|
ذكرى ميلاد عقل القنبلة الذرية رياض العطار / كاتب صحفي عراقي مقيم في السويد في شهر اب (اغسطس) من كل عام ومنذ عام 1945، يتذكر العالم ذكرى القنبله الذريه الاولى التي القيت من القاذفه الامريكيه (ب 29)، واسمها (اينولا جاي) على مدينه هيروشيما اليابانيه لتفتح بذلك عصر الرعب الذري في الحضاره الانسانيه. لا يمكن فصل هذه الذكرى الماساويه عن اسم العالم الفيزيائي النووي (اوبنهايمر، الذي ولد في تموز عام 1904)، الذي تراس فريق صنع قنبله (الولد الصغير)، وهو اسم الشهره لتلك القنبله الفتاكه. وحينها، سبقت امريكا العالم الى صنع تلك القنبله، عبر جهود نظمتها ورعتها المؤسسه العسكريه فيما عرف باسم (مشروع مانهاتن)، ووضع البنتاغون اوبنهايمر على راس فريق نادر من ابرز علماء العالم في مجال الذره، فجمعهم في مختبر (لوس الموس) في ولايه كاليفورنيا. هذه المقدمه هي بمناسبه،ذكرى مرور(102)،على ميلاد اوبنهايمر الذي اشتهر بميوله السلميه, على الرغم من مشاركته الكبيره في صنع قنبله هيروشيما. ولد اوبنهايمر لابوين يهوديين امريكيين. هاجر ابوه من مقاطعه هانار في المانيا الى العلم الجديد (امريكا) في عام 1888، ليعمل في مصنع للنسيج تملكه اسرته الثريه. ترعرع على ضفاف نهر هدسون، محاطا باجواء الثقافه الاوربيه التي مثلت ميل النخبه الامريكيه في ذلك الوقت. درس الفيزياء في جامعه هارفرد،اضافة الى اهتمامه بالادب الفرنسي والفلسفه. انتقل الى جامعه كامبردج الانكليزيه حيث تعرف الى علم جديد هو فيزياء الذره، ومع تصاعداجواء الحرب العالميه الثانيه وبروز نجم الزعيم النازي (ادولف هتلر)، عملت اجهزه الاستخبارات الغربيه على اجتذاب العلماء الذريين، مما سرع الصراع الدولي على جذب علماء الفيزياء الذريه، (كان هتلر يبدي اهتماما متزايدا بصنع القنبله المميته).في عام 1939 شارك اوبنهايمر في صياغه رساله شهيره رفعت الى الرئيس روزفلت، للمطالبه بتكثيف الجهود الامريكيه في صنع القنبله الذريه، وقد ابدى كثيرون من العلماء ازدراءهم بهذه الرساله. وفي المقابل، وقعها علماء اخرون، كان ابرزهم اينشتاين. كان علماء الذره منقسمين الى قسمين، الاول، يدعوا الى نشر صنع القنبله الذريه لتكون رادعا لمشعلي الحروب، والقسم الثاني يدعوا الى منع انتشار وصنع وتجربه واستخدام الاسلحه الذريه، وهؤلاء هم الاكثريه الساحقه من العلماء حاليا). و بعد استخدام القنبله الذريه فعليا في هيروشيما، انحاز اوبنهايمر الى الفكره القائله بضروره عدم احتكار اسرار القنبله كشرط للسلام في العصر الذري، ولم تمنعه ميوله السلميه من الاستمرار في عمله كصانع للسلاح الذري، بل شارك في صنع القنبله الهيدروجينيه، وكرس اواخر سني حياته للدعوة للسلام العالمي...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |