|
المصالحة الوطنية .. ورنة هاون المالكي
طالب خيون كاظم الموسوي / الناصرية في مضيف العراق الكبير تناول شيوخ العراق قهوة المصالحة الوطنية بعد أن دق هاون المالكي يدعوهم للاجتماع وتدارس الأوضاع الراهنة التي تجرى في عشيرة العراق الكبيرة ووضع النقاط على الحروف، ولن يتأخروا بالحضور لان في أعناقهم ذمة حملوها كما حملها أبائهم من قبلهم واجتماعهم هذا هو من اجل عشيرة العراق الكبيرة فلابد من أن يتدارسوا ويتشاوروا فيما بينهم، وعليهم الوقوف وقفة رجل واحد يتحلى بكل الشيم والعادات التي ينفرد بها ابن الرافدين وهم كذلك. فقد وصل السيل الزبى، وعاث الدمار والخراب كل مفاصل الحياةالانسانية التي يعيش مأساتها شعب لازالت جراحه تأن حتى تعود ثانية،فبعد مرور أربعة أعوام على سقوط نظام الطاغية لم يطرأ أي تغير يلمسه المواطن العراقي بل العكس فالإرهاب الذي صدرته أيادي المأجورين اخذ يفتك بالجسم العراقي ولن يستثنى أحدا منه، فالقتل الجماعي والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة أصبحت سمة من سمات الشارع العراقي اليومي. ومن اجل ماتقدم وبعد إن لبت شيوخ عشائر دعوة دولة رئيس الوزراء لدعم المصالحة الوطنية، خرج شيوخ العشائر العراقيين بوثيقة عهد صادقوا عليها جميعا أمام الله والشعب بتحريم سفك الدماء العراقية البريئة والقتل والتهجير الطائفي وان لافرق بين العراقيين تحت خيمة العراق الواحد بين سني أو شيعي، عربي أو كردى، مسيحي أو تركماني، والجميع هم أبناء هذا البلد الواحد، وان الحكومة العراقية جادة بفتح باب الحوار بمن يرغب وان تحرير الوطن لن يتحقق من دون أن يكون هناك إجماع وطني، وان استقرار بلدنا بيدنا نحن العراقيون فيجب علينا أن نتكاتف وننتحي ونعاون بعضنا وان نكون يدا واحدة لدحر هذا السرطان الذي أراد للجسم العراقي الواحد أن يتفتت، لكننا وبعون من الله وهمة الخيرين من أبناء وادي الرافدين سوف نتحد ونرص الصفوف للنهوض لبناء البيت الواحد بالمحبة والتسامح، وعلينا أن نجتمع كما اجتمع شيوخنا ولن ندع هؤلاء الذين يتلذذون بدم العراقي وباتحادنا هذا سوف ندحرهم ويفروا خائبين. إن مشروع المصالحة الوطنية الذي أطلقه دولة رئيس الوزراء الدكتور نورى المالكي هو بمثابة الضمادة الذي نلف به جراحنا وعلينا أن لا نعبث بها كي لا تتلوث بفعل من يريد لنا الخراب والدمار، ويقوم بنهب ثرواتنا وأرضنا التي كانوا أجدادنا من قبلنا قد قاتلوا بشرف كي لايقتطع منها شبرا واحدا وان نحمى أعراضنا من دنس الإرهاب والذي دخل بلادنا خارج من الحدود يزرع بيننا التفرقة وهم يتفرجون يسرقون ويعيثوا فسادا بأرض الأنبياء والمرسلين، ارض وادي الرافدين وان التصريحات القومية العربية المخيبة للآمال هي في الواقع الاستمرار على خط الجهاد القومي والذي فتح بدوره الدرب أمام الإرهاب ليفتك بالعراقيين قتلا وتدميرا. وما لظهور البعض منهم على شاشات التلفاز ومن دولة عربية لها صلة رحم وهى جارة للعراق ويتحدى العالم بأسره ويعطى أرقاما لما يسميهم بالمجاهدين ويقول إن هناك 9000 مجاهد في ارض العراق ماهو إلا دليلا قاطعا على الدعم اللامحدود لهؤلاء الذين أفتوا بقتل النفس البريئة دون وجه حق وهم يعلمون عقابها عند الله، وبالمقابل نسمع الخطاب الكويتي تجاه العراق بان تحرير العراق هو الشغل الشاغل لحكام الكويت وان للتصريحات المؤطرة لهؤلاء ماهى إلا تخفى خلف الواقع الذي طفح للعيان من على شاشة العربية وبتبجح ووقاحة يتحدث بو عبد الرحمن عن فلان وفلان ويقول أنى هنا في الكويت ومن معي من المجاهدين يقاتلون الكفر في العراق، وان لقاء العين الثالثة الذي يبث من على شاشة العربية جاء من اجل البحث عن مايسمى بمجاهد آخر قد فقد أو بالأحرى قتل في العراق بعد أن قتل هو وذبح بفتاوى من يأمرونه بتحليل الدم العراقي والتمثيل به بما يشاء. وعلى حكومتنا العراقية أن لاتقف مكتوفة الأيدي تجاه من دربوا وهيئوا وادخلوا شراذم المجتمع وجرذان العالم الثالث إلى البلد الذي تنعموا بخيراته وعاثوا سلبا ونهبا بأمواله إبان سقوط النظام. إننا ضحية الحكام الذين توالوا على حكم البلاد العربية ومن لايريدون الاستقرار لهذا البلد الذي انعم الله عليه بنعم كثيرة، هذا البلد المعطاء حيث عانى العراقيون ماعانوه من سلطة النظام الواحد ودكتاتوريته الكارتونية التي طارت في الهواء في ليلة وضحاها وتسبب هذا الحكم التسلطي بتشريد العراقيين ليتوزعوا على الكرة الأرضية بحثا عن الأمن والآمان في حين قتل منهم من قتل وألقى بالآخرين في زنزاناته ليمارس ضدهم كل أنواع التعذيب اليومي، لنحصد نحن هذه الفوضى التي يعيشها العراق اليوم وهو بذلك نتاج حاكم عاث ببلاد النهرين خرابا وفسادا، فعلينا أن لانقف مكتوفي الايدى و نتفرج على مايجرى من حولنا، فالعراق عراقنا نحن ولن نسمح لأي كان أن يلوث تربته وان يزرع الفتنه التي خطط لها ونفذها بين أبناء هذا البلد الجريح، فلنرمي كل الذي مضى خلفنا ونتركه للماضي، ونبدأ من حيث بدا شيوخنا، مع علمنا المسبق أن المصالحة الوطنية لم تأتى للعراقيين البسطاء ممن هن يريدون دون غيرهم الأمن والأمان لهذا البلد، لا بل للفر قاء السياسيين العراقيين، فعليهم أن يمدوا أيديهم لبعضهم والنهوض بهذا البلد الذي ينظر بعين الأمل لكل واحد منهم وعليهم الاستدارة قليلا بكراسيهم الدوارة إلى الحائط ويتأملوا بالذي يحصل للبلد الأنموذج بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى وترك خلافات قد تحدث هنا وهناك ( وان الأقارب من العراقيين عندما تحصل بينهم مشكلة ويحدث بعدها موت احدهم فالجميع يحضرون فاتحته بغض النظر عما يحملونه من ضغائن ) فالنحضر لنرتب الأمور أولا ونساهم جميعنا في دفع عجلة المصالحة الوطنية إلى ضفاف الأمان وبعد ذلك تهون كل الأمور مادمنا عراقيون. وان كل عراقي أصيل قد وقف وقفة رجل واحد، لإبل تحدى الإرهاب والإرهابيين وقال كلمته في أول ممارسة ديمقراطية شهدها العراق والعالم بأسره في الانتخابات وانتخب بكل حرية والتي جرت في البلاد حينما راهن عليها الكثيرون لكن شجاعة العراقيون فاقت كل التوقعات والأصابع البنفسجية التي وضعها العراقي الأصيل في عيون القتلة والمأجورين الذي صدرتهم لنا مدارس القتل والذبح وكل فنون الإرهاب والتي لم نسمع عنها في تاريخنا.ماهو الادليلا على إصرار العراقيون على الثبات والتمسك ببلدهم والذود عنه. فالصدى الكبير الذي أتى بفعل تكاتف 600 شيخ من شيوخ العراق هو بداية لدحر الإرهاب وما لقهوة المالكي إلا خطوة لخطوات قادمة من اجل استتباب الأمن وبناء العراق والذي ينعم بالديمقراطية وفنجان قهوة الانتصار سوف نتناوله في مضيف العراق الكبير وهو يرفل بالحرية والأمان.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |