|
قد يكون!!! "مأزق الفيدرالية في....... تسويقها" رياض البصير أهمال أستخدام منهج علم التسويق الاجتماعي، يعد من أهم مخانق لعـل انتشار فكرة الفيدرالية بأعتبارها منتج فكري مستحدث, مهم وخطير في عملية تبديل جذور فكرية أو تغيير أتجاهات سلوكية وثقافيـة متقادمة زمنيا،, ليس بالامر اليسير ولا بالامر الهين، في بلد مـن المفروض أن يحكمه " الرأي العام " الذي ما زال متخبطا، يترنح من هول صدمـة الخروج، من أقصى يمين الديكتاتورية الى شطر الديمقراطية. ديمقراطية لـم يتذوق حلاوتها، ولم يتلمس نعمتها الموعودة، حتى الآن. واذا كان الرأي العام هو صاحب الحكم النهائي ـ كما يجب ان يكون كذلك ـ لذا كـان من الاهمية المهمة، كسب التأييد الشعبي لقيام الفيدرالية كنمط سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي جديد. وبذا يكون من الضرورة التأكيد على أن عمـلية تبني الرأي العام للفيدرالية لايأتي ارتجالا ولاتحصيل حاصل باعتقاد ثقة الشعب ببصـيرة صفوته السياسية. بل من الضرورة الملزمة أن تمر عملية تبني فدرلة الدولة بـ((مرحلة الفهم والمعرفة أولا,, وثانيا بمرحلة الاقتناع،, وثالثا بمرحلة اتخاذ القرار)) وصولا الى مرحلة التبني والتأييد. ومن هنا يكون على قباطنة الفيدرالية، عدم الاكتفاء بوسائل الاعلام ( التـلفزيون الاذاعة، الصحافة ) كسبيل للاتصال بالرأي العام، وان كان مهما الا انه تأكيـدا لايوصل الرسالة بصورة مستفيضة، وبنفس الوقت عدم قدرة تلك الوسائل علـى اقتفاء اثار التأثير على الجمهور المستهدف. كما انها تبقى قاصرة بايصال الفـكرة لكل الرأي العام المراد كسب تأييده. والاهم من ذلك،كله، وجود وسـائل اعلام مضادة أو متلكئة، تؤثر بسلبية على تبني الفكرة. الا انها تبقى وسيلة نافعة فيـما اذا أجيد التعامل بها، بصورة مدروسة. على أن, الاتصال المباشر( الشخصي, المواجهي) في مثل مشروع تبنـي الفيدرالية وفي بلاد مثل بلادنا، يعد اهم ركيزة من ركائز الاتصال بالرأي العام لما لـه من قدرة ( تفتيت الجمهور) حسب الفئات المحددة والمتشابهة الاهتمامات وبالتالـي قدرتها ( على صياغة الرسالة وفقا لرغبات كل فئة متشابهة والرد علـى التساؤلات والاستفسارات والاعتراضات)، واذا كان نجاح عملية التبني يعتمد الى حد بعيـد على نجاح الاتصال المباشر، كونه وسيلة تفريخية أو توالدية. فأنه وبلا ادنـى سبيل للشك يحتاج الى دعاة( وكلاء تغيير ) يتمتعون بعدد من المهارات والقـدرات الاتصالية والثقافية والتي تحتاج الى الاعداد والتدريب المكثف اضافة الـى الاستعداد الشخصي. ومن الممكن في هذا المجال الاعتماد على ابناء الفئة المحددة، لانهـم أقدر من غيرهم على فهم طبيعة فئتهم ولان الفئة اكثر تعاطفا معهم من غيرهم ثـم ضرورة تميز المتصل الشخصي بدرجة عالية من المرونة والسيطرة علـى اتجاهات المناقشة خاصة من الرافضين والمتلكئين بلياقة، تجذب ولاتطرد، ومؤمنا بـأن اقناع المتصل بهم، يمر من خلال التركيز على الفوائد الاقتصادية القريبة والبعيدة كونها أقرب وسيلة للاقناع. وعلى ( وكيل التغيير ) أن يبتعد عن تسخيف وتجهيـل المفاهيم المتوارثة بل التأكيد على أن فكرة الدولة الفيدرالية هي بقصد تطويـر لتلك المفاهيم كما هي، حقيقة. والابتعاد عن استخدام اللغـة الفخمة والمصطلحات.المعقدة عند الاسهاب بالاستشهاد بالتجارب الاخرى سواء كانت محلية أو دوليـة قديمة أو حديثة. باعتبار ذكر التجارب الاخرى، من العومل المساعدة على تخفيف حدة المغامرة لدى الفئة المستهدفة. ولايمكن لنا أن ننكر اهمية وسائل الاتصال الاخرى ( كمنظمات المجتمع المـدني) ( والوسائل البديلة / كالملصقات والسينما المتحركة وغيرها ) الا ان نجاح مهمتها يبدو امر شاقا في الوقت الحاضر على الاقل،لكن يمكن الاستفادة منها وتحقيـق بعض النتائج الطيبة... واذا كانت الفيدرالية، هي نتاج طبيعي لنمو مفهوم الدولة، وهي الحـل الصحيح لمعادلة الوحدة السياسية، وللتفوق الاقتصادي على مستوى الفرد والمجتمع...... نرى ان عدم اهتمام الرأي العام، بأهميتها وجدواها، وهذه حقيقة. لايـعود بسبب الفكرة ذاتها، وانما ترجع الى عوامل عديدة، أهمها على الاطلاق سوء تسويقهـا بأهمال خطوات ما قبل التسويق كاشعار الفرد بالفكرة ثم الاهتمام بها ثم ادخالهـا مرحلة التقييم الفردي واعطائها فرصة التجريب المحدد. ويبدو ان توقيت الترويـج للفكرة، هو مأزق اخر لها. وان كانت هي الوسيلة المثلى للخروج مـن المأزق والمنزلق العراقي الراهن. ربما كان للظروف الشاذة التـي تمسك باعناق الراي العام وتغل حركته، جعلته غير مكترثا بهذه الافكار والمفاهيم والثقافات المستحدثة ومنها " الفيدرالية"، وربمـا كان للتحديات والتي يدركها قباطنة السياسة، أكثر من غيرهم، تهديدا للـعراق الديمقراطي الجديد. دور محرض لطرفي المعادلة،,, الاول تعطيلي والثانـي تعجيلي. على أن قادة الرأي العام والرأي العام يتفقون على أن كسب التأييد، ليس بالتأثير الوجاهي، لهكذا قرارات ستراتيجية، وانما دائما وابدا يكون بطريقـة الاقناع والاقتناع،، الودي والجدي،، تحاشيا لمشكلات مستقبلية، تكون عبئـا على اجيالنـا، ولعنة علينـا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |