|
8/8/88 يوم مفيد للمراجعة رياض البصير وأنتهت الحرب،,, !!! كانت تاريخا طويلا، وقاهرا، وسنوات مؤامرة،, لمسخ ابناء الضعفاء والفقراء وتحويلهم أرقاء لطاغوت الرافدين، كانت محاولة انتزاع ثوب الحرية من علـى من على جلودنا،, واحلال لبوس " الكاكي " رمز الرق الصدامي، والذليـة والعبودية، محل لبوس رجولاتنا،, التي دفعنا لها الحرمان والجوع، ثمنا لها ... ثماني سنوات،,, وأّلة الموت تعمل بأ قصى طاقاتها،وتطحن بنواجذها، شبابا كطيور الذهب، وتحيل بقاياهم واثارهم،, أوجاعا خالدة في قلوب الامـهات والحبيبات والابناء والاباء . ثمانية من السنين والحياة ؛ موت،،، موت،،، وموت يتأمر على موت ... وموت اّخر يهرب شاردا من عبودية، الى قبر .. .... أو هروب جبري الى احشاء كلاب البر . فالموت كان الخلاص . ثمانية سنـوات ودنيانا فراق وفراق،, ينكسر اشفاقا علينا، منه قلب اللغات . وخوف يلـفه صوت خوف . وجحور تضم بحنانيها، أجساد فتيان متعبة، ورؤوس حائـرة وجرذان . . سنوات ثمانية،,, وصبايانا الفراشات، يحلقن في زمن تكوين المسخ، وحيدات منكسرات،, ينطرن موتا أت،, أو حياة تعود بلا يدين، أو قلبا يأتي كي يروح,, ليموت بلا جبين . والآغراب، بدلاؤنا وحدهم في دروبنا، كا لارانب يتقافزون،, ويحتلون بمباركة " الطاغوت " فؤوسنا ومعاولنا ومطارقنا، وفناجين الشاي،, وحتى، احلامنا الحلوة أرصفة الدروب . . . وكانت طاحونات المحاكم الخاصة والعامة، واسراب الانضباط العسكري، وديدان المنظمات الحزبية،المنتشرة كالذباب في ازقتنا, وفرق الجيش الشعبي، المنتشرة كالجراد في اجسادنا، ومفاررز الاعدام في اتجاهاتنا الاربعة، ورصاص المـراقبة وغياهب سجوننا، ومقابرنا،,,,, تتحد وتنمو و.............. تلـد . ولاننا عشاق السلام،, ركضنا لانعرف الى اين !! عندما سمعنا قرار ايقاف الحرب يسبقنا صوت زغاريد الامهات والحبيبات والاخوات، ودعوات الاباء، كانت لحظة ارتجفت فيه القلوب، نشوة تطير بنا . لقد خرجنا من الة الموت، أحياء، وما هي الا هنيهة حتى صحونا . على سنواتنا الرائعات وقد سلبن،, قسرا وجبرا،لارغبة ولارضى . صحونا عندما "" جيـر"" طاغوت البلاد افراحنا بالسلام، وبوق لـه كعادته المضللة والمضللة،, بأعتباراحتفالاتنا """ نصرا !!!!!!! "... ومع ذلك,, ارى ان من المفيد الاشارة الى ان الحرب القذرة تلك والتي، طـحنت وعجنت وخبزت قبل موعد ابتدائها في ( 22/9/1980)،، قد مررت معاهـدة كامب ديفيد على الراي العربي العام، واعطت لاسرائيل فرصة تغيير خارطـتها السياسية في الشرق الاوسط . وقدمت المفاعل النووي العراقي لاسرائيل عـلى طبق من ذهب، لتدميره . وأخوت خزائن الخليج العربي . ومزقت اللحمـة العربية والاسلامية، وجعلت من مؤسسات تلك الكتل، مؤسسات هزيلة ....... كما انها صنعت شرخا بين الشعبين العراقي والايراني وعقدة تاريـخية، أرى من الصعوبة تجاوزها على الاقل في الوقت القريب .وكانت ايظا عاملا غيـر مباشر على اسقاط الاتحاد السوفييتي . وغيرها من الاحداث التي مهدت للـكثير مما يمر به حاضر الشرق .. وأما في الداخل فقد كانت سنوات تلك الحرب،,,, الثمانية،, قد اهدرت مليارات الدولارات، ونصف مليون شاب عراقي، ونصف مليون ارملة وعانس، واكثر من مليوني يتيم، والاف من المرضى والمعـاقين والاف اخرى من المعدومين والمغيبين، وتمزق النسيج العراقي المتماسـك بطبعه اسريا، وخلق طبقة ارستقراطية جديدة من كبار الضباط، وصنع فـخ التفاوت الطبقي، واقلاق واهانة الشخصية العراقية من خلال استمرارها بذليـة الجندية، التي جعلت من الجندي عبدا للضابط والضابط الصغير عبدا للاكبـر منه رتبة، وكذا وصولا الى عبودية كبار الضباط، للقائد التكريتي وهذا بدوره عبدا" للطاغوت الارعن ." كما انها حرمت الاجيال من الشخصية القـدوة, واوجدت مفاهيم وثقافات وتطلعات، اخرى جديدة، لكنها مدمرة . ويقينا كان " الديكتاتور " يرمي من تلك الحرب ايظا القضاء على اعـداء نظامه من الاحزاب الاخرى، وتصفية خصومه من داخل حزبه بعد ان انـتزع سدة الحكم منهم على حساب مقاتل " رفاقه واصحابه " .وربما كان يحلـم بمنصب شرطي الخليج، كما حلمه المريض بلقب ( بطل التحرير القومي)،, ومراميا اخرى معروفة،, واخرى مازالت ... واذا كان لابد من ان نتجول في محطات حوادث التاريخ لنتعلم الدرس والعبرة والعظة،, كان لزاما على من يريد المستقبل، ويحيا وشعبه وارضه، بسعادة وخير، ان يحرر خطواته من سجلات الماضي, ويفتح تاريخا جديـد، يتلمـس فيه خطر عودة الطغاة، فربما خناجرهم, بحناجر الديمقراطية,,,,,,,,,،
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |