|
عاشقة الملك ... والمنظمات الانسانية طالب خيون كاظم الموسوي / الناصرية قرأت كتابا بعنوان (المسرح الاسباني المعاصر) يتناول بعض أعمال المسرح الاسباني ومنها مسرحية عاشقة الملك للكاتب (رامول ديل) حيث تجري أحداث هذه المسرحية فى خان اسباني في بلاط ملكي يعود للقرن الثامن الهجري ، تعيش بين جدرانه صبية جميلة تخدم فيه ، فقد وقعت في حب الملك مما تسمعه من صفات ، وقد أعمت عيناها شمس المساء ،فأشعة الشمس وروعة الملك منعتاها من أن ترى الملك على حقيقته رجلا كبير السن محدودب الظهر ، وهنا أراد (رامول ديل) أن يوضح الفرق بين الواقع الوهمي والحقيقي . تلك مقدمة أردت من خلالها الحديث عن منظمات المجتمع المدني التي ازداد انتشارها في بلد ماكانت له دراية عن هذه المنظمات في زمن الحكم الواحد ، حيث انتشرت هذه المنظمات وبمختلف اختصاصاتها من شمال العراق إلى جنوبه وهى ظاهرة صحية لو تم التعامل معها بموضوعية وصدق في منهجية العمل الذي جاءت من اجله هذه المنظمة أو تلك لاسيما ونحن بأمس الحاجة لعمل هذه المنظمات كونها تتعامل مع المواطن مباشرة دون الرجوع إلى الدولة وهى بحد ذاتها ظاهرة حضارية لم نكن نلمسها سابقا ، لكن الذي حصل سابقا عند انتشار تلك المنظمات هو مخالف لما ذكر تماما ، فمن شعارات تشغيل العاطلين عن العمل وطلاء الاسيجة بأصباغ موسمية إلى حملات الشنبلان التي قادها ( خبراء الشنبلان) مع مجاميع من العاطلين عن العمل والذين قضوا سفراتهم السياحية في البساتين ، ويقومون بتمارين تعلم السباحة ويتدربون على رمي ثمار النخيل بالحجارة ، أو ترسوا مشاريع على أكثر من مقاول ذو خبرة طويلة فى رفع القمامة) ، ليقوم وبخبرته أن يوزع هذه القمامة على الأزقة والشوارع مستخدما سيارات (الكيا) الحديثة ، وما بالك أن تقوم بعض المنظمات أن تقوم بتوزيع آلاف الدولارات على بعض الدوائر الحكومية لتنفيذ بعض المشاريع فيها وتأخذ الأخيرة على عاتقها بتشكيل لجان يكونوا مسؤولى هذه الدوائر رؤساء لهذه اللجان حتى يستطيعوا إشراك من في معيته رافعين شعار ( الأقربون أولى ) يتقاضون أجورا يومية بالدولار ويزاحمون العامل على أجره ليضيفوا إلى الملايين التي ( يستحقونها ) موردا جديدا . ، كما ان بعض المنظمات تقوم بجمع الناس لشرخ ماتوصلت إليه هذه المنظمة اوتلك من أعمال تستحق الثناء ووفرت للفرد العراقي مالم يتوفر له سابقا ، وخلال هذه الندوة يقوم المصور الذي يرافق المحاضر المنسوب إلى هذه المنظمة بالتقاط الصور المختلفة ( شريطة أن يكون المحاضر واضحا) في الصورة بعد أن يتم توزيع الاستمارات وتكتب الأعداد ( حتى وان كان العدد قليل) تدرج أسماء لم تحضر لتوثيقها وإرسالها إلى من يمول هذه المنظمة أو تلك تحت شعارات إعادة الأعمار في العراق الجديد ليصل الأخير إلى قناعة بان ( الأمور تسير بما تشتهى السفن) . فعلينا نحن أبناء الرافدين أبناء الأرض التي علمت البشرية الكتابة وسن القوانين نتعامل بموضوعية مع مانتعامل من اجله واستغلال كل ثانية لإيصال مانريد إيصاله الى المواطن البسيط الذي ينظر إلينا بنظرة تفاؤل يحاول ، وعلينا تقع أيضا مسؤوليات كبيرة جدا لاسيما وان بلدنا الكبير يعيش حالة عدم استقرار وما للمصالحة الوطنية التي أطلقها دولة رئيس الوزراء إلا دليلا لتفاقم الأمور وعلينا أن نقف جميعا في خندق الوطن ونصد عنه كل من يريد أن يعبث بأمنه وان نجتمع سوية ونطلق كلمة التاخى والمحبة التي كانت هدفنا ومازالت وما دامت هذه الأرض تنجب أحرارا ممن رضعوا حليب الوفاء وترعرعوا في أحضان المودة والرحمة وتعلموا من مجالس العادات العراقية الأصيلة كل الصفات الحميدة. فتلك هي الواقعة الحقيقة التي يجب علينا جميعا أن نعمل من اجلها بعيدا الأوهام التي قد لايعرفها ممن يعيشون بيننا وبما يريده الآخرون.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |