غفلة شعب

حسن ذياب الشمري / أعلامي في تجمع عراق المستقبل

hassony12@yahoo.com

السياسة التي تتبناها الاحزاب العراقية على اختلاف مشاربها وأستراتيجياتها تتسم بفكر أستغلالي وتعبوي من خلال ترسيخ مفهوم الخطر والخوف المحدق في نفوس المواطنين .

مثل هكذا سياسة تعتمد في استقطاب الجماهير على قاعدة الترغيب والترهيب وتثقف الجماهير على عدد من المفاهيم والافكار التي تجعل منهم أداة لتحقيق مصالح سياسية أو أقتصادية , مثل هكذا سياسة على الرغم من كونها لن تحقق الخير للوطن,

فأن الواقع العراقي مع الاسف الشديد لايستثني من هذه المقدمة أحد من الاحزاب. سواءاً الاحزاب الشيعية أو السنية أو الكردية أ والعلمانية .

فبعض الاحزاب تثقف جماهيرها على أن الاحزاب الاخرى تعمل على أقصاء الاغلبية السكانية , وبالجهة الاخرى هناك أحزاباً أكثر تطرفاً من ذلك فهي تثقف جماهيرها على أن الطرف الاخر ليس عربياً وجاء لينفذ أجندة خارجية , بينما ينشيء الطرف الثالث مواطنيه على أساس قومي ..

أما العلمانيين فهم يستقطبون أنصارهم من خلال تثقيفهم بأن الاحزاب الاسلامية بشقيها يسعون لبناء دولة أسلامية أما على غرار طالبان او على الطريقة الايرانية .

من خلال هذه التوجهات والتصورات المختلفة التي تلقى في نفوس العراقيين يصبح الشارع العراقي شارعاً متحزباً ومتناحراً يفتقر الى التعايش والسلام و تتفشى فيه ظاهرة الانقسام والتجزئة على كافةالصعد ويضيع الوطن والوطنية في ضل كل هذا بين الكتب التاريخية المزيفة وبين الشعارات المستهلكة .

قد يختلف معي الاسلاميون والقوميون والعلمانيون في ما تقدم لكنني أعتقد أن الفقراء يشاطرونني الرأي ويتفقون معي في كل ماذهبت اليه ، فالسياسة ً وجدت لتحقيق السعادة والمحبة فيما بين الناس وليس لشيء آخر ، بينما تحقق السياسة العراقية التي تجسدها الاحزاب أروع معاني الحزن واليأس لابنائها وتوغل في ذلك الى حدٍ لايعقل .

أذن الحديث عن المصالحة في ضل كل هذه الانقسامات يجب أن يكون منطقياً أكثر مما هو موجود ألان , فالمتخاصمون اليوم لايمثلون الشعب بل يمثلون أحزابهم لاغير , أي أننا عندما نتحدث عن المصالحة فأن ذلك يعني تصالح آيدلوجي أو قومي فيما بين الاحزاب , ولا يعني هذا أن الشعب قد تصالح ,لان الشعب لم يتخاصم أصلاً. بل أن المصالح المتضاربة فيما بين الاحزاب هي من سوف تتصالح أو تتخاصم والتي كان وما زال يروح ضحية أختلافها المئات من الابرياء والمحرومين .

 أما المواطنون العراقيون فهم نائمون تحت هذا الدوي البروجماتي الدائر بين الأحزاب ، ماضون الى حيث لايعلمون ، بل أصبحت لهم هذه الاحزاب كأنما تمثل الله تعالى على أرض الرافدين الحمراء .ومن الواجب الشرعي والعقلي عليهم أن يتبعوها في كل ما تأمر .

فلم تشهد الساحة العراقية الى اليوم تظاهرة جماهيرية تطالب بحقوق العيش ولو بالمستوى المتواضع أو تطالب بالقضاء على الفساد أو أعطائها نصيب من ثروتها الوطنية الضائعة , فنحن لم نسمع سوى بخروج تظاهرات تطالب بالاعتذار للحزب الفلاني أو تظاهرات تطالب بدعم الدولة الفلانية أو مقاطعتها .

وعليه فالنتيجة التي من الواجب أن تقال من خلال ما تقدم هي أن الاحزاب الحالية تمارس الى جنب الاحتلال سياسة أستغلال الشعب وتنويمه لتحقيق مصالح خاصة , ولسان حالهم يقول فليذهب الشعب الى الجحيم مادمنا قد ضمنا مستقبلنا .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com