|
الوسط والجنوب حلم .. أم حقيقة دستورية؟ عبد الرزاق السلطاني استكمالاً للمخطط الإرهابي والمسلسل الإجرامي ضد أتباع أهل البيت(ع)، لا زالت قوى البغي والظلال تستهدف الأبرياء من العراقيين وبأهداف سهلة مما يكشف عن حقدها الدفين ضد جموع المؤمنين من أتباع مدرسة النبوة، فإن هذه المتاجرة الرعناء والبخسه التي يقوم بها الصداميون والتكفيريون لتحقيق المكاسب السياسية فقد كشفت الأيام القليلة الماضية عن مدى عنجهيه الوهابية المتصهينة في العراق ومدى ايغالها بدماء العراقيين فهو يشكل وصمة عار في جبينهم، فالقاعدة ليست وحدها مسؤولة عن تقتيل الشعب العراقي، بل هنالك حلفاء لهم من الذين مارسوا ذات القتل الجماعي لبلورة الفرز الطائفي وانشاء امارة على مقاساتهم، مرتدين أسمال البشتون ومحملين بأموال السلف التكفيري. أما الأخير فهم الصداميون الذين يسعون جاهدين لإذكاء الفتنة الطائفية والدفع باتجاه الحرب الأهلية فهم يركزون على هدف وهمي أفترضوه لأنفسهم هو حلم العودة لحكم العراق متجاهلين الإرادة الوطنية الجماهيرية في الخلاص الأبدي من براثن البعث المهزوم. ففي نظرة فاحصة الى الإرهاب الدخيل في العراق نجد إن هناك من يحاول تبسيطه بسذاجة، بينما هو ظاهرة تستحق الوقف الجاد والعميق كونه يستولد إذا لم يحاصر بفاعلية تامة ويعالج بأدوات حقيقية وحيوية تكتيكية وسياسية، ومما يثير السخط والأسى هو الموقف الرديء للكثير من القوى السياسية والإعلامية فعندما نرقب المواقف إذا لم نر شجباً حقيقياً للأفعال المشينة التي تقترف بحق الأبرياء، فضلا عن الإعلام العربي فهو معروف بمواقفه السيئة أزاء العراق وتحولاته التي جلبت لهم المصائب والصداع أحياناً، والاصابة بالغثيان احياناً أخرى ولتشابك الإرهاب السلفي بسبب الجغرافيا والديموغرافيا وجرى هذه التداعيات وتقاطع الاجندات مما يتعارض مع مصالح بعضها مما جعل الوضع الإقليمي في حراك مستمر بكافة المحاور لأبعاد المخاطر والضجيج عنه، فالضبابية وعدم الوضوح في المفاهيم أجج مخاوف غير مبررة ومناخات سياسية مغلوطة، فتعزيز سلطة المركز هو بناء لحواضن الدكتاتوريات والتفرد بالسلطة وهدر للحقوق السياسية والوطنية التي ربما تودي الى الاحتراب والسير باتجاه التقسيم، ومن هنا ينبعث اصرارنا على اقرار الفيدرالية بعد أن فشلة أنظمة الحكم الفردي المستبدة للمتغيرات السياسية والاقتصادية الى المفهوم النسبي التي صارت غير مطلقة للدولة، فالاقاليم ليست تقسيماً للأرض وسيادة الدولة كما يفهمها البعض، إنما هي اتحادية طوعية تقوم على المصالح المشتركة في توسيع المشاركة في صنع القرارات وفقاً للمعايير الدستورية التي اقرت ضمن الدستور الدائم، الذي يفصل بين السلطات الثلاثة وقواعد الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، كما إن الاتحادية للمحافظات التسع أي – أقليم الوسط والجنوب – بهذا المعنى أفضل وسيلة باشراك الجميع ضمن سلطات الأقاليم في صنع القرار، أما دوافع رفضها فهو مصادرة لحقوق الشعب الدستورية وتتمحور بالقراءات الخاطئة التي لامبرر لها كون الثروات تقسم مركزياً والإيرادات الفردية من المحال أن ترتفع فوق إرادة الأمة في تفعيل القوانين وتنظيمها للخلاص من ديكتاتورية المركز. فثمة متشابهات بين ما يحدث بلبنان والعراق فالقاعدة أرادت أن تبني توروبوروا على الطريقة الأفغانية في العراق أي (أفغنته)، ولم تنجح في ذلك كونها لم تجد الأرضية الخصبة لها، مما كبد سوء حساباتها خسائر فادحة وهي في انحدار سريع، أما اسرائيل فوقعت في فخ التمادي بارادات الشعوب فالصمود الأسطوري للمقاومة الإسلامية في الجنوب أمام الجنون الاسرائيلي قلب القضية رأساً على عقب، سواءاً في أرض المعركة أو في نفوس الشعوب والحكومات كما ويبدو ان اسرائيل وعت حقيقة ما يقال – إن الأرض تقاتل مع أهلها – حيث تكبدت خسائر لاتحسد عليها نتيجة قراءاتها الخاطئة والصمود والتحدي الوطني من أهلنا في الجنوب ضد الهجمات العدوانية إلا انهم اصيبوا بخيبة أمل في السيطرة بمسك زمام الأمور وتقديمهم انتصارات واهية واخفاق معلوماتي كبير.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |