في الذكرى 60 لتأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني

ثورة مسلحة بدءت  بالخنجر والبرنو وأنتهت بفيدرالية

نبيل أربيل أوغلو / كاتب وصحفي مقيم في هولندا

n_kesab@hotmail.com

لو تصفحنا تأريخ الكورد والتداعيات السياسية والقومية والنفسية نجد أن الحاجة وغاية الشعب الكوردي من بعد ثورة بارزان عام 1943 – 1945 أدت الى القيام بأول مبادرة لتأسيس حزب قومي في كوردستان العراق ليقوم بالمهمات النضالية وليكون ذات أسس صحيحة في درب النضال وتحقيق أمنيات الشعب الكوردي والحصول على الحقوق القومية والوطنية .

أستطاع القائد الراحل والخالد في قلوب الملايين الملا مصطفى البارزاني أن يقرأ واقع هذا الشعب ومعاناته مع الحكومات المتعاقبة على العراق والظلم والآضطهاد لبني جلدته ، وبعد مشاوراته مع نخبه من الكوادر في صفوف البيشمه ركه الآبطال أنذاك ، أعلن القرار التأريخي بتأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبهمة الرجال الشجعان في جبال ووديان كوردستان ويتحملوا العناء والمشقة من أجل شعبهم ويتشرفوا بحمل الخنجر والبرنو ويقاتلوا جيوش الحكومات المدعومة بالطائرات والدبابات والمدافع ويكونوا وجها ً لوجه في ساحات القتال ، ولكن هؤلاء البيشمه ركه  كانوا متسلحين بروح النضال التي كانت تسري في عروقهم ويستمدون العزم والقوة من شخصية البارزاني الخالد وأستطاعوا دحر الجيوش مع أسلحتهم المتطورة وألحاق خسائر كبيرة بينهم  .

 أن نهج وقيّم الثوار في  الحزب الديمقراطي الكوردستاني في العراق كان دافعا ً قويا ً لتحريك مشاعر الكورد في المنطقة وأن يكون مركز أشعاع قومي في تركيا وسوريا وأيران والمطالبة بحقوقهم القومية والوطنية هناك ، وأصبح الحزب مدرسة للنضال وحققت للكورد الكثير من أجل الوصول الى الاهداف الحقيقة للشعب الكوردي . الشعب الكوردي ومنذ أول ثورة في جبال ووديان كوردستان تعرضوا الى أبشع أشكال الظلم والآستبداد والتعامل اللاأنساني من قبل الآنظمة السياسية العراقية ، وكان ذلك دافعا ً أساسيا ً من أجل الآستمرار في النضال وتقديم التضحيات ثورة مابعد ثورة وجيل مابعد جيل . ووجدوا أنفسهم بعد كل محنه أكثر صلابة وأكثر عمقا ً في التعامل بعقلانية مع تلك الآنظمة الدكتاتورية من أجل تحقيق المصير . وفي نفس الوقت لم يتجاوزوا أدبيات القائد الراحل البارزاني الخالد من خلال مطالبته بالتعايش مع الآخوة العرب والتركمان والآخرين لعدم وجود أية خلافات مع هؤلاء وأنما الخلافات مع الحكومات والقيادات والآنظمة السياسية الحاكمة في العراق . وأكد الراحل البارزاني أن هناك فرقا ُ كبيرا ُ بين الرمز الوطني والقومي في تأريخ الشعوب والآمم في العالم من أجل توحيد الصفوف وتحقيق الآماني والتطلعات المشروعة وتثبيت الحقوق القومية والوطنية وبين عبادة شخصية سياسية أو صنم في نظام دكتاتوري وأبسط مثال على ذلك كان حكم الدكتاتور صدام الدموي منذ عام 1968 وحتى يوم سقوطه

 نحن لانريد أن نعيد كتابة صفحات طويلة من تأريخ الظلم والآستبداد والآحزاب السياسية التي أنبثقت وتشكلت بعد الحرب العالمية الثانية مثل أحزاب هيوا ، شورش ، رزكاري . الى تأريخ تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني في 16 أب من عام 1946 وأنضمت هذه الآحزاب في أول كونفراس للحزب وأختاروا الزعيم الخالد البارزاني بالآجماع رئيسا ً للحزب ،لآن البارزاني كان له أحترام وتقدير من الشعب الكوردي . وكان عاملا ًودافعا ً أساسيا لآلتحاق الآلوف من الشباب والرجال والنساء بالثورات لرفع الغبن عن شعبهم من جراء الظلم والآضطهاد وظلوا يناضلون من أجل طموحاتهم المشروعة وبين مد وجز الى يوم 6 أذار من عام 1975 يوم الآتفاقية الخائنة في الجزائر بين الدكتاتور صدام والنظام الآيراني وتقسيم شط العرب وأيقاف النشاطات الحزب الديمقراطي الكوردستاني في أيران وغلق الحدود بوجوه الثوار البيشه ركه . وبدء محاولات  الحزب العفلقي بتغيير وطمس الهوية الكوردية في مدن كركوك وخانقين ومندلي وزرباطية وترحيل الآلوف من الساكنين في هذه المدن . وخلال فترة قصيرة وبعد رحيل القائد الخالد البارزاني وبعد توقف قلبه الحنين عن الخفقان في المنفى يوم 1 أذار 1979  أستلم زمام القيادة أبنه الرئيس مسعود البارزاني الذي كان له خبرة في النضال و حمل السلاح وهو في مقتبل العمر وقاتل مع أخوانه جنبا ً الى جنب  ومع والده الراحل وأثبت جدارة كبيرة من موقعه وتوّج ذلك المقاومة والثورات والملامح البطولية بأنتفاضة أذار عام 1991 ضد حكم الطاغية صدام وتحررت قرى ومدن كوردستان خلال أيام بالكامل من الحكم النازي والدكتاتوري لجلادي البعث .

 أذن أن الثورة التي بدءت بالخنجر والبرنو وأنتهت بفدرالية أقليم كوردستان العراق ، ثمرة 60 عاما ً من النضال والقتال والتضحيات ، وثمرة المقابر الجماعية لآكثر من 180 ألف كوردي أستشهدوا وقتلوا ودفنوا وهم أحياء ، وثمرة نضال شعب قصفوا وهم في بيوتهم بأسلحة كيماوية وبايلوجية وجرثومية في مدن حلبجة ورانية وسماقولي وكاني ماسي وقلعة دزه وقصبات أخرى في مدن كوردستان , وأقليم كوردستان ثمرة أعدام أطفال وشباب ورجال ونساء وعوائل أعدموا وصعدوا المشانق مرفوعي الرؤوس غير مبالين بعنجهية وظلم الجلادين . و حكومة أقليم كوردستان وبرلمان كوردستان هدية بسيطة لآمهات البيشمركه الآبطال بعد أن فقدوا فلذات أكبادهم .. وهدية قيّمة لشعوب العالم المضطهده في بلدانهم من أجل الكفاح والنضال وأسقاط الآنظمة الدكتاتورية. من أجل الحرية والديمقراطية والسلام .

 ونغتنم هذه الفرصة لنتقدم بأزكى أيات التبريكات والتهانيء للرئيس مسعود البارزاني رئيس أقليم كوردستان وحكومة الآقليم برئاسة السيد نيجيرفان البارزاني والشعب الكوردي ، ونتمى تثبيت وأرساء أسس  الديمقراطية والحرية والآزدهار والتقدم والتعايش بكل أمن وأمان وسلام مع كافة أطياف الشعب العراقي . وألف  ألف تحية لشهداء الثورات التحررية للشعب الكوردي . 

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com