سلام الشرق الاوسط بين امكانية التحقيق وفقدان الارادة

مهدي الحسني

alhasseni@hotmail.com

ان ماشهدته منطقة الشرق الاوسط من احداث كبيرة من عام 2001 الى سنتنا هذه 2006 ابتداء باحداث الحادي عشر من ايلول في امريكا وانتهاءً بالحرب الاسرائيلة على لبنان يجعلنا نفكر كثيرا بقدرة الدول الكبرى على حل ازمات الشرق الاوسط وتوفر هذه القدرة وبين سياستها في إدامة الازمات وابقاء الاوضاع على حالها,وهذا الدور للدول الكبرى ينقسم بدوره الى قسمين الاول اختيار تعمد ابقاء الاوضاع على حالها والثاني فقدان الارادة على حل تلك الازمات , ومن ناحية اختيار التعمد على ابقاء الازمات فالاسباب معروفة حيث تحالف بعض الدول الكبرى مع اسرائيل ترغب في ان تكون منطقة الشرق الاوسط برمتها غير مسقرة وهذه الرغبة وهذه العملية تصيب بالضرر كل شعوب المنطقة بما فيها اسرائيل , ومن ناحية فقدان الارادة في حل ازمات المنطقة المستعصية فلها عدة اسباب منها انعدام التأثير على الاطراف المتصارعة او قلته ومنها الخوف من حدوث انتكاسة لاي مشروع بعد نجاحه وهو يبرر حالة الخوف والتردد الدولى تجاه ازمات الشرق الاوسط , فهاهي القضية الفلسطينية واحتلال اسرائيل للاراضي العربية حيث بدأت الازمة قبل 60 عاما وبدلاً من التقدم خطوة بأتجاه السلام , تراجعت العملية خطوات كثيرة الى الوراء وبأتجاه التصعيد والمواجهة الشاملة .

من خلال الاحداث التي مرت على المنطقة والسرعة المذهلة التي قامت على اثرها الولايات المتحدة وحلفائها بعملية تغيير نظام طالبان في افغانستان والنظام في العراق حيث لم تدم العملية الاولى اكثر من اسبوع والعملية الثانية 20 يوم وكذلك الطريقة التي ادارت امريكا فيها الحرب على لبنان وكيف ان اسرائيل كانت تسير حسب الاوامر الامريكية , كل ذلك يجعل شعوب المنطقة تفكر في جدية الدول الكبرى ومصداقيتها الفعلية في انها لاتريد تحقيق السلام في المنطقة رغم قدرتها على ذلك بل وان الدول الكبرى قادرة على تحقيق السلام بل وفرضه بالقوة اذا لزم الامر من ناحية تعاملها مع اسرائيل وان الدول الكبرى كانت قادرة ولاتزال على تحقيق السلام بدلا من المرور بعمليات واتفاقيات ومشاريع معقدة ابتداءً من اوسلو ومرورا بطابا وشرم الشيخ والقاهرة , وتؤكد الاحصائيات ان القتل والتدمير الذي لحق بالفلسطينيين الذي حصل لهم بعد اتفاق اوسلو يفوق ماحصل لهم قبل اوسلو مما يدل على ان هناك منهجية مُعتمدة لأيصال الوضع الى ماوصل عليه ولو تعمقنا في دراسة الاحداث المتتالية لتمكنَا من الاستنتاج ان الدول الحليفة لاسرائيل وعلى رأسها الولايات المتحدة قادرة على فرض قيام دولة فلسطينية ضمن حدود ماقبل حرب حزيران 1967 وكذلك قادرة على اعادة هضبة الجولان الى سورية واعادة بقية الاراضي التي أُحتلت عام 1967 وانهاء الارهاب في العراق.

ان استمرار هذا النهج والسياسة الحالية للدول الكُبرى تجاه ازمات الشرق الاوسط لايخدم مصالحها على المدى القريب والبعيد ولا يخدم السلام العالمي الذي تطالب به كل شعوب العالم المحبة للحرية والسلام, فقد ظهرت معادلات جديدة في المنطقة ولايمكن تجاوزها او عدم الاكتراث بها ومن هذه المعادلات ظهور قوى نووية جديدة في المنطقة ومنظمات مقاومة وتيارات مناوئة للنهج الذي لعبته بعض القوى الكبرى في التعامل مع ازمات المنطقة وما الحرب الاخيرة ضد لبنان وطريقة ايقافها الا نموذج لما يُمكن ان تصل اليه الامور واعتقد ان المجتمع الدولي شعر بخطورة هذه الازمة الاخيرة وخطورة تطورها لو وصلت الصواريخ الى تل ابيب فسارعت الدول الكبرى لوقفها وتنازلت اسرائيل عن شرطها لأستعادة الجنديين الاسيرين اولا قبل وقف الحرب بل وافقت لاحقا على عملية تبادل اسرى مع لبنان .

ان شعوب المنطقة ترغب في تغيير لاوضاعها المأساوية عامةً من ازالة الاحتلالات والارهاب وتحقيق الحرية وتحسين الاوضاع الاقتصادية ولا ترغب بشرق اوسط جديد لايتم الا عبر التدمير ومن ثم مايُسمى بأعادة الأعمار التي لم تبدأ لحد الآن لافي العراق ولا في غيره , وعلى شعوب العالم ان تدرك خطورة سياسة الدول الكبرى تجاه ازمات ومشاكل الشرق الاوسط ولو اندلعت حرب أُخرى جديدة في المنطقة فأنها لن تنتهي كما أنتهت الحرب الأخيرة بل سيَطال شرَها جميع دول العالم بلا أستثناء ولذلك يجب الأسراع في حل مشاكل المنطقة وتحقيق المطالب المشروعة لشعوبها في العيش بسلام ورغبة هذه الشعوب في التعامُل والتعاون البنَاء مع شعوب العالم دون تدخُلات سلبية .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com