مكافأة أصحاب الأصبع البنفسجي

شوقي العيسى

shoki_113@hotmail.com

الأصبع البنفسجي ذلك الأصبع العراقي الذي ظل شامخاً مرتفعاً متحدياً كل قوى الإرهاب آبان الإنتخابات التي حدثت في العراق على مرحلتين مرة لأنتخاب حكومة مؤقتة في 31 / 12 /2004 وأخرى لحكومة دائمة في 15 /01 /2005 وكلا الأنتخابات كان دور العراقي هو غمس إصبعة في الحبر البنفسجي لتكن علامة واضحة في سجل العراق والعراقيين الحافل بالمجد ...
فكان ذلك التحدّي الواقعي لمجمل الإرهاب والإرهابيين والتحدي الصادق للعراقيين تجاه بلدهم العراق وليولّدوا حكومة دائمة تخدم مصالحهم وتحافظ على مكتسبات هذا الشعب الذي إرتقى ومد جسور المحبة لكي يوصل من أنتخبهم وأمّنَّ بهم الى مواقع الإدارة ليخلد في وضعه طالما تشكلت حكومة العراق العريضة بكافــــة أطيافها فهل ياترى تمت مكافأة أصحــــاب الإصبع البنفسجي؟؟؟؟؟؟!!!!!!!! بعد ذلك العناء وذلك التحدي وتلك المواجهة مع الإرهاب .....

 كان يطمح أصحاب الإصبع البنفسجي أن تكلل تحدياتهم بالنجاح ويسكن أنينهم ويطمأن بالهم وتحفظ أرواح أبنائهم ويقل سيل دمائهم التي أصبحت تغرق الشوارع وتهدأ روعتهم ويوقف تشريدهم أليس كذلك!!!!!!!!!!! ولكن هيهات وأنى لهم أن يستقّر وضعهم والكل يريد من الشعب العراقي فقط العطاء فقط العناء فقط الخوف فقط القتل فقط الحرمان فقط الحيرة فمنذ مئات السنين لم يأخذ الشعب العراقي حقه من أي سلطة حكمت العراق....

 وكان آخر توقيع ختمة وأفتخر به الشعب العراقي وأصحاب الإصبع البنفسجي هو يوم الإستفتاء على الدستور العراقي الدائم في 15 / أكتوبر /2005 والتي كانت خاتمة لهذا الشعب الذي أنتخب حكومة دائمة لأربع سنوات ودستور دائم للعراق فلم يبقى سوى أن يكون أصحاب الإصبع البنفسجي في أمان وإستقرار لأنهم خلّدوا حكومة منتقاة من أنفسهم فهل تم مكافأتهم على ذلك وهل تم توفير مايرغبون ؟؟؟؟؟؟ بل مايطمح إليه أبسط إنسان على وجه الخليقة أو حتى رفات حقوق مايسمى بالإنسان هل تم ذلك ؟؟؟ كلا وألف كلا فالحكومة ظهرت أنها مصابة بفايروس وداء التسلط والكرسي وتفشي الفساد الإداري الذي أصبح آفة سرطانية لايمكن إجتثاثها إلا بتغيير جذري يجتث كل هؤولاء الذين يعبثون بمستقبل العراق ويرمي بهم خارج الحدود لكي يطهّروا أنفسهم من هذا الفايروس والمرض اللعين ولولا الفساد الإداري المتفشي في كافة دوائر الدولة لما وصلت بؤر الإرهاب اليها وتم تغرير الكثير من ضعاف النفوس لتنفيذ عمليات إرهابية ضد العراقيين ......

 إنّ أصحاب الإصبع البنفسجي قد ملّوا الوعود وكل حكومة تأتي تلعن أختها وتسير على نهجها والوضع بتزايد فلم يكن الأمن قبل ثلاث سنوات مثل اليوم فقبلها كان أفضل وكل يوم يأتي يكون أسوء من الذي سبقة وكل ذلك بفضل أصحاب الكراسي الذين جلسوا وتربعوا في المنطقة الخضراء ورموا وتناسوا أصحاب الإصبع البنفسجي الذين أوصلوهم الى ماهم عليه ولا أحد يفكّر بالتغيير فقط عليهم حماية أنفسهم وتوفير مايحتاجونة ولايهمهم أمر الشعب العراقي ......

 لقد ذهبت الحكومة بمشروع مايسمى بالمصالحة الوطنية والشعب العراقي في واد وهم في واد وظاهر المصالحة أنها بين القادة السياسيين وهذه أول صفعة توجة الى الشعب العراقي عندما يصّرح السياسيين بأنه لايوجد هناك خط أحمر على جهة معينة وكل من يريد الدخول بالعملية السياسية فليدخل ،،،، وماذا عن الذين إستحلوا دماء العراقيين من البعثيين والصداميين إذا كنتم تقولون المهم أن يتبريء من أفعالة ويدخل في حصن خيبر متناسين هموم وحاجات العراقيين ولابد أن تكون هناك يد تلبي طموحات العراقيين لا طموحات الإرهابيين وتأخذ بشروطهم الغير واقعية ...

 لقد خاب ظن أصحاب الإصبع البنفسجي ولايمكن أن يكرروا العملية مرة أخرى لأنهم خلدوا ووصلوا الى يقين أن كل القادة السياسيين أصحاب كراسي ونفوذ ولايهمهم ماإذا كان العراقي قد عاش أو مات  والدليل على ذلك الهرج والمرج الذي يعم محافظات العراق وعدم سيطرة  الحكومة على مجريات الأحداث حيث لو تكن هناك تعامل من جانب الحكومة ومجالس المحافظات لتلبية حاجات العراقي لما وصلت الأمور في كثير من المحافظات العراقية في تشنج بين الحكومة ومجلس المحافظة أمثال البصرة والناصرية والعمارة والسماوة والديوانية أما بغداد فحدّث ولاحرج فقد أصبحت مدينة أشباح خصوصاً يوم الجمعغة وكلها بحجة الخطة الأمنية ورغم ذلك ماتزال التفجيرات والإغتيالات موجودة وكلها تنال من أصحاب الإصبع البنفسجي هذه المكافأة التي تقدمها الحكومة للعراقيين.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com