مشكلة الإرهاب في العراق

 محمود الوندي

m-w1948@hotmail.de

لايمكن لأي شخص أن يقوم باغفال الممارسات الأجرامية والتصرفات الوحشية لأعداء العراق وأعني حزب البعث وأجهزته القمعية والمتعددة ، يقود هذا الحزب منذ سقوط نظامه المقيت بالتعاون مع القوى الارهابية الشريرة وحتى هذه اللحظة حملة إجرامية شرسة وتمارس الإرهاب الوحشي ضد أبناء الشعب العراقي الذي يذهب ضحيته العشرات من المواطنين الابرياء كل اليوم وبشكل جنوني ، كما يستخدم هــذا الحزب العناصر المتخلفة من حثالات العرب القادمين من وراء الحدود في تنقيذ جرائمهم بفظاعة ليس لها مثيل في سعيه المحموم لأستعادة السلطة مرة أخرى عبثا  ، وللأسف بعض القوى السياسية داخل البرلمان وخارجه تسمى الأعمال الإرهابية التي تطال المواطن البريء مقاومة شريفة ووطنية ، ويتحول السارق والقاتل والمجرم لمقاوم وطني وشريف ومدافع عن حقوق الأنسان والعدالة الأجتماعية ، وتدافع عن هذه الجرائم وتصر على  أنها تقاوم الأحتلال وكل من يقف معه ، ولو سلمنا جدلاً أن الذي يعمل مع الأحتلال خائن يجب قتله ، فما ذنب الذين يقتلون من الأساتذة والطلاب وتصفية الكوادر والنخب العلمية ، وماذا تدل التفجيرات في الساحات والأماكن العامة والتي تحصد أرواح  مئات المواطنين الأبرياء من عمال التنظيف وأصحاب  المحلات وسواهم ، هذا فضلاً عن العمليات التي تستهدف دوريات الشرطة والجيش ، فهل هولاء أشخاص متعاونين مع القوات الأمريكية ؟ إذن لا تمت هذه الأعمال الأجرامية بأي صلة بالمقاومة فرغم بعض وسائل الأعلام التي حاولت وتحاول فبركة بعض الصور لهذه الحالات ضمن أجندتها وبرامجها السياسية   .

 الوضع العراقي الراهن مأساوي ،  الأوضاع الأمنية والسياسية والحياتية في العراق شئ لا يحسد عليه ، ولا يمكن وصفه إلا بالكارثية  وصار نزف الدم العراقي نهراُ ثالثاً مرادفا لنهري دجلة والفرات ، فالعالم كله يشهد عراق مستباح من عصابات البعث والقوى الإرهابية الأخرى و الذين يسللون في أحيان كثيرة بين الأحزاب والتيارات الدينية ذات الهويات الطائفية ، وبمساعدة أموال خارجية وداخلية تتدفق لتمويل عصابات الأجرام وقوى الإرهاب بأنواعها لإثارةالنعرة الطائفية  وشل مؤسسات الدولة ودوائرها وتعطيل عجلة التقدم الى الأمام في العراق الجديد  .

 الشعب العراقي الذي ناضل عبرعقود طويلة ضد النظام البعث الفاشي من أجل ديمقراطية وحرية العراق ، ودفع ثمناً باهضاً من ضحايا ودماء أبنائه لتحريرالعراق وإنهاء حقبة نظام البعث وحكمه الدموي لتحقيق طموحاته وضمان حقوقه المشروعة ، ليجد نفسه اليوم في وضع أشد خطورة من قبل وأكثر ظلامية ويقع فريسة صراع خطير تمارسه بعض الأطراف على الساحة العراقية ، وبالأضافة الى تفشي حالة الفساد الأداري والمالي الى حد الثمالة ، وكان ذلك الصراع والفساد قد شكل خيبة أمل للشعب العراقي وقلق على مصيره في ظل العراق الجديد ، لأن أعمال العنف التي   تحدث يومياً وبشكل بشع تدمي القلوب وتدمع العيون لهولها وقسوتها ، غيرت الكثير من الرؤى والقناعات التي كانت مترسخة في أذهان وأحلام الكثير من المناضلين والأحرار والمتضررين من النظام السابق ، والذين كانوا يحلمون بعراق جديد خال من الفاشية والتسلط وأنظمة الموت والدمار ، فإذا بهم يصبحون على كوابيس ووقائع وأحداث مدمرة وتنفذ بوحشية وأبتعادها عن كل خلق وأنسانية وتحصد ما تحصد من الضحايا ، ليتحول العراق الى أكبر مقبرة بشرية

 مشكلة الإرهاب في العراق لن تنتهي ما دام رؤوس الإرهاب لا زالوا مجهولي الهوية ، وهناك مصالح أحزاب وزعاماتها مع دول الجوار تغذي منها بالمال والسلاح مقابل تعبئة الناس البسطاء على الفتنة الطائفية والعرقية في العراق ، لأن هذه الدول ترى إن إستتباب الأمن في العراق ضرراً بالغ لمصالحها ، وفي سعيها  لتخريب أقتصاد العراق وتدمير منشأتها النفطية وضرب الماء والكهرباء وقتل الأبرياء من كل مكونات الشعب العراقي ومن قبل عملائهم في الداخل على الهوية الطائفية ، وأستهداف المكانات العامة بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة كما يحدث يومياً ، ومن ثم تسليط الجهلاء والأميين من المجرمين والظلاميين على شؤون الناس ومقدراتهم ويفرضون أنفسهم حكاماُ بحق هذا أوذاك بحجة الدفاع عن العقيدة والمذهب وأستغلال ضعف الحكومة العراقية لينتهي العراق لعبة بأيديهم ، ووفرت مساحة للأيدي الخبيثة من داخل الأحزاب والتيارات لقيامهم بأعمال الأجرامية بحق مكونات شعبنا لتأجيج  الخلافات والصراع الطائفي والقومي بينهم ، ولم تتخذ أي أجراءات صارمة من قبل الحكومات التي تعاقبت على السلطة بعد سقوط نظام البعث بحق هولاء المجرمين والمرتشين لحد هذه اللحظة ، كل هذه العوامل التي تساعد على النشاطات الأرهابية المختلفة ولن تنتهي .

فمن ذا الذي يسحب فتيل الامان من عبوة الارهاب الناسفة يا ترى ، القوات الامريكية وهي تلتزم بأجندتها ومصالحها الخاصة غير آبهة بمصالح الاخرين ، أم الاحزاب الكثيرة المنتشرة كالذباب في مزبلة السياسة العراقية وهي دخلت معترك العمل السياسي بناءا لمصالح الدول التي تدعمها ، أم الحكومة العراقية التي سلمت أمرها بيد الفساد الاداري الذي لم يشهد له مثيل في تاريخ الفساد الاداري في العالم ولا أمل في صلاحها أبدا مادام حاميها هم حراميها  ، فكلما ربطنا آمالنابحكومة ما جاء من يمثل هذه الحكومة لتحل حبل الامل ويسلمنا الى التشاؤم التام الى أن أصبحنا ننظر بعين الخوف الى كل غد قادم لان هذه الحكومات علمتنا أن البارحة أفضل من اليوم والبوم سيكون أفضل من الغد المجهول!!؟؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com