|
الجعفري: لا يوجد تيار سني مشارك في السلطة بل تيار بعثي طائفي
وداد فاخر* / النمسا
الدكتور الجعفري رئيس الوزراء السابق فارس العملية الديمقراطية المشوهة والذي قام بصفته كطبيب بإجراء العملية القيصيرية بسرعة غير مطلوبة لإخراج الوليد الديمقراطي المشوه على عجلة من أمره ظنا منه أن نجاة الوليد لن تكون إلا بإجراء العملية دون انتظار الولادة الطبيعية، عاد اليوم ومن جديد يتحفنا بمقولاته الإنشائية التي ( ما توگل خبز ) على رأي المثل الشعبي العراقي. فـ( أبو احمد ) سامحه الله عاد يردد مقولاته الغريبة العجيبة والتي كانت تسبب الصداع المزمن للعراقيين في حينها كونها لا ينفع فيها مركبات ( السلسلات Salicylates ) التي تدخل في تركيب الأسبرين الذي يعالج حالات شتى ولم يفلح لا في تخفيف صداع العراقيين ولا تخليصهم من تخثر الدم في الأوردة والشرايين، ولا لتجنيبهم الصدمات القلبية. لا بل زاد من ألآمهم وأوجاعهم وسبب لهم تناول المهدءات تجنبا لمقولات السيد الجعفري الإنشائية أمراضا جديدة شتى نتيجة استعمالهم كميات كبيرة من الأسبرين التي سببت لهم عسر الهضم وبالتالي أصيبوا بقرحة المعدة، وأوجاع في البطن وزيادة مفرطة في حموضة المعدة، مما دعاهم لتناول كميات كبيرة من حبوب الزانتاك لمعالجة الأمراض الجديدة الطارئة. وتصريحات اليوم التي ( أتحف ) بها الدكتور الجعفري مراسل( صحيفة الحياة ) اللندنية تدخل في باب الخطابة السياسية التي ( ماتوگل خبز ) أيضا كون الشرفاء من العراقيين يعرفون جيدا أن من عناهم الجعفري في تصريحاته على إنهم (جنبوا البلاد " حربا طاحنة " ) هم سبب معظم التطاحن في الشارع العراقي، والكثير من بلائه. وأعاد للأذهان وكما يدعي( خلافه مع الحاكم المدني الأمير كي السابق بول بريمر على "حتمية ضم التيارين العربي السني والصدري أيضاًً إلى العملية السياسية ") فجعلنا وبدون إرادة منا نحس بآلام الصداع، والآم المعدة مجتمعة بعد أن أشغلتنا الأحداث الجسام عنها من تفجيرات ( وطنية )، وذبح ( رحيم ) على الطريقة الإسلامية، وتهجير لعراقيين داخل بلدهم من قبل ( أحبتهم ) على الطريقة الطائفية ( الجميلة ). بينما يعلم الجميع إن الجعفري أو كل من نادى بضم ما يسمى بـ( التيار السني )، وليس العراقيين الوطنيين من أهل السنة، إنما عاد القهقري للوراء ليعيد تشكيلات البعث البائد ولكن بصورة مختلفة وأردية مغايرة فبدل من كان يرتدي الزيتوني وصل للسلطة بقطار أمريكي جديد أشخاص عدة وبأزياء مختلفة مابين ( العگال والسدارة والأفندي حاسر الرأس ) لذلك أكد ( جهابذة ) البعث على انتمائهم القومي المزيف داخل قفص الاتهام في المحكمة الجنائية العليا على التمسك هم وشهود الإثبات الملقنين بارتداء ( العگال )، كرمز لـ (شرف الأمة العربية ) الذي داسوه بأقدامهم خلال الثلاثة عقود ونصف من تسلطهم الفاشي على ارض الرافدين. وكرد فعل لرؤيتهم تغلب الرؤوس ( الوطنية ) الحاسرة التي تتغنى بالديمقراطية متزامنين مع من عاد القهقري مرتديا السدارة وآخرين ممن استعمل العمامة، فقرر ( شرفاء ) الأمة العربية من أبطال المقابر الجماعية الإصرار على لبس ( العگال ) على عناد ( بوش ) وليخسأ الخاسئون، مرددين مع أنفسهم ما قاله شاعرنا الشعبي في السدارة ايام حكومة الملك فيصل الأول وتفشي ارتدائها، أو( الفيصلية ) نسبة لفیصل الأول الذی لبسها بديلا عن الزي التركي السابق وهو الطربوش الأحمر و( العگال ) الروماني الذي كانت تضعه الاميرات الرومانيات كزينه على رؤوسهن الذي تمسك به العرب. والسدارة أصلا هي كلمة سريانية معربة من (سوديرو ) أي غطاء الرأس. لذلك فلا تصريحات الجعفري الإنشائية المسببة للصداع، ولا عگال برزان أو سبعاوي، أو الكوردي العاق طه ياسين الجزراوي، ولا سدارة عدنان الدليمي ستعيد للوحدة الوطنية قوتها ووجودها. بل يعيدها ويساعد على ترسيخها الاستعانة بالتيار الوطني الديمقراطي الذي تمثله شريحة كبيرة من المجتمع العراقي الذين لا يتصنعون في أزيائهم، ولا مواقفهم السياسية من العلماء العراقيين والاكاديميين الوطنيين. أما إذا كنت تشير إلى مهمة المالكي وتقول بأنها ( لا تنحصر في شخص إنما هي حالة وطنية بحجم العراق ككل) !!، أليس المنتمين للتيار الوطني العراقي من مختلف الاتجاهات الوطنية هم من ضمن الحجم العراقي ؟؟!!، أم لأنهم لا يملكون أدوات القتل والخطف والذبح والتعذيب كما هي متوفرة لدى الجهات التي ذكرتها متغنيا بأنك أعدت للعراق اللحمة الوطنية بانضمامهم للعملية السياسية ؟؟!!. يقينا لو كانوا يملكون تلك الأسلحة والمعدات لفاوضتهم للدخول في العملية السياسية كما فعلت مع بعض الأطراف المرفوضة شعبيا داخل العراق وأدخلتهم عنوة في العملية السياسية التي كانت بعملية قيصرية فاشلة مئة في المئة. وتعود بعدئذ لتزيد في أوجاع والآم العراقيين عندما تؤكد نجاح ( !! ) مؤتمر العشائر العراقية الذي كان سبة في تاريخ حكومة المالكي ومع ذلك تتوقع أن يساهم توقيع « ميثاق شرف» بين زعماء العشائر السنية والكردية والشيعية في إنجاح المصالحة الوطنية، لافتاً إلى أن « مشاركة العشائر في هذه الطريقة لها صدى جيد »، على أن « تلحقها مؤتمرات أخرى لمثقفين ومنتمين إلى حركات وأحزاب وأكاديميين». أي انك تسير ضد عملية التطور التي تضع المثقفين والأكاديميين في الواجهة بدون النظر لانتماءاتهم الدينية والمذهبية والقومية كونهم هم العقول المفكرة في أي من المجتمعات الإنسانية قاطبة، لا شيوخ العشائر، ولا رجال الطوائف المتمنطقين بالسلاح والعتاد. ويبدو هنا إن وصفات الجعفري السياسية فاشلة تماما مع إنني لا اعرف شيئا عن وصفاته الطبية، وهذا يذكرني بحادثة حصلت في بيروت أيام تواجد المقاومة الفلسطينية فيها، فقد أصيب احد المقاتلين المنتمين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالآم مبرحة بعد منتصف الليل مما دعى احد القياديين في الجبهة لأخذه لـ( الرفيق الحكيم ) كما كانوا يطلقون عليه، أو الدكتور جورج حبش الأمين العام للجبهة وسارع ( الحكيم ) بفحص المقاتل، وكتب له وصفة دواء أخذها احد المقاتلين على عجل للصيدلية الخافرة في تلك الليلة وعاد القهقري بدون الدواء، وعند سؤاله عن الدواء أجاب المقاتل : إن الصيدلي اخبره بأن هذا الدواء قد بطل استعماله منذ زمن طويل. لذلك اعتقد بان انشغال الدكتور الجعفري بالسياسة عن مهنته الأصلية كطبيب أنساه كما انسى( الرفيق الحكيم ) من قبله الكثير من الوصفات الطبية الناجعة فخرج علينا عدة مرات بوصفات بطل استعمالها منذ زمن طويل كما هي وصفة المصالحة الوطنية الجديدة، ووصفته القديمة بضم التيار الصدري والتيار السياسي السني للعملية السياسية. أخيرا فقد اعترف للصحيفة المذكورة آنفا أن(هناك معتقلين اعترفوا على شاشات التلفزيون بأنهم تدربوا في اللاذقية… فعندما يأتي متسللون من سورية، نعتبر أن هناك نية غير حسنة ). فلم تركتهم مختمرين داخل السجون والمعتقلات العراقية وأنت القائد العام للقوات المسلحة العراقية والعراق يعيش ولا زال حالة حرب مع الإرهاب، وليس بوضع ديمقراطي كما تتقولون، فلم لم تضع عليهم الحد وتركتهم يرعون كالماشية في السجون والمعتقلات، مع إن العديد منهم أطلق سراحهم بعد أن تم اخذ أقوالهم وكان ذلك لمجرد التهويل الإعلامي ؟؟!!. فهل كانت هناك حقيقة حكومة قويه، أو كانت هناك فقط ( حكومة َحمامْ َ يلي ) ؟؟!!. آخر المطاف : قال النعمان بن المنذر بن ماء السماء اللخمي اليمني أمير مملكة المناذرة في الحيرة لخصمه اللدود ضمرة بن أبي ضمرة ! وكان ضمرة قصير القامة نحيل البنية ضئيل الوجه لكن اسمه كان كافيا لبث الرعب والهلع في نفوس جيش النعمان، وهو يضحك من المفاجأة عندما رآه أمامه :( تسمع بالمعيدي خير لك من أن تراه ) فصارت مثلا. ورد عليه ضمرة غاضبا (الرجال لا تكال بالقفزان ولا توزن بالميزان وإنما المرء بأصغريه فإن قال فبلسان، وإن صال فبجنان! ).
* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |