|
خوف الوزراء من الاعلام العراقي سعد البغدادي لااعرف هل يتصور القاريء مدى الصعوبة التي نلاقيها في اجراء حوار مباشر مع احد الوزراء او لا لكني سافترض انه يجهل الصعوبات التي تواجهنا ونحن نجري لقاء مع السيد الوزيرلذا سابدء بشرح هذه الالية المعقدة تبدء اولا بالاتصال بمدير مكتب السيد الوزير وتحاول على مدى ثلاثة ايام ان تحصل منه على موعد لان السيد الوزير يكون احيانا خارج البلد واحيانا انه لايرغب في الحوار وكثير من الاعذار واذا وافق السيد الوزير وحدد لك الموعد فانه يطلب منك اولا ارسال نسخة من الاسئلة والمحاور حتى تكون اجاباته وفق المعطيات وطبعا يبدء بحذف كثير من الاسئلة المهمة وتاتي المرحلة الثانية ادخال الاجهزة التقنية الى المنطقة الخضراء لان اي وزير لاياتي الى المحطة الفضائية بسبب تردي الوضع الامني والدخول في المنطقة الخضراء يحتاج الى يوم كامل من الاجراءات الروتينية اولها الحصول على موافقة الكتيبة الاوكرانية ثم الدخول الى المرحلة الثانية وهي عدم السماح بالدخول الى برفقة مكتب الوزير الذي ترغب في اجراء معه حوار واذا لم ياتي هذا الشخص تعود من حيث اتيت واذا اتى هذا الشخص عليك الدخول الى الاجراءات الامنية بدء من الكلاب المدربة الى فحص الداخلي للجسم ثم مرحلة البحث عن مكان للمبيت لانه بعض الوزراء لايسمح لك في المبيت في بيته بحجة ان لديه اجتماعات واعذار اخرى فعليك ان تحجز لكادر العمل التقني وعادة يتكون من ثلاث اشخاص غرفة في فندق الرشيد والمبيت للفرد الواحد 169 دولار فقط هذه هي المعوقات التي قد تغيب عن المشاهد العزيز وهو يشاهد هذا الوزير او ذاك على القنوات العراقية كل هذا حدث ونحن نحاول اجراء حوار مع السيد وزير التجارة عبد الفلاح السوداني وبعد التي والتيا في اخذ موعد معه وتم تحديد الموعد يوم الثلاثاء 29/8 في الساعة العاشرة مساء وبعد ان ادخلنا اجهزتنا بالكيفية التي شرحتها الى المنطقة الخضراء وفي الساعة السادسة مساء رن الهاتف من مكتب السيد وزير التجارة بان السيد الوزير يعتذر عن اجراء اللقاء لماذا ياسيدي الوزير قال ان لديه اجتماع في الساعة الحادية عشر ليلا مع السيد دولة رئيس الوزراء وان اللقاء قد يتقاطع مع الموعد حاولنا اقناع مدير مكتب الوزير في ان نجري اللقاء في الساعة التاسعة او الثامنة تجنبا للاحراج الذي وقعنا فيه الا ان سعادته اصر على الغاء الموعد . الاسباب الحقيقة وراء الغاء اللقاء تكمن في الخوف من مواجهة الجمهور الحانق على الاداء السلبي لجميع الوزارات وضعف المستوى الخدمي هذا الخوف سينعكس سلبا على الاداء ذلك لان السلطة الرابعة اصبحت فعالة وهي تعبر عن نبض الشارع العراقي وليس تبريرية تدافع عن الحكام السلطة الرابعة صارت في بلدنا مرعبة للمسؤولين الذين باتوا يخشون المسائلة الشعبية كل هذه الامور تحدث هل نحتاج فعلا الى توصية من دولة رئيس الوزراء يحث فيها وزراءه على عدم الهروب من الصحافة والقنوات الفضائية هل وصل بنا الحال الى هذه الدرجة من الخوف طبعا الاجابة بنعم
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |