعلنوا موت كذا وكذا شخص في بلاد الغربة بعيدا ً عن دجلة والفرات أو جبال كوردستان أو أهوار العراق . ولايسألون ولا يتناقشون مع تلك المنظمات أسباب أعتقالهم أو أيقاف معاملاتهم أو عدم منحهم اللجوء . المعلوم لتلك المنظمات والدول وألامم المتحدة أن العراقيين لم يفكروا بالآلتجاء الى خارج العراق او الدول المجاورة في أبعد نقطة الا بعد تأسيس الحزب العفلقي في المنطقة والبدء بالآغتيالات وتصفية الوطنيين الآحرار وظهور القومجية العربية والبدء في طبخة المؤمرات وفي النهاية الآنقلاب الدموي الآسود في 17 تموز 1958 وسيطرتهم على العراق والبدء بمرحلة جديدة من الدكتاتورية والآنتهازية والدخول في الحروب مع دول الجوار . أنذاك أختار المئات من العراقيين الغربة والآبتعاد عن الوطن والهروب من القتل والملاحقات التعسفية . لكن تزايدت موجة الهروب الجماعي للعوائل العراقية و أختار الآلوف من العراقيين البلدان الآوروبية كملجأ أمن للعيش والآستقرار بعد أندلاع وقمع الآنتفاضة في عام 1991 وبعد ذلك المعارك الشرسة و القتال الآخوي بين الكورد في مدن أقليم كوردستان ، ودخول دول المنطقة في متاهات وصراعات أقليمية ودولية . السؤال الموجه الى كافة منظمات حقوق الآنسان وحكومات الدول الآوروبية . تعرفون جيدا ً أن هناك الآلوف من العراقيين الذين قدموا اللجوء في الدول الآوروبية منذ عام 1997 والآكثرية معهم العوائل والآطفال أو تركوا عوائلهم وأطفالهم في أتون الحروب والصراعات في مدن العراق أو دول الجوار ، لكن لحد الآن لم يحصلوا على الآقامة والآكثرية منهم مطرودين من معسكرات اللجوء وقطعت المخصصات وهناك المئات منهم في السجون بدون سبب مبرر وينتظرون ترحيلهم دون موافقاتهم الى العراق . هل هذا هو حق الآنسان في الدول الآوروبية . هؤلاء اللاجئين خرجوا في زمن الحروب والصراعات الداخلية وباعوا جميع ممتلكاتهم ليدفعوا مصاريف الطريق والوصول الى بر الآمان ، والعراقيين ضحوا بالكثير أثناء الهروب وكأمثلة لذلك ، قتل المئات منهم من قبل الجندرمة التركية والباسدار الآيراني أثناء العبور من المناطق الحدودية لتركيا وأيران أوعند الحدود التركية اليونانية ، وغرق المئات من الآطفال والعوائل في القوارب الصغيرة أثناء العبور الى الجزر اليونانية من جراء مطاردتهم من قبل خفر السواحل وأطلاق النار عليهم ، وقتل المئات في الشاحنات من جراء الآختناق وضيق التنفس في شدة أشهر الصيف والقسم الآخر ماتوا حرقا ً من جراء حوادث الطرق . وللمعلومات 99 % من رفاة هؤلاء مجهولة وغير معروفة و دفنوا في مناطق ومقابر مجهولة ، وللمعلومات هناك عوائل وأقارب هؤلاء ينتظرون خبر وعودة أبناءهم وعوائلهم ولايعرفون الذي حصل لهم ، أذن بأي حق تدعون أن هناك حقوق للآنسان الهارب من الحروب عندما يصل الى دولة أوروبية . لهذا نناشد كافة منظمات حقوق الآنسان وممثلي منظمة الآمم المتحدة في تلك الدول وحكومات الدول الآوروبية أيجاد الحلول المناسبة بأقصى سرعة وأنجاز معاملات اللاجئين العراقيين وبألاخص مملكة هولندا وجمهورية ألمانيا الآتحادية والدنمارك وبريطانيا العظمى والسويد بضرورة أعادة النظر في القوانين القسرية والمتشددة مع العراقيين فقط ، ورفع الغبن عن هؤلاء ومنحهم الحقوق كلاجئين ، ولايحق للحكومات والمسؤولين في تلك الدول بأن يدعوا أن العراق أمن وأن صدام في السجن أو أن كوردستان منطقة أمنه . أذن لماذا لاينسحب قوات التحالف والآمريكان ؟ ولماذا يقتل يوميا ً المئات من العراقيين ؟ ويغتال الوزراء والمسؤولين ؟ ويقتلون الآبرياء ويفجرون السيارات المفخخة هنا وهناك ؟ هل هذا هو العراق الآمن ؟ رغم وجود اكثر من ربع مليون جندي اجنبي ومئات الطائرات والدبابات بالآضافة الى قوات الجيش والشرطة العراقية . مملكة هولندا معروفة بدولة العدالة وهناك العديد من المنظمات الدولية ولاسيما محكمة العدل الدولية في لاهاي ، هي أول تلك الدول التي تعرقل منح اللجوء للعراقيين ، وهناك الآلوف منهم في السجون أو في معسكرات اللجوء دون أقامة أو مطرودين في الشارع ، هل معقول نحن أن نصدق أن المملكة دولة العدالة . ويتصرف بهذا الشكل مع اللاجئين . أود أن أشير الى نقطة هو أن الشعب العراقي الآصيل لايريد التوجه نحو العنف وهم معروفين بالتقيد وتنفيذ القوانين والقرارات وسجلات الجالية العراقية خالية تقريبا ً من الجرائم الكبرى أو التورط في عصابات المافيا والمخدرات أو المتاجرة بالحرام أو تبيض الآموال مقابل وجود المئات من المجرومين والمطلوبين للعدالة على خلفية جرائم دولية مدروسة مع عصابات ومنظمات أرهابية من الجاليات الآجنبية والعربية في تلك الدول . لهذا يحاول العراقيين أيجاد الحلول المناسبة لمشاكلهم دون اللجوء الى التظاهرات والعنف والآصطدام مع قوات الآمن والشرطة حتى لايستغل ذلك من قبل الآخرين . ولكن اقول للصبر حدود !! ولو ألتت الآمور سوف يحصل أمور كثيرة . كما أناشد السادة المسؤولين والشخصيات السياسية ومكاتب وفروع الآحزاب الكوردية والعراقية في جميع الدول الآوروبية بالتدخل في الموضوع وعمل زيارات مكثفة للوزارات المعنية والبرلمانات في الدول الآوروبية واللقاء معهم وعرض القضية بصورة جدية وأيجاد الحلول النهائية لقضية هؤلاء . وأطالب زملائي الكتاب التطرق الى هذا الموضوع وعدم الآغفال والدفاع عن حقوق أخوانهم العراقيين المضطهدين في الدول الآوروبية . وأرجو من كافة مواقع الآنترنت جمع التواقيع لمساندة هؤلاء وتنظيم قوائم بأسماء هؤلاء وأرسالها الى الجهات المعنية . بالآضافة الى فتح ملفات خاصة لتسجيل أسماء اللاجئين المضطهدين لعمل أحصائية في كل دولة .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |