أننا معكم منتظرون

مروان توفيق

marwn33@yahoo.com

حول كلام السيد نصر الله مؤخرا, حيث قال ما معناه إن قيادة حزب الله: «لم تتوقع ولو واحدا بالمائة أن عملية الأسر ستؤدي إلى حرب بهذه السعة وبهذا الحجم، لأنه وبتاريخ الحروب هذا لم يحصل.. لو علمت أن عملية الأسر كانت ستقود إلى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعا».

أشاد الذين تمنوا اندحار حزب الله في حربه مع اسرائيل لتلك الكلمات وهللوا لها وكأنها بلسم شافي وحجة دامغة على القائل وعلى من ايده فيها ولعمري ان اشادات هؤلاء الكتاب لهي التي تضحك المغموم, ورغما عن كتاباتهم المنمقة بزخرف الكلام وقوة البيان فأنها لاتصل الى نتيجة فالكلمات المسطرةلا تظهر لنا الا احقاد تخرج حرارة فوراتها بين سطور كتاباتهم المنمقة بالكلام المزخرف والتشبيهات اللغوية والمقارنات التاريخية الفجة لتظهر عيهم عن ادراك حقائق عميت عن ابصارهم بسحابات الاحقاد المذهبية والتحليلات المادية الارضية الصرفة ,وأن كانوا يبدون للقاري وكأنهم هم الذين وحدهم من يقدر على تحليلات الامور والتنبأ بسياسات الدول و هم العارفون ببواطن الامور وخفايا السياسة والحروب. قبل الدخول الى ما قد قيل حول كلمة السيد نصر الله, نقول ان صراحة السيد هي شي غير متوقع لهؤلاء الذين رضعوا الكذب والتضليل من انظمتهم, وان كان بعضهم يعتبرون انفسهم من الثوار و(المتمدنين) لكنهم لازالوا في طورالعبودية والذلة فقول الرجل بهذه الصراحة قول لم يتعودوا عليه.

يقول الاول وهو رئيس تحرير صحيفة عربية: ( كلام السيد الأخير دليل واضح على أن اختطاف جنديين إسرائيليين وقتل ثمانية، مغامرة غير محسوبة العواقب)!! نقول له ليس هذا دليل على المغامرة بل هو دليل على وحشية اسرائيل وطبيعتها العدوانية ولكن الذلة التي رضينا بها جعلت من فوقها ذلة اخرى تضرب علينا لننسى ونحن في عبوديتنا طعم الحرية والعزة ونفلسف الامور جبنا وضعفا من اجل سلامة العيش وتبا لعيش الرقيق, ومتى كان اللوم يقع على الضحية ويترك الجلاد في غيه, لكننا نستميت في دفاعنا عن الجلاد ونهاجم الضحية فيا لغينا! هذه المغامرة قدمت من حزب شيعي وهنا مكمن الداء.

ويقول اخر في نفس الصحيفة بعد ان يشيد بشجاعة نصر الله( لاسكار القاري بحيادية مقالته)! يقول(الخطف كان اكبر هدية لإسرائيل المتربصة باللبنانيين وحزب الله تحديدا، حيث منحها حجة «قانونية» للغزو والقصف والقتل، فيما وقفت القوى الكبرى مؤيدة او غاضة البصر. روسيا والصين صمتتا الى الايام الاخيرة.) ونقول له متى كانت اسرائيل بحاجة الى حجة قانونية وهي كيان نشأ على السلب والنهب والقتل ام انت ايضا من الذين ضربت عليهم الذلة فعميت عنك الحقائق بالجبن والاطماع تارة وبالاحقاد المذهبية تارة اخرى, ولو كانت الحرب في الاردن أو مصر لكان لك رأي أخر!

اخرهم كاتب عراقي اضلته الاحقاد فتراه يطعم كلماته بدفقات حقد يصب جامها على ايران وما يأتي من المشرق وكأن الخراب اتانا من المشرق الايراني وسبب تاخرنا واحباطنا هي (المكائد الفارسية) فتراه يدس بين كلمة واخرى كلمات مثل( خيشات الدولارات الايرانية المقدسة المباركة) ولا ندري ماذا سيقول لو كانت هذه الدولارات قدمت من السعودية او من المريخ , فبدلا من الحمد على المساعدات تراه يذم فيا للعجب, ثم يخلط بين استشهاد الصدر في العراق ويعزي سبب موته الى ايران والى (الدس والخبث الايراني)!! وينسى السبب الرئيسي الا وهو نظام العفالقة الذي- (يمقته في كتاباته احيانا)- وكأنه كذلك يعاتب الضحية وينسى الجلاد ثم يتهم نصر الله بالطيش والمغامرة الصبيانية! وينظر بعين الاعجاب لاسرائيل التي يقول عنها ( أهداف إسرائيل الستراتيجية والتي باتت تحظى بحماية دولية للمرة الاولى في تاريخها والتي ضمنت سكون جبهتها الشمالية بعد تعهد ( السيد ) بعدم العودة للشقاوة). وتحليلات عجيبة هي اقرب الى حديث المقاهي من كلام الكتاب.

لهؤلاء نقول من عمته الاحقاد لا يمكنه الرؤية فهو كحاطب ليل ,أو بالاحرى خرف تشابهت عليه الحوادث والشخوص. وبالمناسبة الثلاث الذين انتقيتهم لهذه المقالة امرضهم الحقد المذهبي , فرحوا في بداية الحرب على لبنان ظنا بأن الحرب ستقضي على الحزب (الشيعي) ولكن ذلك لم يحصل فظنوا ان مقالة السيد الاخيرة هي اعتراف بالخطأ فحسبوا انهم سيردوا ما اراقوا من ماء وجههم بعد اعوجاج تحليلاتهم وتخبط تنبوأتهم ولكنهم عييوا عن فهم الكلام ففسروه كما يحبون, ثم تعللوا بالتحليلات المادية والمواقف التاريخية ولكنها لم تنفعهم فحزب صغير في دولة صغيرة نظرا لتحليلاتهم المادية سيهزم ولكن هذا لم يحصل وان كانوا لازالوا يأملون باندحار الحزب ويحلمون بخراب (رأس المصائب) كما يقولون تلميحا أو تصريحا واعني بها ايران (الشيعية) فلينتظروا, ونحن جميعا منتظرون.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com