هل لدى حزب الله ما يخسره لكي يخسر؟

صاحب مهدي الطاهر

keesbees@hotmail.com

منذ الايام الاولى للحرب الاخيرة بين حزب الله واسرائيل ترددت الكثير من التكهنات والتوقعات من اوساط مختلفة حول ما ستؤول اليه هذه الحرب من نتائج متوقعة ،البعض ذهب الى ان حزب الله سوف ينتصر في هذه الحرب فيما رجح الكثير انتصار اسرائيل.

 لكن لماذا اعتقد الفريق الاول ان حزب الله سوف يكسب هذه الحرب؟ هذا البعض اعتمد على رؤية واحدة تعتمد على مدى الخسائر التي سوف تُلحق بالقوات الاسرائيلية وعلى عدم قدرة اسرائيل نزع سلاح حزب الله ومن ضمن من انحاز الى هذا الراي الامين العام لحزب لله السيد حسن نصر الله حين قال ضمن خطاباته المتعددة اثناء الحرب ..ان بمقدور اسرائيل الوصول او احتلال اي موقع في الاراضي اللبنانية لكنها سوف تدفع الثمن مقابل هذا ثمنا باهضا  ،وقال في مواقع اخرى من خطاباته ان اسرائيل تستطيع ان تدمر اي مكان في لبنان بواسطة سلاحها الجوي الذي لا قبيل لنا بمواجهته وانها باستطاعتها قتل اعداد كبيرة من المواطنين اللبنانيين وتمدير البنية التحتية للدولة البنانية .

 من هذا المنطلق وهذه المعطيات يمكن ان نحدد الهوة التي تفصل بين الطموح الاسرائيلي والمفهوم الذي يتبناه حزب الله فالطموح الاسرائيلي مبني على اسس عسكرية بحتة باعتبارها جهة منظمة تمثل دولة لها مؤسساتها المختلفة والتي تعني فيما تعنيه ان الانتصار في حرب يتطلب تحقيق الانجازات المهمة المتعارف عليها المتمثلة بالسيطرة على الارض والحاق اكبر قدر ممكن من الاضرار في الجانب الاخر وصولا الى رضوخه لكل الشروط واستسلامه دون قيد او شرط ،فيما ان مفهوم حزب الله الذي يرى ان الانتصار ليس هذا وذاك بل شيء هلامي لايمكن للاسرائيل ولا لاي قوة في العالم  الامساك به والذي يتمثل بان تتجنب اسرائيل الخسائر المادية والبشرية التي يمكن ان تلحق بها على اعتبار ان الحرب هي اساسها هو الدمار والقتل لذلك قيل ان المنتصر في الحرب خاسر فهي ليست فسحة او لعبة اطفال ،واسرائيل ايضا سوف لا تستطيع ان تدعي في وقت من الاوقات انها قد تمكنت من نزع حزب الله الواحد تلو الاخر من ايادي عناصر حزب الله الواحد تلو الاخر لان ذلك يعتبر ضربا من الخيال فحزب الله ليس دولة او حكومة يمكن الاطاحة بها فينفك عقدها حال خسارتها الحرب حينها يولوا وزراؤها الادبار ليختفوا عن الانظار وبهذا تشل الدولة تماما فتختفي مؤسساتها فتعم الفوضى والدمار ارجاء البلاد بل هو حزب مكون من افراد يجتمعون متى شاؤوا ويتفرقون متى شاؤوا ليس عليهم اية التزامات او مسؤوليات اتجاة امام الشعب اللبناني بشكل عام، فهم يستطيعون ان يختفوا الان  وان يعيدوا تنظيمهم بعد سنة من الان ليخرجوا مرة  ثانية الى العلن.

 وبهذا فانه لا يستطيع اي حزب الله ان يعتبر نفسه مسؤول عن ما سوف يلحق بالشعب اللبناني من اضرار واخطار لانه وبكل بساطة يعتبر نفسه حزبا وليس حكومة تتحسس معانات الشعب اللبناني ،فمثلا وكما قال السيد حسن نصر الله  ان اسرائيل تستطيع ان تدمر لبنان كله وتحتل اي موقع في لبنان وان تقتل ما تشاء من اللبنانيين وهذا بالنسبة لحسن نصر الله  شيء غير ذو اهمية كبرى ولكن الاهمية الكبرى له والتي يتعبرها انتصارا له ولحزبه ان يحتفظ حزبه بسلاحه ،وبما ان نزع ذلك السلاح شيء لا يمكن ان يتحقق بالحرب والقتال  فسيبقى لبنان وشعب اللبناني يدفع الثمن باستمرار من حينا الى اخر وستبقى انتصارات حزب الله متواصلة ولن يخسر ابدا مالم  يطاح بالنظام السوري الذي يعتبر الحاضن والعمق الاستراتيجي له.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com