|
تحية إلى الباحث ميثم الجنابي...! محسن الجيلاوي (إياك والابتهاج بالذنب، فإن الابتهاج به أعظم من ركوبه) الإمام زين العابدين أُتابع دائما تحليلات الباحث د- ميثم الجنابي والتي أجد فيها باستمرار ذلك النضج والعمق الفلسفي الذي يحترم الحقيقة سواء في القراءة التاريخية أو في المعطيات الحاضرة عبر هم حقيقي لصياغة فكر فلسفي عربي جديد ونوعي يجعل من ضرورة الجدل وإثارة خمول العقل مهمة أساسية في الوصول إلى مقاربات منتمية لهذه الدنيا بعيدا عن المتحجر والمقدس والمتلبس بهشاشة الايدولوجيا مما يعطيني كقارئ فرصة الاختلاف المعرفي معه وتلك هي من أكبر أفضليات أي مثقف تنويري..انه يبحث بحرية وشاغله الحقيقة والإنسان وحب الفلسفة وعدم جرها إلى انحطاط سياسي كما يفعل البعض مقابل رضا السلطة أو الحزب وبالتالي تحويل المثقف إلى مأجور حقيقي يركض وراء المصالح الشخصية عبر لي الوقائع لكي (يكشر) عن أنياب ترضي الممدوح الدافع سلفا من عزايم ودراهم ووعود بكرسي دسم...لم تعد تنطلي لعبة بعض المثقفين في صياغة هشاشة وعي ( مداحوي ) حتى ولو البصاق على أفضل قيمنا طالما انها ترضي ما يبدو ( منتصرا) اليوم في لحظة تعيسة من زمننا الحاضر كأمم وشعوب... لقد ناقش د- ميثم الجنابي مقالة كاظم حبيب(العرب والأحداث الجارية في المنطقة) من موقع مغاير تماما لما أشاعته الايدولوجيا العربية بكل توجهاتها ( شيوعية وقومية واسلاموية ) التي ساد فيها دوما ذلك الإقصائي والمعرفة المقدسة للأشياء والتي كانت دوما ترفض أي مناقشة أو رأي مخالف..بل ناقشها بعيدا عن التسطيح أو التجيير القومي بل بقراءة الحقائق التاريخية التي تركها المستعمر والتي لازالت تنخر في قيم وعلاقات شعوبنا بعضها البعض، طبعا هناك أخطاء كبيرة في شكل هويتنا الثقافية وشخصيتنا وتاريخنا وهذا ليس بوارد في تحليله على ضوء الحوار والسجال الجاري بين الرجلين...فلو كانت قراءة الأستاذ كاظم حبيب ( لمس بيل ) صحيحة فسيأتي يوم أسود يكون تصنيف هتلر لشعوبنا وأممنا صحيحا على أديم بعض من مثقفي الإقصاء سابقا والمتشدقين بالتجديد والديمقراطية قشورا أولئك النفر من المندحرين فكرا وإنسانية ومكان... لقد كان وجود المستعمر ملتبس الفهم ومتناقض السلوك والوعود ليس فقط في منطقتنا بل في سائر الأرض التي دخلوها عنوة، أن الآليات والميكانزم الذي يقوم عليها الاستعمار هو بالضبط ما قالته( السيدة بيل )ولست هنا بمعرض الحديث عن البقايا والقنابل الملغومة التي تركوها تنخر عميقا في سائر جسد منطقتنا التي لا أريد أن أتحدث عنها بعين عربية ( قومجية ) بل بعين الوطني العراقي كما هو صحيح بالعين السورية أو التركية أو الإيرانية..لقد وضعوا شعوبنا بتناقضات وبعداوات لا زالت تخدم مصالحهم حد اللحظة..يضاف إلى ذلك هو تخطيطهم لإيجاد كيان هو مصدر عدم استقرار في المنطقة وأعني بذلك ذلك ( إسرائيل )التي تغتصب حقوق الآخرين ضاربة عرض الحائط قرارات المجتمع الدولي، تلك الدولة القائمة على الدم والاغتصاب والجرائم الجماعية بحق سائر شعوب المنطقة..تاريخها ملئ بالسفالات وليس قائم عل خطأ تيار مقاوم أخطأ في حساب الإمكانيات واللحظة المناسبة كما يدعي البعض وإلا ما معنى البطش التي يتعرض له الشعب الفلسطيني يوميا عبر استخدام كل وسائل الحرب الهمجية من طائرات وصواريخ ووو إزاء شعب أعزل تماما..؟ ...ولو أنتظر أي فصيل مقاوم في العالم لحظة التكافؤ حتى يقاوم لما عرفت كتب التاريخ اليوم تلك المقاومة الفرنسية والفيتنامية والصينية والروسية والبلغارية...ولم نكن نعرف عراقيا أنصار أو بيشمركة في كوردستان إبان مقاومة النظام الفاشي في العراق...تلك أكاذيب يروجها البعض بحق كل من يريد أن يقاتل من أجل قضايا عادلة حقا..أما وجود حزب الله( أمنيتي كانت أن تكون هذه البطولة في صالح فكر مستقبلي ) في الجنوب فهو غطاء لحاجة شعب لقيادة ما لكي يقاوم وهو الذي دفع دوما ثمن باهظ للصراع مع إسرائيل..لقد ترك اليسار ( الشيوعي والقومي ) بأمثلتهما التي غيبت الناس والحريات الباب مفتوحا على مصراعيه أمام( العمائم) لكي يختطفوا شرف النضال في قضية هي الأكثر عدالة في تاريخنا المعاصر وأنا لا أتحدث عنها بسطحية كما يتحدث البعض شماتة بحماس التي أبنت مجرم صغير مثل عدي صدام حسين ذلك اجتزاء للأشياء في عمقها القائم على الثبات وليس على متغير سياسي وقتي تقوده العواطف والتكتيكات لناس ولشعب بل شعوب تداس كرامتهم بفجور وعنجهية يوميا..لقد نسى كاظم حبيب إن أول من أطلق شرارة المقاومة في الجنوب أمام جيش كان عنوانه حينها ( جيش إسرائيل الذي لا يقهر ) هو الحزب الشيوعي اللبناني، لكن خفوت البريق الشيوعي فسح المجال واسعا أمام الايدولوجيا الدينية والتي بلا شك وعلى المدى المنظور في الحراك الاجتماعي والسياسي تشكل خطرا كما الأفكار السابقة التي سادت..لقد كان خطا النخب العربية المتنورة في عدم المبادرة إلى ملئ هذا الفراغ لكي يتحقق بديل أفضل مما هو عليه الآن سواء في العراق أو لبنان أو فلسطين حيث ( الإسلاميون ) يتقدمون في الإمساك بقضايا كنا نحن ( بكل تياراتنا العلمانية ) نتغنى بها ليل نهار..لكن سبحان مغير الأحوال فقد غيرت الثقافة الأمريكية جلودنا ومفاهيمنا فبدل أن ننزع للديمقراطية والحق سلوكا وفكرا نرى نبحث عن ما يجعل الوهم أكثر حضورا وقتامة...! وكان للبعض كما في مقالات كاظم حبيب ( والذين زايدوا حتى على بعض اللبنانيين ولأغراض معروفة ) كون حزب الله يتحرك بأوامر سورية وإيرانية، وإذا كان عامل استخدام الدعم المالي والتسليح من هذين البلدين فليس هناك ثورة أو حركة مقاومة في التاريخ لم تستفد من دعم خارجي ومن المتناقضات في المصالح والسياسات، وحينها عندما كان كاظم حبيب في قيادة الحزب الشيوعي كنا نستلم أسلحة من سوريا وحتى إيران بطرق غير مباشرة فلماذا حلل كاظم حبيب ذلك لنفسه ويحرمها على الآخرين ليصل الأمر باتهامهم بالعمالة وهو توصيف إسرائيلي بامتياز وهم الذين كما نشاهد كل لحظة قياداتهم تنزل عليهم ملايين الأطنان من القنابل يوميا في حين قياداتنا إبان النضال ضد الدكتاتورية كانت تتمتع بكل الامتيازات لهم ولعوائلهم ولعشائرهم من الداعم الخارجي ( البلدان الاشتراكية )، فهنا التحريمات والتحليلات تبدو أبدا ليست بصالح توصيفات الأستاذ كاظم حبيب، فهناك بعض السلوكيات السياسية متشابهة تاريخيا لكن كما يبدو هي في طريقة وكيفية توصيفها كحلال لي وحرام على غيري...! أما استخدام العقل والعاطفة فهو سائر كل الأشياء يعتمد على النسبية والمتغير وشكل الأداة السياسية فهل كان عقلا الذي غيب مئات من شبابنا في كردستان في ظروف غير متوازنة أو متكافئة دافعا بهم في أتون معركة فيها العجب من الأسلحة الأكثر تطورا فيها نوع ( برنو قديمة ) إزاء نظام يمتلك ماكينة عسكرية كانت هي الأقوى في المنطقة...؟؟؟سؤال يحتاج إلى إجابة وافية موجهة للأستاذ كاظم حبيب ولقيادة الحزب التي كانت معه حينها والتي لازال يدافع عنها ويقدم لها النصح من خبرته المتراكمة كما يقال..!!؟؟؟ وإذا كان من فضل لبعثات الحزب الشيوعي السابقة والتي في اغلبها لم تنتج إلا( دكاترة) كُثر على قدر كبير من تدني المعرفة والعلم وفضائح شراء الاطروحات فوسط هذا الكم الهائل كان حريا أن نفتخر بذلك الاستثناء الذي ابتعد عن تعصب الايدولوجيا عبر الانحياز الكامل إلى العلم كخيار وحيد لكي نحصل على كاتب وأستاذ متحرر ورجل معرفة بحجم ميثم الجنابي وكما يبدو فان لكل قاعدة استثناء والتي كان عصيا اختراقها في تقييمات الحزب الشيوعي السابقة....! الشعوب الأقرب إلينا تحتاج مواقفنا المنتصرة للحق والعدل وليس المواقف القائمة على الشعارات والعنصرية القومية وضجيج الأفكار التي شاخت وشاخ معها ذلك العقل الذي كان يرى بنقدها ولو من بعيد خطيئة لا تغتفر..فأنا أقول اما أن تبدل سترتك تماما أو تحتفظ بها وهو الأفضل والأكثر مصداقية ( حتى لو بُليت ) كما يقول سعدي يوسف فلا يفيد الترقيع في عالم يكره الاحتلال وثقافة المحتل فكرامة البشر كما يبدو لا يمكن أن يغتصبها أي تظليل منمق بالشعارات وبأوهام من الحريات والأحلام الخادعة والعراق مثالا لذلك الإفقار الحقيقي على تلك المصالح التي تريد تقسيم المُقسم لكي يستمر ذلك الوهن والاستعصاء في بناء أمم متكافئة مع جبروت الآخر القوي....لكن الإرادة أقوى من أن يهزمها ذلك الانبطاح طالما إن فلسفتنا وهويتنا الثقافية تبحث عن ذلك الجديد المتصالح مع العالم فكرا وسلوكا وتداخلا..ولن يتحقق ذلك إلا بعقل وبطاقات جديدة تحمل معطيات حديثة وجوهرية وعميقة المضامين في تفسير العالم ويقع التعويل الأكبر على عنصر الشباب الذي يدخل أبواب العلم والحداثة سريعا رغم أنف الذين يعيشون أوهام أيام غربت تماما وإلى الأبد...!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |