الصدر يتآمر على عراقيي استراليا

سليمان الفهد / كاتب وسياسي عراقي

Sulaiman_alfahd@hotmail.com

قد يستغرب البعض عنوان مقالتي حينما يقرأ كلمة " الصدر " و" يتآمر " يتبادر لذهن الصدريين مقالا يمسهم بسوء لا سامح الله. وأعداءهم يطيرون فرحا لكشف بعض الغاز الصدريين، ولكن موضوعي لا يتكلم عن هذا ولا ذاك ليطمأن المحبين ويموت المبغضين حسرة. ليكن معلوما للجميع في كلا الاتجاهين إن كل من تخرج من صفوف هذه العائلة المجاهدة الكريمة لن يكون وفق المنظور المتداول فلا يصح أن يكون المجاهد الكبير الشهيد محمد باقر الصدر، محمد صادق الصدر وموسى الصدر الذين أعطوا أغلى شيء في حياتهم ليصلوا مراتب في الحياة الدنيا والآخرة ونالوا الشهادة بصدق الكلمة من معنى في سبيل مبدأ الحق والعدالة. من اجل أن نحيا جميعا بكرامة. استشهدوا ولم يأخذوا معهم إلا أعمالا صالحة... لكننا عندما نتحدث عن " صدرا" من نوع آخر أصبح بقدرة قادر مسئولا إعلاميا لأهم مؤسسة عراقية يتحكم بها وفق هواه دون رقيب وحسيب ألا وهو حبيب الصدر فهنا الطامة الكبرى. واني لاستغرب حقا أن حبيب منذ الاحتلال الأمريكي للعراق وسقوط الصنم وتهاوي جميع مؤسساته ولازال هذا الرجل في منصبه شأنه شأن موفق الربيعي وغيره من أصحاب المواقع غير القابلة للنقاش والتغيير، لقد تغيرت وجوه وأخمدت أصوات وغيبت شخصيات بحق وبدونه إلا أن حبيب الصدر ظل صامدا حتى الرمق الأخير التصاقا بكرسيه العاجي. حينها أخذت تراودني الأفكار تلو الأخرى وتلح علي الهواجس والشكوك. صنفته أولا بأحد رجال آية الله العظمى أبو عمر (خليل زاد) رئيس جمهورية العراق ولم أتيقن حتى اللحظة من هذا الهاجس لكنه ظل شاخصا يعاكسني في اليقظة والمنام. ومرة تذكرت علاقة القربى برئيس قائمة الائتلاف 555 دامت إفاضاته كما يحلو لبعض المواقع الحليفة تسميته. وشردت أفكاري بعيدا حينما توجه للحج العام الماضي وإذا بعدسة العراقية تظهره يتحدث مع السيد مقتدى الصدر لكن شكوكي هذه تبددت كون السيد مقتدى لم يعطيه من الاهتمام إلا النزر القليل. آه من أفكاري المجنونة. في عالم تجميع الأفكار تذكرت متسائلا مع نفسي : ما هي علاقة حبيب الصدر بالقناة الإسرائيلية عفوا اللبنانية (LBC) ولهذه القناة طرفة لأحد أصدقائي من شعراء لبنان المعروفين الذي كلما حادثته عن مقابلة ومشهد عرضته هذه المحطة يشاكسني مطالبا تغير اللام اللبنانية من الحرف الانكليزي المختصر للقناة وإبداله بحرف الآي الانكليزي لتتحول من لبنانية إلى إسرائيلية ولهذا التغيير حكمة وفق نظر شاعرنا المبدع (.....). نعود لعلاقة حبيبنا الصدر مع هذه المحطة التي صرف لها ملايين الدولارات من قوة الشعب العراقي بعقود مع محطة الآي بي سي لتدرب كادر العراقية في كل المجالات.. فو الله وقتها قلت بكل صراحة أنا باستطاعتي مع أخوة مدربين من الدرجة الأولى في هذا المجال لتقديم خدماتنا مجانا من اجل خدمة العراق وفعلا ذهبت إلى هناك العام الماضي لطرح أفكاري ولكن صادفتني محاولة آثمة في الصالحية وعرقلة لا احسد عليها ونسيت الموضوع جملة وتفصيلا وقلت في نفسي وصلت الرسالة. لم تتوقف هواجسي هنا وينتهي الموضوع حيث أن كل وزاراتنا ولا استثني أحدا منها أبدا منخورة حتى النخاع مليئة بالقطط السمان ومهربي النفط والفسنجون وغيره. لأضرب الشك باليقين قمت بمتابعة المحطة ليل نهارا دارسا محللا عسى أن يرشدني الله لمخرج كي لا اتهم به حبيبنا الصدر. فاكتشفت انه لا توجد محطة فضائية على الكرة الأرضية تعمل إعلانا لشركات التبغ إلا قناتنا العراقية الحبيبة الصدرية، فشركات الدخان الفرنسية والاسبانية اتضح كان لها نصيبا سمينا في تدمير شعبنا حيث تأمرنا العراقية وكأني بلسان حالها يقول: (التدخين صحة وعافية فلا تتركوه). والأسوأ من كل هذا وذاك وقع حبيبنا الصدر عقود وهمية مع شركات لتطوير عمله الإعلامي ومقر إقامته. لا اعلم إن كان حبيب استولى على احد القصور الرئاسية للطاغية أم بعد، أم اكتفى ببيت محمد سعيد الصحاف ومكتبه المتواضع.!!! إن كل هذا التلاعب بالمال العام وتبذيره وجني أرباحا في جيوب المحسوبين والمنسوبين لا يكفي. فقد تجرأ حبيب الصدر أن يعقد صفقة مع شركة (UBI) الاسترالية لحجب قناة العراقية عن مشاهديها العراقيين العرب من مشاهدة قناتهم الحكومية الوحيدة في سماء آسيا والباسيفيك، أقول المشاهدين العرب العراقيين لا لشيء إلا كون الإخوة العراقيين الآشوريين والكلدان لهم محطة فضائية خاصة بهم تبث على الهواء مباشرة مجانا وكذلك الإخوة العراقيين الأكراد لهم أكثر من محطة كردية تبث لهم وعلى الهواء مباشرة مجانية أيضا بقي العراقيين العرب يتلاعب بمصيرهم حبيب الصدر فعليهم دفع مبلغا شهريا قدره 65 دولارا شهريا من اجل مشاهدة العراقية. كل هذا بفضل حبيبنا الصدر. ما العمل ؟ انهالت علي عشرات المكالمات الهاتفية والرسائل الالكترونية من الإخوة العرب العراقيين واغلبهم ممن انتخبوا القائمة 555 بالذات يطالبوني بالتدخل ولو بكلمة لفك الحصار الإعلامي عنهم من قبل المتآمر على حقوقهم حبيب الصدر لإيصال أصواتهم الاحتجاجية الغاضبة للسيد رئيس الوزراء وكل أعضاء البرلمان بتشكيلاته الطائفية ومحاصصته البغيضة التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه، وذلك بفك ارتباط قناة العراقية من الشركات الاحتكارية ووضعها مع المجموعة العربية المجانية كالسعودية والكويت وكل دول الخليج مرورا بمصر والسودان وكل دول المغرب العربي وانتهاء بفلسطين.

ثانيا، فتح التحقيق العلني بكل التجاوزات التي تدور في السر والعلن في الإعلام الحكومي الذي يترأسه حبيب الصدر ونطالب وبإصرار من هيئة النزاهة إذا كانت نزيهة طبعا متابعة هذه المؤامرة من الصدر على عراقيي استراليا الذين يعيشون بلاد ألواق واق البعيدة تحت رحمة جون هاورد الانكلوسكسوني هربا من فاشية صدام ليقعوا فريسة حبيب الصدر بسبب حجب فضائيتهم الوحيدة التي تربطهم بها ولو بشيء يسير عبر برامجها وأخبارها رائحة الوطن، كي لا يسلب هذا الحق الطبيعي منهم.

 أنا شخصيا بدوري أطالب بإعفاء حبيب الصدر من منصبه حتى لو كان الواقف بجانبه آية الله العظمى خليل زاد رئيس جمهورية العراق ومن طابت إفاضاته رئيس كتلة الائتلاف. كون الرجل لم يك يوما أهلا لهذا المنصب الذي استغله لمصلحته الشخصية. والعراق لديه من الإعلاميين الأكفاء والمخلصين لتبوء هذا المنصب بكل جدارة. فهل يسمع ندائي من هم في دهاليز المنطقة الخضراء. آملا ذلك.

 ولي معكم لقاء خلال الأسابيع القادمة على نفس الموضوع إذا لم تلبى طلباتنا. مقالا أكثر وضوحا وتفصيلا عما يجري في الدهاليز المظلمة وكان الله في عون الشعب العراقي من أبو فرهود والمفرهدين وأصحاب النون والفسنجون.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com