|
زادة وأزمة القيادة
حسن ذياب الشمري (يرى الكثير من الخبراء السياسيين إن السفير الاميركي هو من يقف وراء أزمة القيادة العراقية ونرى نحن أن هذا ما تكشفه البيانات الواقعية على ساحة الإحداث العراقية ) لقد تعلمنا من حكومة البعث أنه أذا ما أطلت علينا أنشودة ( لاحت رؤوس الحراب ) فثمة انتشار وحملة اعتقالات وتعذيب سيقوم بها فدائيو صدام ضد أبناء شعبهم . الذي جعلني أستذكر هذا الامر وأستعيد تلك الذكريات المخيفة هو تكرار السيناريو ألتشفيري اليوم بين القوات الاميركية وسفيرها الوصي على العراق زلماي زادة ، لكن الفرق بين الامرين هو ان شفرة البعث كانت مكسورة بينما شفرة زادة عصية على المهتمين . فلا أحد يستطيع فك الشفرة التي يرسلها زادة الى العسكريين الاميركيين من خلال التصريحات التي يدلي بها هنا وهناك، والتي دائماً ما يتعرض فيها الى وجود مقاومة شيعية تتلقى الدعم من ايران تقوم بمهاجمة القوات الاميركية . ونحن هنا ليس بصدد نفي أواثبات هذه المعلومات لأكن بصدد التركيز على ما وراء تلك التصريحات ، لقد راجعت كل التصريحات التي ادلى بها زادة والاحداث التي أعقبتها فوجدت انه بعد كل تصريح ثمّة غارة هنا أو اعتداء هناك ، وطبعاً على مناطق شيعية في بغداد أو الجنوب . بألامس قرأت تصريحاً لزادة من على صحيفة الشرق الأوسط وبنفس ماهو معهود عنه . حاولت هذه المرة أن أتنبأ بالجهة التي أعطت شفرة زادة للعساكر الاميركان الضوء الأخضر للانقضاض عليها لكنني لم أتمكن ؟ قلت في نفسي اين الحكومة العراقية من شفرات زلماي ومخلفاتها ، لماذا لا تبطل مفعولها لماذا لا تقول ما لا يقال عن دور الاميركان في عرقلة جهود المخلصين لوطنهم ؟؟. فهل حقاً مايقال من أن أزمة الحكومة العراقية هي أنها لاتملك ألا نسبة ضئيلة جداً من سلطة القرار التنفيذي وأن السلطة المطلقة بيد زلماي وجنوده ؟ وهل حقاً مايقال عن ضلوع الاميركان بكل المذابح في العراق ؟؟ يرى البعض أن الاميركان وضعوا الحكومة العراقية بين موقفين أما أن يصمتوا على كل ماتقوم به العساكر الاميركية وينصاعوا لأراء زادة أو انهم سيهدمون كل مابناء الشعب ورموزة ويأتون بحكومة أنقاذ وطني . أن صح هذا الامر فأنني أعتقد ( والكلام الى الحكومة ) أولاً - ان الشعب يجب أن يطلع عليه لان دماء الناس ليس بهذا الرخص وليس لثمة شخص بأي منصب حكومي كان ولايةً على دماء الابرياء . وثانياً – أن سياسة التنازلات لن تدفع بالعراق الى بر الامان ناهيك عن أن الجهة التي تقدم لها التنازلات بسبب التهديد والضغط ، لايمكن الوثوف بها لاسباب ميدانية وستراتيجية . بقي علي في الختام أن اشير الى شعار مهم كان السبب في حرية الامم هو: ( أن على القادة أن يؤمنوا بالجماهير ) فأن من لايستند في قوته و قيادته على أيمانه بشعبه لن تخلده الاجيال.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |