ماذا بعد المصالحة

ستار عواد / اعلامي في تجمع عراق المستقبل

cairaqs@yahoo.com

سؤال يبدو قد تكرر للمرة الالف من قبل العراقيين ولم يجدوا له اجابه شافية. بعد ان عجز المحللون السياسيون عن تفسيره وكذلك بعد ان أجيب عليه بضبابية وغموض من قبل ساستنا (حفظهم الله) السؤال هو ما هي المصالحة الوطنية ومع من نتصالح؟ وهل لنا خصم واضح او جهة معينة؟ او من هو العدو الواضح؟ فاذا كان التصالح مع من يقتل الابرياء يومياً فأي لغة للحوار تصلح معه والى أي منطق يحتكم اليه. وان كان المسلحون الذي تنتظر الحكومة بفارق الصبر اتصالاتهم. هم من يستهدفوا المحتل فلن اسمع منذ قرابة نصف عام عملية مسلحة استهدفت الارتال العسكرية المنتشرة في شوارع بغداد.

اذن دعونا نعترف سوياً ان المسلحين الذين تريد الحكومة الحوار معهم هم قتلة الشعب العراقي الذين ملئوا بلادنا ايتاماً وارامل حيث امتلئت مقاربنا بالشهداء وكان (شاهدة الغير لاتنتهي غير اسمائنا) الذين ذهبواا ضحية اعمال ارهابية اتستهدف الابرياء فقط ان حكومتنا الموقره تناست انها حكومة تمتلك من الشرعية مالا تمتلكه أي دولة بالعالم ومن القدرات العسكرية الكبيرة بمساعدة قوات متعددة الجنسيات.

اذن فالحكومة هنا لاتنطلق من كونها حكومة وطنية منتخبة تمثل جميع اطياف الشعب العراقي بل تنطلق من كونها عشيرة تريد ارضاء الخصوم لصعف امكاناتها ولو قبلنا جدلاً باننا سنتصالح مع من استباح دماءنا ومن جعل العراق يعيش في اسواء حال وبعد ان فقدنا خيرة شبابنا واساتذتنا الذين تجاوزوا مئتي استاذ جامعي راحوا ضحية الارهاب الاعمى الذي تريد حكومتنا الموقرة المصالحة معه.

بعد كل ذلك لي الحق ان اسأل هل ستضرب الحكومة بيد من حديد بعد ان صدحت حناجرهم بالمصالحة الوطنية وبعد التغاضي عن القتلة وبعد اطلاق سراح الاف المعتقلين، ؟ وهل ستستخدم القوة والقانون ضد من يسيء للفرد العراقي الذي ذاق الامرين نتيجة تهاون الحكومة الذي استخدمته وسيلة لنيل مكاسب سياسية كبيرة دفع ثمنها عمال البناء في ساحات الانتضار والابرياء في الاسواق والمصلين في المساجد ترى من سيرعى اسر هؤلاء ومن سيتكفل بمعيشة اطفالهم وعوائلهم وسط فجوة كبيرة بين الحكومة المتحصنة بالمنطقة الخضراء وبين من يسكن خارجها ليكون عرضة للموت ومن سيوصل اصوات هؤلاء ومن سيلتقي منهم بالحكومة من لايحمل باج يتيح له الدخول الى المنطقة الخضراء بعد ان سئمت الصحافة والاعلام من ايصال ذلك وبعد ان تعبت انامل الكتاب والمثقفين من الكتابة وبعد ان تعبت حناجر الاستغاثة فلا من مغيث.

ما اريد ان اقوله هنا وفي هذا المقال ان على الحكومة ان تعمل عمل جدي بعد هذه المصالحة وتبتعد عن المجابات وارضاء الخواطر لتقيم دولة القانون الذي طالما حلمنا بتطبيقها.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com