|
نور المستضعفين .. بدر النصف من شعبان جعفر عبد العزيز الصفار - تاروت أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات الممزوجة بعبق الولاية لأهل البيت لجميع الموالين والشيعة الخلّص بهذه المناسبة العظيمة ألا وهي ليلة النصف من شعبان تلك الليلة التي باركها الإمام المهدي بساعة ولادته فيها.. فهاهي سماء الوجود تزدان ببدر النصف من شعبان.. وتتلألأ النجوم البرّاقة كبساط مُطَرز بالحليَ والجواهر يكسو سواد السماء بحلّة رائعة.. لينزل نوراً كالشهاب الثاقب كلمح البصر يستقر في ارض سامراء.. لتشع الأنوار وتنزل البركات ببركة المولود المبارك «خفيّ المولد»..
مولد الإمام المنتظر :
ففي هذا الليلة المباركة تُبشر السماء أهل الأرض بولادة عين الحياة صاحب العصر والزمان «الإمام المنتظر » روحي له الفداء.. في ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين من الهجرة عند السحر كان مولده الطاهر . ذلك الإمام المغيبّ الموعود بالظهور في آخر الزمان والذي قال في حقه الرسول الأكرم : «سيكون بعدي خلفاء , وبعد الخلفاء أمراء ,ومن بعد الأمراء ملوك, ومن بعد الملوك جبابرة, ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورا». وعن الإمام محمد الباقر انه قال: «يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم, فطوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان, أن أدنى ما يكون لهم من الثواب أن ينادي بهم الباري جلا جلاله فيقول:عبيدي وإمائي آمنتم بسري وصدقتم بغيبتي, فابشروا بحسن الثواب مني ,ي عبيدي وإمائي حقا منكم أتقبل وعنكم أعفوا ولكم اغفر وبكم اسقي عبادي الغيث وادفع عنهم البلاء, لولاكم لأنزلت عليهم عذابي».
ليلة النصف من شعبان..
مـن منا لا يريـد أن يستعيد إنسانيته.. التي فقدها بـارتكاب بعض الذنـوب والمعاصي.. حتى وأن كـانت صغيرة.. فكل صغير يكبر.. فلنبـادر فـي هـذا العيـد.. عيـد الإنسانية.. بالتوبة.. فالليلة النصف من شعبان ليلة مبـاركة وعظيمة عنـد الله... لما فيها من الأجـر العظيم لمن يقـوم فيها بالعبادات.. والمستحبات.. وتعتبر عيـداً من أعيـاد الأمـة الإسلامية.. فكـل صغير وكبير.. من أطفـال ونسـاء ورجـال يقيم في هـذه الليلة من احتفالات.. وارتـداء أجمل الأثـواب.. واستخدام أروع العطور.. وتزين البيوت والشوارع...وترتفع الأهازيج الولائية.. حيث يفـوح فيهـا ذكـرى ميـلاد الأمـام المنصور المهدي المنتظر ( عج).. فتنزل فـي هـذه الليلة الرحمـات الإلهية.. فعلينـا استغلالهـا في التعبـد والاستغفار... فقد روي عن الصادق جعفر بن محمّد أنه قال: «إذا كان ليلة النصف من شعبان أذِن الله تعالى للملائكة بالنزول من السماء إلى الأرض، وفتح فيها أبواب الجنان، وأُجيب فيها الدعاء، فليُصَلِّ العبد فيها أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرّة وسورة الإخلاص مئة مرّة، فإذا فرغ منها بسط يديه للدعاء وقال في دعائه: اللهمّ إنّي إليك فقير، وبك عائذ، ومنك خائف، وبك مستجير، ربِّ لا تُبدّل اسمي ولا تغيّر جسمي، وأعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ برحمتك من عذابك إنك كما أثنيتَ على نفسك، وفوق ما يقول القائلون، صلِّ على محمّد وآل محمّد وافعل بي كذا وكذا، ويسأل حوائجه فإن الله تعالى جواد كريم»، وروي أنّ مَن صلّى هذه الصلاة ليلة النصف من شعبان غفر الله سبحانه ذنوبه، وقضى حوائجه، وأعطاه سُؤله... روي أيضا عن الصادق قال: سئل الباقر عن فضل ليلة النصف من شعبان فقال هي أفضل الليالي بعد ليلة القدر فيها يمنح الله فضله ويغفر لهم بمنه فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها فإنها ليلة آلى الله عز وجل على نفسه أن لا يرد سائلا فيها ما لم يسأل الله المعصية.
يا صاحب الزمان.. أنت النور الذي ترسم على وجوه المسلمين.. وبظهورك تكمل الفرحة بقلوب المؤمنين.. يا صاحب الزمان.. أنها قلوب المؤمنين الموالين.. تناديك تشكو من ظلامه المجرمين.. بميلادك تغرد الطيور وتشتاق للرحيل.. وتستغيث بك اليتامى بالعويل.. فيا مهدي عجل وأدركنا بالدليل.. فأليك يا مهدي نبعث التهاني.. في يوم تكثر فيه صدق الأماني.. وتطوى عليه حياة التفاني.. ومنه العبد الفقير ينادي.. باسم ظهور الحق يا إمامي.. مهديّنا يا نفحة علوية وسحابة.. سارت على درب القفار...إني انتظرتك ساعة حتى عشقت الانتظار.. متى تأتي.. وتعلو عرشك المسلوب بالغدرٍٍٍٍٍٍ..وتخرج صرخة القلب.. وتمسح دمعة العين..وترفع عن التراب كل الأيدي السوداء والنجسة.. متى تأتي..؟ فكل الكون في شغف.. وفي حب..أيا إطلالة البدر.. ويا عشقا.. ويا أملاً.. ويا فجر الليالي العشرٍٍٍ.. ويا نور اً يداعب ظلمة اليأسٍ.. متى تظهر..؟؟ وتغسل كل أحزاني.. وتجعل صمتنا نهجاً.. وتجعل نهجنا علماً.. سيدي...لازلت أتلوا العهد الذي قطعته على نفسي كل صباح..لأجدد بيعتي لك وولائي..فهل ستقر عيني بلقياك..وهل ستفيض روحي شهيدة بين يداك..مشتاق أنا وشوقي يشتعل بين الضلوع.. كفتيل ذائب من الشموع.. سيدي يا صاحب الزمان لقد طال الشوق فما أجمل الانتظار لدولتكم الكريمة وما أجمل العبادة في انتظاركم.. سيدي يا صاحب الزمان عجل اللهم لك الفرج بظهوركم الشريف طال حزني وهيامي بكم...في كل عام انتظر دولتكم وانتظر الشهادة بين يديكم وتحت لوائكم فمتى!! فقد طال بنا الانتظار.. متى سيدي تظهر وتقيم العدل فقد ساق الأرض فسادها العميم واكتساها الفسوق والعصيان تركت أصول وقواعد ثابتة القوى ولجأت لسفا سف الأمور تلبسها وتغطي عما تفعله....لا عدل إلا في دولتكم المهدوية عجل يا فرج الله.. نحتاج إليك احتياج الغريق للنجاة... نحتاجك احتياج الأرض لوابها لتخضر... نحتاجك كما تحتاج الأرض لسمائها التي لا تنفصل عنها للأبد.. يا صاحب الزمان.. أيها الثائر بوجه الظلم والطغيان.. أرضنا تموج بالحروب... مقدساتنا تهتك...تسلب النساء.. تقتل الأطفال.. «اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا ، حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين». عجل يا فرج الله.. نسأل الله الثبات على مذهب أهل البيت .. - فهاهي الأرض تستغيث به ليغدق غيث ظهوره؛؛ وهاهي أفواه المظلومين والمحرومين في غياهب سجون الحياة ترفع أصواتها بتعجيل الفرج والنصرة؛؛ وهاهي جنود مجنّدة مستعدة على أن تهب أرواحها وكل ما تملك لأجل إعلاء رايته الخفاقة.. الأنظار في ترقب؛؛ والأفئدة في لهفة؛؛ ويبقى وهج الانتظار لا يخبو. فـ«كلمّا غاب عَلَمٌ بدا عَلَمٌ، وإذا أَفَل نجمٌ طلع نجم» ليظهر الإمام الحجة ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئت جوراً وظلماً.. نسأل الله وإياكم أن نكون من أنصاره وأعوانه والمقاتلين تحت لوائه والمستشهدين بين يديه فأفضل الأنصار بعد أنصار الإمام الحسين هم أنصار الحجة «عجل الله له الفرج وسهل له المخرج».. وألف سلام وتحية عليك يا إمام العصر والزمان أيها الطالب بدم المقتول في كربلاء ويا إمام الإنس والجان ورحمة الله وبركاته.. ونسأل الله العلي القدير أن يُعجِّل في ظهور الإمام المهدي وأن يجعلنا من أنصاره وأعوانه والمقتدين به... وكـل عـام وأنتـم بخير.
|
|||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |