لكي لانكسر

عبدالحي الاسدي / المنسق العام لمنظمة بابل لحقوق الإنسان

hro_babylon@hotmail.com

لأ اعتقد إن هناك احد منا نحن العراقيين لم يسمع بحكاية الرجل الحكيم الذي جمع أولاده وهو على فراش الموت وأعطاهم عصا مفردة وطلب من كل واحد من أولاده كسرها وبالفعل فقد استطاعوا كسر العصا ثم أعطاهم حزمة منها وطلب من كل واحد منهم كسر هذه الحزمة فلم يستطيعوا حكاية رواها لنا الأجداد والإباء وما أحوجنا إليها اليوم ونحن نمر بهذه الظروف وهذه الموجة الغريبة من القتل ما أحوجنا إليها ونحن نرى جسد العراق يثخن بالجراح وينزف دما ما أحوجنا إليها وحولنا وبيننا من يريد تمزيق صفنا ويمزق أواصر الإخوة التي تربطنا فلنتذكر الحكمة التي أراد هذا الحكيم إيصالها لأبنائه ولنكن كحزمة العصي حتى لانكسر و لانسمح للأيادي الغريبة ان تلعب بمقدراتنا وتفرق بين الأخ وأخيه بعد أن عاشا دهورا جنبا إلى جنب  لنترفع عن كراسي الحكم وحب السلطة والتسلط وليعامل احدنا الأخر على انه شريك وأخ وليس على أساس الند بالند لنتعالى على جراحنا ونكظم غيضنا ولنتصارح لكي نتصالح وليشد أزر بعضنا البعض و ليتنازل احدنا للأخر ومهما يكن هذا التنازل فهو لاشي أمام آن يتعافى العراق لننظر حولنا ونتدبر الأمر ونتساءل لماذا لم نصل لما وصلت أليه هذه الدولة أو تلك من تطور بعد أن كانت ولوقت قريب لاتتمتع بأي من مقومات الدولة في حين كان بلدنا دولة قائمة يملك من المقومات ما يؤهله ليكن في مقدمة دول العالم الثالث من حيث التطور والطفرات العملاقة في اقتصاده وبكافة الأصعدة ..هل لأنهم يمتلكون عقولا أفضل منا بلتا كيد لا لان عقول أبنائنا وإخواننا كانت وما تزال لها الفضل الكبير بتطور تلك الدول ..هل لأنها أغنى منا وتملك ثروات اكبر بلتا كيد لا فنحن نملك من الثروات التي تكفي لرصف شوارعنا بالذهب ثروات سال ويسيل لها لعاب دول كبرى  وصغرى والبعيدة قبل القريبة ....هل لأنها تملك تاريخا وحضارة ونحن أول من علم البشر الكتابة وأول من سن القوانين ..هل هبط على أرضهم أنبياء مثلنا ..هل طهرت أرضهم بدماء الصالحين مثلما طهرت أرضنا ... نعم كنا واقعين تحت حكم شمولي دكتاتوري ظالم وألان ذهب وولى فلنضع اليد باليد والكتف على الكتف لنبني مستقبل لأولادنا لنبني عراقنا الموحد ..الاتكفي الدماء التي سالت على أرضنا إلا تكفي الأرواح التي زهقت ظلما ..يكفينا تخلفا وقهقرة إلى الخلف لننثر بدل رائحة البارود رائحة الورد والعنبر رائحة المحبة والتسامح ولنضع هدفا ونسير نحوه مجتمعين وهو بناء عراق حر مزدهر فخير العراق وفير وثرواته كبيرة وهي كفيلة بجعل العراق في صفوف الدول المتطورة لاينقصنا ألا وحدتنا فلنكن حزمة واحدة لكي لانكسر.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com