|
المصالحة الوطنية .. والجامعات العراقية
طالب خيون كاظم الموسوي / الناصرية لاشك أن هناك توجه كبير للمثقفين للكتابة حول المصالحة الوطنية ونلمس ذلك من خلال اطلاعنا على وسائل الإعلام المختلفة، وان دل ذلك على شئ إنما يدل على تأصل قاعدة الرأي والراى الآخر. وان أصحاب هذه المقالات جادون جدا بما يرومون إلى إيصاله للمتلقي، فقد تمحورت تلك المقالات في العديد من الأمور الرئيسية التي يجب أن نقف عندها بكافة شرائحنا ونحن متفقون أصلا، وان مايدور على الساحة العراقية لن ينتهي في ليلة وضحاها ولا توجد لدى الحكومة العراقية عصا سحرية،وان كانت كذلك لما أطلقت مشروع المصالحة الذي لابد منه. وانطلقت كل فئات الشعب العراقي لعقد الندوات واللقاءات النقاشية لشرح ماتضمنته هذه المبادرة من فقرات ووضع آلية عمل والانطلاق لترجمتها على ارض الواقع لاسيما وان العراق لدينا كما هائلا من الأكاديميين والمثقفين ولدينا أيضا الإدارة التي تجعلنا نستطيع فعل مانريد وبمساعدة الفرد العراقي الذي سأ م الحياة، وان إشاعة روح التسامح،ورمى مخلفات الماضي إلى الوراء والجلوس على مائدة العراق للحديث عن كيفية بناء مدرسة وتصليح شارع وتعيين مدير عام وإعطاء منحة وغيرها هي ضمادا للجرح الذي لازال ينزف وعلينا إيقافه. وان للمصالحة الوطنية التي أطلقها دولة رئيس الوزراء نوري المالكي تلاقى صدى كبير جدا فى المحافل العربية والدولية لاسيما وان المعنيين بها هم العراقيون أولا وأخيرا، ويعملوا من اجل دفع هذه المبادرة إلى ميناء النجاح الذي ننتظره جميعا وهو بأيدينا نحن العراقيون بكافة شرائحنا، وما نلمسه من تحرك كل ضمن موقعه لهذه المبادرة هي بحد ذاتها مؤشر ايجابي نحو إيجاد الحلول الناجعة التي من خلالها نستطيع إعادة الحياة الحرة الكريمة ويعيش العراقيون بكافة طوائفهم بحرية واحترام الطرف الآخر. وان لعشائرنا العراقية اليد الطولى لما يعد نجاحا في الوقت الحاضر لهذه المبادرة فنحن نرى من على شاشات الفضائيات كيف إن عشائر العراق متراصون ومتوحدون من اجل لم شمل العراقيين الذين ذاقوا الأمرين فى زمن النظام السابق. وكيف يوحدون كلمتهم ورص صفوفهم وإعطاء الوعود على أنفسهم وأمام عشائرهم التي يقودونها بان المصالحة هي الحل الوحيد ويجب أن نضع جدولا للانطلاق منه والعمل من اجل العراق ولاشئ سوى العراق. وعلى عكس ماتم التطرق إليه تماما فإننا لم نرى جامعات العراق هذه الصروح العلمية التي تمتلك الكم والنوع الهائلين من العقول العراقية ذو الخبرة والأكاديمية مالا يمتلكه الغير، هذه المؤسسات العلمية العلمية التي تدار فيها ندوات فى شتى المجالات وتقام فيها أيضا المناظرات بين روساء دول كبار ولهم ثقلهم السياسي فلماذا لم تبادر جامعاتنا بعقد ندوات ولقاءات مع أبناء الشعب العراقي وشرح مضامين مبادرة المالكي، لاسيما وان الجامعات لها وضعها الخاص بالنسبة لمكونات الشعب العراقي ومكانتها تتلخص كونها أكاديمية علمية وذات شان كبير بهذا الموضوع، وان أساتذة الجامعات أيضا يمتلكون المفردة والأرضية الخصبة والتى يحسب لها حساب خاص للمواطن العراقي البسيط، فهى ليست دعوة بقدر ماهى ملاحظة تستحق الوقوف عندها ومناقشتها، فالأستاذ الجامعي لايحتاج إلى أن ندعوه من اجل شحذ الهمم لدى أبناء البلد وصعود السلم بنجاح،لماذا لا يصار إلى عقد ندوات تثقيفية لشرح مضامين هذه المبادرة من قبل جامعات العراق ؟، لماذا لايستضاف أستاذا جامعيا فى القنوات الفضائية وتسمية الأكاديميون الذين يتحدثوا من خلال القنوات التي اتسعت دائرة انتشارها فى عراقنا الجديد ؟ لماذا لايصار إلى تنظيم زيارات ميدانية من قبل الأكاديميون للمناطق النائية والقرى والأرياف لشرح هذه المبادرة المهمة،لاسيما أن العديد من أفراد الشعب العراقي يعلمون إن هناك مبادرة مصالحة وطنية اطلقتها الحكومة، لكنه لايعلم ماهى هذه المبادرة وماهي الفقرات التي تحملها ؟ علينا أن نعى دورنا، فجرحنا نحن فقط ونحن المسؤلون عن تضميده، وهم يتفرجون وينتظرون الفرصة المناسبة لنهب خيراتنا ويقتلون مستقبل أطفالنا الذين ينظرون لنا بعين التفاؤل فليكن التفاؤل قائما، لقد حان الوقت حتى نثبت للعالم إننا يدا واحدة لن يستطيع أحدا أن يفرق بيننا والأمثلة كثيرة لهذا الموضوع ولاحصر لها فنحن عراقيون أولا وأخيرا والعراق ملكا لنا جميعا ولن نسمح على الإطلاق أن يدنس ترابه الطاهرة أي كان ومهما حمل من عنوان. فلننهض مع أساتذتنا الجامعيون لترجمة مبادرة دولة رئيس الوزراء إلى واقع عمل ونستلهم ذلك من كلام الإمام على عليه السلام حينما يقول ( لاشتكوا للناس جرحا أنت صاحبه لايؤلم الجرح إلا من به الألم). ليكون عنوان منهج نبرمجه ونسير عليه لأننا أصحاب هذا الجرح وبهمتنا سوف يلتئم تحت خيمة العراق الجديد وهو يرفل بالحرية والديمقراطية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |