|
خرج العراق من اسوء نظام دكتاتوري عرفه التأ ريخ الحديث والكل ينظر بين مبتسم وبين محرج لما يرى ومتألم لما يدور. وشاءت الأقدار انتيسقط تلك السلطة البغيضة ولكن ليقع العراق في بئر! وليس للكلام بلاغ مثل الواقع الذي يعيشه العراقي في الداخل. فهو فقد الخدمات الأساسية من كهرباء الى الماء ثم بنزين السيارات وبعدها زيت الغاز وما تعني هذه المواد للحياة اليومية كالتنقل للوصول الى مكان العمل او تشغيل مكائنه او التسوق لبيته او تشغيل ثلاجته ومروحته وبراده ليقي نفسه حرارة الصيف الحارقة. هذا عدا الأمان الذي اصبح سرابأ بين ناكر لوجوده او ملق تبعاته على البعث الصدامي او التكفيريين او القوات الأجنبية. وهذا الكلان ليس عار عن الصحة ولكن تحدي يجب التعامل معه وتحجيمه ومن ثم استئصاله والقضاء عليه. اما البطالة الضاربة اطنابها في المجتمع العراقي فهي قد تصل الى اكثر من 50%. نعم ان السلطة الحالية غير مسؤلة عنها وهي قد ورثت هذه المشكلة المتراكمة عبر ربع قرن. ولكن ما هي الأجرات التي يجب وضعها للتصدي لهذه المشكلة الخطيرة؟ وما هي الخطة لأحتواء الفساد الأداري والمالي؟ وما هي الخطط التي ستبني العراق وتخرجه من دوامة العنف والهوس المتعدد الجوانب؟ وما هي الخطة الأقتصادية التي ستنهض يالعراق وتجعل منه يابان او كوريا جنوبية او ماليزيا ثانية؟ لقد فجع العراقيين خلال الثلاث سنوات الماضية بأداء الحكومات المتعاقبة. فجعوا لأن الأمور تسير من سئ الى أسوء! والأسوء من ذلك ان الشعب العراقي انتخبها! اذن هناك مشكلة حقيقية يعاني منها الشعب العراقي وهي قدرته على اختيار ممثلين اكفاء ومخلصين لخدمته! نعم قد ينبري ويقول ان القوات الأجنبية مكبلة يد الحكومة من العمل وهي تتدخل في كل الأمور وتمنع اي معالجة حقيقية. وهذا الموضوع يستحق وقفة ومناقشة جادة. أقول اذا كانت الأمور كذلك فلماذا لا تعلن الحكومة موقفأ حازمأ وبهذا تكسب ثقة الشعب واحترامه. واذا كانت الأمور لا تتعدى اختلاف وجهات نظر وعدم ثقة بالنفس وتصدي كوادر غير مؤهلة فالموضوع يأخذ منحى آخر. اللوم يكون على السلطة وليس على القوات الأجنبية! الفساد الأداري والمالي والتخبط في القرارات والتخطيط لا يمكن لقاء نتائجه على القوات الأجنبية! محاصصة الوزارات وتعيين وزراء لا صلة لهم بها علميأ ولا عمليأ ليس من عمل القوات الأجنبية! الرواتب المتدنية للموظفين والأزمات الأقتصادية التي تعصف بالبلاد هي قرارات وزراء ومدراء عراقيون وليس قرارات القوات الأجنبية! الرشوة هي قرار موظف عراقي وليس مفروضأ من قبل القوات الأجنبية! اليس من العقل ان نقف ونحلل سبب هذه المأساة التي تعصف بالمجتمع العراقي ونبدأ بأنفسنا تحليلأ ونقدأ واصلاحأ؟ اليس من الحكمة ان نشخص المشاكل ونصنفها ونتعامل معها؟ ولكن كيف نتعامل مع المشاكل ورأس الهرم والقيادة غير مؤهلة والأمور مختلطة؟ اني اعرف ان هذا الموضوع حساس ويثير البعض لحد الجنون! ولكنها الحقيقة واذا لم نعالج هذه النقاط الحساسة فسيسير العراق من سيئ الى اسوء؟ وللحديث صلة
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |