بدعوة من الاتحاد الدولي لعمال الخدمات حضرت يوم 23-حزيران 2006 في عمان أجتماع تنسيقي بصفتي باحثة قانونية للاعداد لدراسة حول مستقبل الخدما ت العامة في العراق وقد حضر الاجتماع ممثلين عن الاتحاد الدولي لعمال الخدمات والاتحاد الدولي للنقابات الحرة ومركز التضامن الدولي وأتحاد عمل العراق وأتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق وممثل عن أتحاد عمال كردستان للتشاور والتنسيق حول ورقة عمل عراقية لتعزيز قدرة النقابات العراقية على تطوير نماذج أقتصادية وأجتماعية بديلة على أساس قطاع عام قوي وشامل يتضمن ويعزز خدمات عامة عالية النوعية ورخيصة الكلفة والاعداد لمؤتمر نقابي دولي لتحليل الوضع الحالي للخدمات العامة ونقابات العمال في القطاع العام ويخطط لما يجدر القيام في أعمال المساعدة للنقابات العرقية لنيل دعم الحكومة العراقية والمجتمع الدولي لمقترحات هذه الدراسة ولتصبح هذه النقابات أكثر قدرة على الدفاع عن أعضائها وأن شبكة دولية من نقابات عمال القطاع العام في العالم تعمل مع نظرائها العراقيين لممارسة الضغط من أجل إعادة بناء عادلة أساسها قطاع عام قوي وشامل بنظرة واضحة تستند الى المساواة بين الجنسين

تحدث ممثل نقابات العمال في العراق وممثل أتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق عن المشكلة الرئيسية التي تعترض قيام نقابات في القطاع العام هي مشكلة قانونية تتمثل بقرار مجلس قيادة الثورة المنحل رقم 150 لسنة 1987 والذي حول جميع العمال في القطاع العام الى موظفين  وكذ لك قانون العمل والتنظيم النقابي الساري الذين منعا قيام نقابا ت في القطاع العام وبعد الاحتلال الامريكي للبلد  صدرت قرارات حكومية كثيرة تسمح للتدخل الحكومي في عمل النقابات ومصادرة وحجز ارصدتها وحلها  وايقاف عملها بقوانين الطوارءى وقرارات مجلس الوزراء وهذا ما منع قيام نقابات عمالية حقيقية قوية وعدم وجود دعم حكومي للنقابات وتردي واقع الخدمات العامة ونقصها بل أنعدامها في احيان كثيرة  في العراق ومحاولات البعض الترويج لفكرة خصخصة قطاع الخدمات كحل لتردي الخدمات وتشظي الحركة النقابية العمالية بفعل تأثيرات أيدلوجية لمحاولات الاحزاب تجييرا لنقابات لخدمة مصالحها الحزبية الضيقة وليس لخدمة الطبقة العاملة

أما ممثل نقابات عمال خدمات كردستان فقال ((وضعنا يختلف عن الوسط وجنوب العراق ولنا وضع خاص وأن القرارات المعيقة لتنظيم النقابات لاتطبق في كردستان ولاتوجد مشاكل عمالية في قطاع الخدمات لديهم وبأمكاننا زيارة المنطقة والتأكد وأن الخدمات العامة المقدمة عالية الجودة ورخيصة ومتوفرة عكس القسم المتبقي من العراق ))

أعترضت على كلامه فلدي فكرة كافية عن الوضع في كردستان بأطلاع شخصي وقلت له أن حضوره كممثل عن عمال نقابات كردستان يفتر ض فيه الامانة لطرح مشكلات الطبقة العاملة الكردية ومعوقات عمل النقابات وما يعانيه المواطن الكردي من نقص الخدمات بدلا من تصوير أن كردستان جنة الارض والاحلام الوردية وأنه لامشاكل لديهم ولامعوقات أجاب ممثل كردستان بحدة اني ضد الفدرالية والدستور وأنه في الاقليم لاعلاقة لهم بمشكلاتنا في القسم العربي وكأننا دولة أخرى وهم في المريخ وليس نفس لهم القوانين التي تطبق في البلد ولانفس معاناة المواطنين

وأننا يجب أن نكون ممتنين لهم أي الاكراد لأنهم لم ينفصلوا عن العراق حاولت أن أفهمه أن ما ذكرته من ملاحظات لايتعلق لا بالدستور ولا بالفدرالية وأنما طرح واقع نقابي كردي بكل الايجابيات والسلبيات بعيدا عن الصورة الوردية التي يقولها ويحاول ان يقنعنا انها صورة كردستان الحقيقية في الوقت الذي كان الناشطين النقابيين الاكراد في السجون وكانت حملة واسعة في الحوار المتمدن لمناصرة الناشطيين النقابيين زمناكو وأسطة حسين وذكرت له هذا الامر فقال أنه كذب ولايوجد أي مشكلة في قطاع الخدمات وأننا نحاول تشويه تجربة كردستان وأصر على ما أورده وأنه سيقدم ورقة مستقلة عن كردستان تتعلق بواقع الخدمات العامة والنقابات فرفض ممثل الاتحاد الدولي وطلب اعداد ورقة واحدة

لم أكن أريد الكتابة عن هذا الموضوع ولكن عندما تفجر الوضع في المدن الكردية بتظاهرات تطالب بتوفير الخدمات العامة والوقود تكشفت كل الاكاذيب التي يحاول بعض ممثلي كردستان أن يسوقوها للاخرين عن حقيقة الاوضاع في كردستان بدلا من تصويرها جنة الارض لان الحقيقة مختلفة تماما لذا أرجوكم اخوتي الاكراد كفوا عن الكذب والتعمية عن حقيقة الاوضاع لديكم من انتشار الفساد الاداري المستشري كمرض يصعب علاجه الى تردي وأنعدام وغلاء الخدمات العامة المقدمة للمواطنيين الى البطالة الكبيرة في صفوف الشباب الكردي الى عدم وجود الحرية النقابية الى ....الى ...وانت اعرف بظروفكم

ليس عيبا وجود مشكلات لانها مسيرة البشرية في كل مكان حتى في أكثر المجتمعات تقدما ولكن العيب في التستر عليها وأخفائها وتقديم صورة واقع غير حقيقي بمشكلات ومعاناة  الناس الفعلية.