جريمة الاباده السياسية

رياض العطار / كاتب صحفي عراقي، عضو اتحاد الكتاب السويديين

r_alattar@hotmail.com

لم تشمل اتفاقية منع جريمة الابادة الجماعية عام 1948 جريمة الاباده السياسية،حيث نصت المادة الثانية على معنى الابادة الجماعية وهي: الاعمال المرتكبة عن قصد التدمير الكلي والجزئي لجماعة قومية واثنية وعنصرية ودينية بصفتها هذه، قتل اعضاء من هذه الجماعة، والحاق اذى جسدي وروحي خطير بهذه الجماعة، واخضاعها الى ظروف معيشية يراد بها تدميرها كليا وجزئيا، وفرض تدابير تستهدف الحؤول دون انجاب الاطفال ونقل اطفال الجماعة عنوه الى جماعة اخرى.

ان اول من استخدم الاباده السياسية، هي تلك الانظمة الاستبدادية حين قررت التخلص من معارضيها اعداما !، ومن ابرزهذه الانظمة في عصرنا كان نظام صدام حسين البائد، حيث اصدر القرارات والقوانين بتصفية المعارضين السياسين جسديا واعتبار هذا الحزب وذاك خائنا وعميلا مثل القرار رقم 461 سيئ الصيت وادناه نصه:

 استنادا الى احكام الماده الثانية والاربعين من الدستور المؤقت قرر مجلس قياده الثورة بجلستة المنعقدة بتاريخ 31. 3. 1980 ما يلي:

 لما كانت وقائع التحقيق والمحاكمات قد اثبتت بادلة قاطعة ان حزب الدعوة هو حزب عميل مرتبط بالاجنبي وخائن لتربه الوطن ولاهداف ومصالح الامة العربية، ويسعى بكل الوسائل الى تقويض نظام حكم الشعب ومجابهة ثوره 17 تموز مجابهة مسلحة.

 لذلك قرر مجلس قياده الثوره تطبيق احكام الماده 156 من قانون العقوبات بحق المنتسبين الى الحزب المذكور مباشرة والعاملين لتحقيق اهدافه العميلة تحت واجهات ومسميات اخرى. (هذه المادة عقوبتها الاعدام).

ينفذ هذا القرار على الجرائم المرتكبة قبل صدوره التي لم يصدر قرار باحالتها الى المحكمة. التوقيع - صدام.

وفي سياق جريمة الاباده السياسية لم يكن بوسع الخارجين من صدمة الحرب العالمية الثانية، ان ينظروا ابعد من مأسي جريمة الابادة الجماعية ويقوموا بتعريف جريمة الابادة السياسية يقول احد الباحثين: (منذ الاتفاقية الاوربية لحقوق الانسان والحريات الاساسية), بدأت الابادة السياسية تؤخذ بعين الاعتبار. أضافة الى أدبيات المنظمات الغير حكومية، ويمكن القول ان ميلاد المحكمة الجنائية الدولية قد ادخل هذا الجانب من التعريف.

 ونجد العديد من الاكاديميين يستعملون الابادة الجماعية والابادة السياسية في دراساتهم، ومن الملاحظ في الدراسات الجامعية والحقوقية ان الاسباب التي تهيئ التربة لهذه الجرائم في تعبيراتها المختلفة متشابهة. ففي تتبع ل 36 حاله للابادة الجماعية والاباده السياسية قام بها كل من (بربارا هارف) و(تيد غور)لاحظ الباحثان ان التربة المؤهبة لوقوع الابادة في أمثله وقعت بين عام 1956- 1996 هي:

 1 - نخبة حاكمة تنتمي الى اثنية ومجموعة مهيمنة سياسية لا تمثل كل المجتمع.

2- نخبة حاكمة تحمل ايديولوجية استئصالية.

3- افلاس الدولة.

4- السلطة الاوتوقراطية وانخفاض التواصل مع الخارج...)

و اخيرا، نستطيع القول ان الاسباب اعلاه تنطبق على نظام الحكم البائد في العراق الذي استخدم جريمه الاباده السياسيه وجرائم الابادة الجماعية... بشكل واسع النطاق، وما المقابر الجماعية والانفال وحلبجة وتجفيف الاهوار وقتل سكانها وحملات التسفير القسري والاعدامات والاغتيالات للمعارضين السياسين وجريمه الدجيل...الا دليل قاطع على ذلك.

 

 

 

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com