|
الاعلام الرياضي كيف نتمناه المهندس جاسم محمد جعفر / وزير الشباب والرياضة لايمكن لاي قطاع من قطاعات الدولة او المجتمع المدني او غيرها ، ان يتقدم دون ان يتواكب معه النفس الاعلامي ، .. فهو يطرح الصورة العامة لذلك ، ويقدم انجازاته وتطوراته موضحا حيثيات خطة العام ، وهو بذلك يمثل الواجهة الخارجية له وينقل ما يدور في الداخل من سياسات وخطط تنموية ومشاريع ، الى خارجه عن طريق القنوات الاعلامية المعروفة المسموعة والمرئية والمقروءة . وبما ان القطاع الرياضي والذي يعتبر من قطاعات الدولة المهمة ، فهو ايضا معنى في ان يقدم انجازاته وتطوراته الرياضية العالمية ،.. وللدور الاعلامي الرياضي تأثيركبير على مسيرة وأتجاه الشكل العام للرياضة ،لاسيما العراقية التي مرت بمراحل صعبة ومتذبذبة في تاريخها الطويل نتيجة السياسات الخاطئة للنظام المقبور ،ويمكن أسقاط هذا التذبذب على الاعلام الذي لم يغط الحدث الرياضي والحركة الرياضية بما فية الكفاية ،وأيضا لم يكن مبرزا لمكامن الخلل في مفاصل القطاع ،والسبب يعود الى الخوف والتخوف من السلطة الامر الذي تحول فية الاعلام الى ألة طيعة بيد ( أبن الطاغية ) الذي اخذ يتلاعب بالاتجاهات الرياضية والشبابية وفقا لرغباته ونزواته المريضة وأهوائه الشخصية التي كانت تفتقر الى الروح الرياضية والاخلاقية ،بل انها كانت مشبعة بروح سادية انتقامية جعلت من مسيرة الرياضة في العراق محطمة وعاجزة عن التقدم الى الامام بل اعادها خطوات وخطوات الى الوراء. وكان للاعلام الرياضي حصة كبيرة من هذه السيادية حيث تم توظيفه بشكل مسرف ومركز على شخص ( عدي الموتور) محاولا تحسين صورته ( المشوهة ) بأنه كان راعيا للشباب والرياضة ومهتما "بكل تفصيلاتها ومجندا بنفس الوقت الاقلام الرخيصة الماجورة التي اخذت تكتب بما يشتهيه هو خلافا لحقيقة الواقع الرياضي الذي يرزح تحت وطئة الظروف القاسية وبذلك اصبح ذلك الاعلام بعيدا " عن الواقع ومبتعداً عن هموم ومشاكل الشباب والمفاصل الرياضية ، الامرالذي اصبحت فيه الفجوة تتسع بين الواقع الرياضي المتردي برجوازية الاعلام المزيف الذي يحاول تحسين الصورة ولايستطيع . واثر هذه التراكمات والانحلالات التي شهدها الاعلام الرياضي في الفترة السابقة ، ظهرت طبقة من الاعلاميين الذين اخذو يعتاشون على فتاة موائد (سيدهم) باقلامهم التي شحذوها لتمجيد انجازته المزيفة بقطاعي الرياضة والشباب وهم يروجون لافكار الظالة التي هي بعيدة كل البعد عن التوجه الرياضي وبما يتطلبه هذا القطاع من اهتمام ورعاية كبيرين . وقد ابتعد هؤلاء الاعلاميون عن دورهم الرئيسي المتمثل بتغذية الافكار البناءة بالمفاهيم والقيم التي تساهم في تقدم المسيرة الرياضية والشبابية ولحسن الحظ ان تكون هذه الطبقة من الاعلاميين قليلة ومحصورة وقد تحللت بعد سقوط النظام السابق واختفت من الساحة الاعلامية .. فشهدت المرحلة اللاحقة نوع من الانفتاح السياسي والاعلامي ، مما يتطلب من الاعلامي وخصوصا ً الرياضي الاستفادة من هذا الانفتاح وتوظيف مبدا الشفافية لمصلحة الاعلام وابراز الحقيقة والابتعاد عن الاخطاء ،لان الكلمة الواحدة قد يكون لها تأثير كبير ً في الاوساط العامة وتعتبر سلاح ذو حدين ، فأنها قد تقتل فكرة او تعطل مسيرة او تنسف انجازا او انها قد تدعم رأيا او تعزز موقفا او تطور حالة . فمثل هذا الاعلامي الذي يضع الكلام في موضعة ويدرك مدى تأثير الكلمات في النفوس وهو يشخص الحالات السلبية وينبه الاخرين عن اخطارها . وأنه بهذا العمل يكون مصداقاً للاية الكريمة ( ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا ) ولايمكن ان يكون الاحياء جسديا ًفقط ، وانما فكريا ،وثقافيا , واخلاقيا ايضاً. حيث لايمكن بأي حال من الاحوال الاستغناء عن الاعلاميين السابقين بل على الاعلاميين الجدد الاستفادة من تجارب هؤلاء وخبراتهم المتراكمة وتوظيفها بما يتناسب والحالة الجديدة التي يعيشها الوسط الرياضي الجديد الذي بدأ ينفتح على العالم ويتطلع على تجاربه في المحافل الرياضية وهو يحقق انجازات مهمة ومتقدمة . ولاننسى دور الشباب في تطور الحركة الرياضية لانهم الجزء الاهم والمهم في تركيبتها ونرى ان على الاعلامي ان يسلط الضوء على الشباب ويكتشف مواهبه ويدفعهم نحو طريق النجومية والتألق واحياء دورهم الكبير في تعزيز المسيرة الرياضية العراقية وليس هذافحسب بل ان للشباب ادوار اخرى قد تمتد الى مفاصل متعددة وبالاخص المفصل السياسي الذي يتمحور مع شريحة الشباب المثقف الواعي ليحرك فيهم الدافع الوطني والغيرة على بلادهم والتي عملت سياسات النظام البائد الطائشة على اضعافها ومحاولة القضاء عليها فهناك علاقة تفاعلية ايجابية بين الوسط الشبابي المثقف الواعي وبين ذلك المفصل السياسي وهذه العلاقة لها دور كبير في احياء المبادرات التي اطلقتها وتطلقها الجهات الرسمية لاسيما مبادرة المصالحة الوطنية التي اطلقها دولة رئيس الوزراء الدكتور نوري المالكي حيث جاءت لتعزز من التلاحم ما بين مكونات الشعب العراقي وعدم الانجرار وراء الفتن الطائفية وتفويت الفرصة على المغرضين من التكفيريين وازلام النظام السابق من الصداميين المجرمين الذين ينفخون في رماد الحرب الاهلية وايقاف عجلة التقدم والتطور للعراق واعادتها الى الوراء وقد لاقت هذه المبادرة تأييد واسعاً وكبيراً وعلى كل المستويات وفي كل الاوساط . واخيرا على شبابنا الواعي الذي نعرف قدراته ومساحة تاثيرة الواسعة والكبيرة ان يكون متفاعلاًمع الحكومة لتجسيد طموحات ابناء الشعب وان يرسخ مفهوم المصالحة الوطنية في الاوساط العامة وان يروج لافكارها لانها تخدم الصالح العام وتحمي الشعب من الفتن والمؤامرات التي تحاك ضده من قبل اعداءه وعليه ان يتبنى عملية البناء لكل مفاصل الدولة وهو بذلك يجسد مبدأ الدفاع عن الوطن من الداخل وهذا ما تمناه له ونأمل ان يتبنى الاعلام بشكل عام واعلام الرياضي بشكل خاص عملية التهيئة لحملةوطنية من اجل تعبئة الرأي العام في هذا الاتجاه واعلموا بأن جسامة الاحداث لاتزيد المؤمنين الا ايمانا ،وثباتا ً وان المستقبل لكم ونحن متفائلون من ذلك وان غدا ً اناظره قريب .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |