سرطان القاعدة وتصدير فرق الموت

نضال الشمخي

ha_nd@hotmail.com

اخيرا انتشر تنظيم القاعدة في جسم العالم العربي كما السرطان، وأصبح اقتلاعه من الجذور بصعوبة وقد تقف أمريكا التي باركت هذا التنظيم الإرهابي منذ بدايته وأصبحت مكتوفة الايدي لانه بدأ يهدد مصالحها بالذات، إن لم تكن الممول الاول لها سريا وضدها على ما يبدو ظاهريا.

لقد دخلت القاعدة الأراضي الفلسطينية اخيرا وبدأت المنظمات والاحزاب والقوى السياسية تعلن تذمرها من دخولها والتدخل في شؤونها، ففي الخبر التي نشرته إيلاف في عددها الصادر يوم الاربعاء المصادف 23 آب 2006، بأن القاعدة قد خطفت مراسل محطة فوكس نيوز الأميركية ومصوره في مدينة غزة في الرابع عشر من الشهر الجاري.

وأن هناك حالات من التذمر في صفوف الشعب الفلسطيني من سلوك القاعده الشائن بخطف الامريكيين بإعتبارهم ضيوف يجب حمايتهم، ويبدو فشل الحكومة الفلسطينية في التوصل الى اتفاق مع هذه الزمرة المجرمة كما جاء في الخبرالمذكور أعلاه.

فلماذا لم تتذمر الحكومة الفلسطينية وبعض القوى السياسية والحزبية، عندما دخلت القاعدة العراق وبدأت بذبح شعب العراق قبل ذبح الامريكان؟، ولم نسمع كلمة تنديد ضد جرائم هذه الزمر التي عاثت فسادا ودمارا بالعراق وأهله. ولا أعتقد انها تنكر فرق الموت التي أرسلتها خصيصا لمساعدة المقاومة العراقية الغير شريفة للتصدي لكل معارض للبعث المقبور. ولا أفهم أبدا، لماذا أن الفلسطيني يبارك ذبح الامريكي في العراق، ولا يبارك قتله في فلسطين؟، هل يعني ان الشعب العراقي بلا أخلاق ولا يهمه ذبح ضيفه وذبح أهله؟..ولماذا لا تتحرك الحكومات العربية ولم أسمع يوما انها نددت بالجرائم التي حدثت في أيام صدام المجرم وأيام القاعدة ولو باستنكار لتلك الجرائم؟ ولماذا لايتحرك أشباه الرجال الذين يحكمون شعوبا كما إدعى بشار الأسد في خطابه الأخير وهو من ضمن هؤلاء؟ أم انهم ينتظرون القاعدة بتأسيس فرق موت جديدة تصدر الى أوطانهم كما بدأت بتصدير فرق الموت الى فلسطين والسعودية والإردن وغدا الى سوريا ولبنان وليبيا (بأعتبار القذافي امريكيا من الطراز الاول) وغيرها من البلدان العربية الإخرى، وبعد ذلك يتحركون أشباه الرجال ويتذكرون مآسي ومعاناة الشعب العراقي؟ متى سيتحرك الرأي العام العربي والعالمي بالتنديد والتصدي بما يحدث في العراق من قبل زمر الاجرام؟ والى متى السكوت على تلك الجرائم من قبل حكومة العراق الموقره التي تبشر العراقيين بين فترة وأخرى بأطلاق سراح السجناء من السجون العراقية وكأن العراقيين غافلين عما تفعله بعض الأجهزة الأمنية بأطلاق سراح مجرمين وذباحين من الدرجة الاولى بدفع رشاوي أو بأمر صادر من (قادة التحرير) بما فيها أمريكا من اجل خلق بلبلة وخوف عند المواطن العراقي لتستغلها ذريعة بالبقاء وإحتلال العراق بأسم التحرير.

 فيا أشباه الرجال، يامن تحكمون بأسم الدين والعروبة والتحرير، السرطان قادم لا محال، ساعدوا بالقضاء عليه قبل ان يقضي عليكم وتفقدون كراسيكم التي من أجلها تذبح الشعوب وتنهب الاموال وتتنعم بعض الاحزاب والتنظيمات والحكومات بأسم الوطنية والدين، ويحكمنا معتوهين جاءوا من القرون الوسطى ليطبقوا تعاليمهم البالية التي لا تساعد مظلوم ولا تمسح دمعة طفل ولا تسد رمق جائع.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com