اوراق الضغط العربية, اين ذهبت؟

مهدي الحسني

mido_aliraqi@hotmail.com

العدوان الصهيوني المستمر على لبنان قرابة الشهر وقبله العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني المستمر منذ قرابة الستين عاماً ,لايجد هذا العدوان اية قوة رادعة توقفه الى الابد وتمنع تكراره كل يوم هنا وهناك الا حركات مقاومة في فلسطين ولبنان نتائج كفاحها لاتتعدى نتائج حروب الاستنزاف مع ان الدول العربية , حكوماتها على الاقل تدعي وتقول بأن لديها اوراق ضغط على الدول التي تساند اسرائيل وعلى رأسها الولايات المتحدة ولكنها تتريث في استعمال اوراق الضغط هذه الا عندما يحين الوقت او انها سوف تستعملها بالتدريج , ومن حق المواطن العربي التساؤل عن حجم تلك الاوراق الضاغطة وماهو المقصود بالتدرٌج في استعمالها فهل يوجد اشد واقسى كارثة من هذا العدوان الصهيوني على لبنان وقبلها فسلطين , هل سينتظر حكامنا دخول الصهاينة الى عقر دورهم وعواصمهم حتى نصل الى الخط الاحمر وعندها يبدأون باستعمال اوراق الضغط هذه وكيف يتحدثون عن التدريج في استعمال اوراق الضغط هذه وقد وصل الطرف المقابل (اسرائيل) باستعمال اقصى ماعندهم من وحشية واعتداء , اليست لبنان عضوا في اتفاقية الدفاع العربي المشترك والاعتداء عليها هو اعتداء على كل العرب ولكن يبدو ان كل الاتفاقيات العربية المشتركة والمعنية بالدفاع عن بعضهم البعض قد ماتت فعليها وعلى غيرها نرجو من شعوبنا العربية قراءة سورة الفاتحة.

هل يعرف حكامنا ماذا يقول الشعب العربي عنهم ؟ لابد انهم يعرفون لأن كل شاردة او واردة تصلهم لأنه بذلك فقط تنشط شطارتهم . دعونا نتذكر زيارة الرئيس المصري السابق انور السادات الى فلسطين المحتلة في الثمانينات فقد اجتمع حكامنا وما اسرع اجتماعهم وما اسرع قراراتهم وحرصهم الشديد على تطبيقها لٍِمَ لا فهم الاقوياء على ابناء جلدتهم وعلى اعداءهم هم الضعفاء , لقد قاطوا مصر ليس سياسيا فقط بل اقتصاديا وثقافيا ومن الزيارات حتى تمت مساواتها بأسرائيل واصبح المواطن العربي الذي يسافر الى مصر كأنه مسافر الى اسرائيل ولم يكن هذا المواطن بحاجة الى شئ من اجرآت المنع سوى ان يُختم في جواز سفره سوى عبارة(مسموح زيارة كل الدول ماعدا مصر) كما هو معمول به في بعض الدول العربية ولكن بذكر دولة اسرائيل .

ان في يد الدول العربية ورقة ضغط قوية وهي تكفي لوحدها وهي ورقة النفط او مايُعرف بسلاح النفط وهو سلاح سلمي ولايحمل معه رؤوس تفجير او رؤوس نووية ولو استعملوه فسوف لاتستطيع اسرائيل الرد عليهم بارسال طائراتها لقصفهم وقصف نفطهم ولا حاجة لحكامنا ان يُحملوا نفطهم على الطائرات لرشه على العدو الصهيوني كما حدث بأن قام احدهم برش الاسلحة والغازات الكيمياوية على شعبه , ليس هذا هو المطلوب بل التهديد بوقف الانتاج وتفعيل هذا التهديد ولو لعدة ايام وسوف ترون ان الدول الغربية ستشكل قوة ضغط شديدة على الولايات المتحدة لدفعها لأيقاف العدوان الصهيوني على لبنان بل وحتى من خلال سلاح النفط يمكن تحقيق مكاسب للشعب الفلسطيني والان هو افضل الاوقات على الاطلاق لتفعيل سلاح النفط , وكلما مرٌ الوقت فأن نجاح الفرصة تتضاءل بسبب المؤامرات الكثيرة التي تُحاك خلف الكواليس ومحاولات الالتفاف لتأخير التوصل الى قرار في مجلس الامن يضمن حق لبنان في استعادة كل ارضيه بل وأن الكيان الصهيوني سيكشر عن انيابه اكثر لقمع الفلسطينيين في الاراضي المحتلة حالما توقفت هذه الحرب قبل ان تستطيع الدول العربية تحقيق اية مكاسب تُذكر حتى لو كانت بالوسائل السلمية وهي استخدام سلاح النفط والذي يُعتبر استخدامه اضعف الأيمان فهل سيقدم حكامنا على هذه الخطوة ام سيكتفون بما هو الاضعف من اضعف الأيمان وهو البكاء والنحيب والحسرة في القلوب الذي لم ولن يؤتي اُكُله لاالبارحة ولااليوم ولاغداً والعبرة لمن يعتبر.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com