المثقفون العراقيون يقدسون العلم العراقي ويحتقرون العلم البعثفاشي

 

بيــــــــــــــــــــــان

بروفيسور دكتور عبد الإله الصائغ

assalam94@hotmail.com

يدور هذه الايام في العراق صراع مفتوح وصريح بين القوى الوطنية والعلمانية وبعض رجال الدين المتنورين من القوميات والاديان والشرائح الاجتماعية كافة من جهة, وبين بقايا شراذم البعثيين والقوميين الشوفينيين, والظلاميين من الذين استغلوا الدين لاغراضهم السياسية ومطامعهم الضيقة من جهة اخرى حول استمرار رفع العلم البعثفاشي كونه رسميا العلم العراقي الرمز الوحيد للدولة العراقية الحالية. ونحن المثقفين العراقيين من اشد الناس تقديسا للعلم العراقي واحتراما لدلالاته الوطنية ولكن اعطونا علما عراقيا وارفعوا عن صدورنا وذاكرتنا الجمعية هذه الخرقة الملوثة التي صنعها البعثيون الفاشيون ! ونحن نتساءل كيف يكون العلم البعثي علما رسميا للدولة العراقية الديموقراطية ؟ هل جاء البعثيون من خلال صندوق الاقتراع ؟ هل صار صدام حسين رئيسا للعراق بقرار جماهيري برلماني ؟ هل العلم البعثي مصنوع بايادي عراقية وهل وافق عليه برلمان عراقي شرعي قانوني ؟ من اين لكم ايها السادة ان تثبتوا ان خرقة البعث والدم والجريمة والعهر هي العلم الرسمي للدولة العراقية ؟ وان على العراقيين احترام شرعيتها ورفعها في كل مكان ؟ من أين استمد العلم الصدامي البعثي شرعيته ؟ وكيف نفرض على ذوي الشهداء والمغيبين والمعوقين احترام علم فاشي لم يحترم العراقيين ؟؟!! والسؤال الاخير هو لماذا اسقط البعثيون علم 14 تموز 1958 الذي كان يرمز الى العراق والعراق فقط ؟ اي لماذا لم يحتج المحتجون وقتها على النظام البعثي الذي انزل علما شعبيا جماهيريا ووضع محله علما حزبيا عنصريا شوفونيا ؟ . اننا نحيي موقف المثقفين العراقيين التقدميين المبكر والشجاع لاسقاط العلم الفاشي الصدامي ورفض المسوغات المنهزمة التي تدعوا الى شرعنة هذا العلم الفاشي الذي صنع خارج العراق وبأيدي غير عراقية ! ونتفهم موقف الشعب الكوردي الشجاع من علم الجريمة والضحايا المليونية بعدم استطاعتهم الأنضواء تحت علم زمن ما قبل 9 نيسان 2003:! إن اسقاط العلم البعثي الذي ارتكبت تحت ظلاله جريمة حلبجة وقتل آلاف الاطفال والنساء والشيوخ في الانفال وجرت مجزرة الدجيل وتجفيف اهوار العراق وابادة السجناء السياسيين في السجون ومعسكرات الاعتقال ,والمقابر الجماعية في جنوب العراق ووسطه ! إنما يعبر يقينا عن طموح العراقيين الذين اجتووا بشؤوم علم صدام الفاجر .

نحن المثقفين العراقيين بمختلف القوميات والشرائح الاجتماعية نذكر اصحاب الضمير الحي كافة بان المقابر الجماعية في العراق اقيمت تحت ظلال هذا العلم رمز الاضطهاد والجريمة المنظمة والاذلال. ونذكر العالم العربي, والاسلامي والمجتمع الدولي, بان اغتيالات ثورة تموز المجيدة , وانتفاضة آذار 1991, وانتفاضات الفلاحين والعسكريين الشرفاء كانت الرحم غير الشرعي وحاضنة هذا العلم الذي حول العراق من اغنى بلد في العالم الى افقر بلد في التاريخ ! افقر بلد يعاني الحرمان حتى من الماء في وادي الرافدين والكهرباء في بلد البترول والخيرات ونحن لفيف المثقفين العراقيين, نذكر العالم اجمع بان الحرب الايرانية العراقية المشوؤمة (قادسية الموت) جرت تحت خفقات ذلك العلم شأنها شأن العدوان على الشعب الكويتي واجتياح الكويت الشقيق. الى هذا فان كل الحروب النرجسية الداخلية التي شنها النظام البعثي النازي ضد الشعب العراقي بقومياته وشرائحه كافة كانت تحت ظل هذا العلم المشوؤم. ونذكر ايضا بان محاولات كثيرة جرت لتغيير هذا العلم طبقا لما نص عليه الدستور العراقي الجديد الا ان تحالف وتآلف البعث الساقط وقوى الظلام في المليشات المسلحة الطائفية وقسم من المسوؤلين في السلطة الحاكمة الحالية بكل أسف وحزن اجهضت تلك المحاولات طيلة السنوات التي مرت على اسقاط الدكتاتورية المقيتة, مرة بحجة "لم يحن الوقت لذلك" ومرة بحجة ان انشغال العراقيين بضحايا الارهاب والنقص المروع بالخدمات الصحية والغذائية والسكنية والأمنية أهم من العلم وتغيير العلم ! وثالثة بحجة الكلمتين المقدستين (الله اكبر) اللتين خطهما الطاغية بيده الآثمة, اقحاماً للدين المقدس لغايات فاشية نجسة , الامر الذي نرجو من علماء الدين الطيبين والمعنيين المتنورين الانتباه الى ذلك مستقبلا فأي طاغية في التاريخ يذبح شعبه ويتمنى الخلود من خلال المزايدة على الدين والوطنية والموروث فهل نجح صدام حسين في تخليد جرئمه من خلال علم غير شرعي وغير مقدس وغير عراقي .  نحن المثقفين العراقيين التقدميين ندعوا جميع القوميات والشرائح العراقية والاحزاب الوطنية المختلفة للوقوف جبهة وطنية موحدة من اجل اسقاط العلم البعثفاشي واقرار علم ونشيد جمهوريين لكل العراق والعراقيين.

ايها المثقفون العراقيون المعركة السياسية والفكرية والاخلاقية حول بقاء او اسقاط العلم البعثي الحالي تجري بين جبهتين لا ثالثة لهما: بين القوى الوطنية التقدمية الديموقراطية من جهة وبين قوى الظلام والشوفينية من جهة اخرى ونحن لا نشك قط بان حضارة وادي الرافدين كفيلة بوقوف المثقفين العراقيين جميعا مع تغيير هذا العلم باسرع وقت ممكن. ان تغيير العلم البعثي الحالي رمز لانتصار الارادة العراقية الموحدة من اجل عراق ديموقراطي فدرالي موحد.

اننا ندعو الجميع للتوقيع على هذا البيان فالانتصار في هذه القضية المبدئية سيفتح المجال لانتصارات لاحقة في سبيل الديموقراطية والامان وتعزيز استقلال الدولة العراقية الجديدة.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com