|
في الذكرى السنوية لرحيل والدي عادل سليم شه مال عادل سليم انشودة الصامدين انا ذالك الاسير الذي تضئ شمس الفكر دربه خطواتي تقطع خيوط سلسلتي وسط الوف الحلقات من الشباك الدقيقة انا ذالك الاسير الذي لا يفقد خلف الاسوار الفولاذية افق اماله المشرق لقد سطرت على صفحة السماء باللهيب الاحمر فقرات دستور عقيدتي انا ذالك الاسير اهدافه قبلة الجميع فليكن طريقي القويم رهيبا ومليا بالاشواك ستصبح الاشواك زهورا ويغدو الخوف هدوءا ودعة لما ابغيه ما دامت قوة الاكثرية من الشعب تسند ظهري ﴿ عبدالله ﮔؤران﴾ ماثر في سفر نضالي مجيد .... في بيت كبير وفي محلة خانقاه باربيل ولد الخالد عادل سليم في 15 كانون لاول سنة 1926، كان والده الحاج سليم تاجرا للاقمشة وخبيرا بنوعية التبوغ وتصنيفها، في 1933 دخل عادل سليم المدرسة المظفرية الابتدائية واكمل الدراسة فيها ثم انتقل الى المرحلة المتوسطة والثانوية، ويشهد اقرانه على ذكائه واجتهاده حتى اعفي من اداء الامتحانات النهائية للصف الرابع الثانوي وارسل تقديرا له مع عدد من الطلبة الاوائل الى مصيف سرسنك لقضاء 20 يوما على نفقة الحكومة في حينها .................... كان عادل سليم مناضلا وطنيا نشطا انخرط مبكرا في الحركة الوطنيه الكوردية منتميا اولا الى منظمة﴿ دار كه ر ﴾* ....ومن ثم حزب هيوا منذ ان كان طالبا في المتوسطة ومن ثم كومه لي ميلله ت و(يه كيتى تيكوشين، وحدة النضال) .. وكان ايضا عنصرا بارزا في ﴿ حزب شؤرش – حزب الثورة ﴾ في كوردستان العراق الذي تم تاسيسه في عام 1943 على يد مجموعة من الماركسيين الاكراد ومنهم ﴿ الخالد صالح الحيدري والخالد موسي سليمان والخالد نافع الملا يونس افندي والخالد شيخ محمد محمد الملقب ﺒ﴿ شيخه شه ل ﴾ واخرون ﴾ واصدروا حينئذ جريدة لهم باسم ﴿ شورش﴾..... وقد ظل هؤلاء الثوريون الاكراد يواصلون عملهم حتى صيف 1946 حيث انضمت غالبيتهم وبعد حل حزب شورش ورزﮔﺎرى الى الحزب الشيوعي العراقي ... ومنذ ذالك الوقت وحتى يوم استشهاده بقى عادل سليم يعمل في صفوف الحزب ووضع خلال 32 عاما من عمره النضالي كل طاقاته في خدمه الحزب والوطن والناس... كان عادل سليم كاتبا سياسيا جيدا حيث كتب العديد من المقالات السياسية باسمه وباسماء مستعارة وكان رساما جيدا ايضا وله دور ونشاط بارز في الصحف والمجلات الكوردية ولقد تكلم باسم حزبه في عدد من المناسبات والاحتفالات كما كان قارئا ومتابعا جيدا، لقد كان عادل سليم محبا للحياة متواضعا ازاء الناس حانيا عليهم ومضحيا في سبيلهم وتلك صفات اهلته لان يحتل مكانة اثيرة في قلوب اصدقائه ومعارفه وجماهير مدينته ........ كتب مقالات كثيرة في جريدة ﴿ ئازادى ﴾ لسان حال الفرع الكوردى للحزب الشيوعي العراقي واول صحيفة سرية كوردية صدرت تحت اشراف الخالد ﴿ ملا شريف عثمان اربيلي ﴾(1) والتى تواصلت صدورها بصورة سرية الى ما بعد ثورة 14 تموز المجيدة وفي الاول من ايار عام 1959 صدرت بصورة رسمية وعلنية ونال الخالد نافع يونس(2)حقوق الامتياز لها والى يوم اغلاقها في عام 1960 . وسرعان ما تحولت ﴿ئازادى ﴾ الى جريدة واسعة الانتشار وقد لعبت دورا تحريضيا وتثقيفيا كبيرين وباتت وسيلة الحزب المباشرة للاتصال بالجماهير وبالمنظمات والاحزاب الديمقراطية الكوردستانية والشخصيات الوطنية . و يجدر التاكيد هنا على دور الشهداء الابطال ﴿ الخالد جمال الحيدري والخالد عبدالله ﮔﻮران والاساتذة كاكه حه مه ى ملا كه ريم وحسين عارف ود. عزالدين مصطفى رسول والشاعر الكبير المناضل احمد دلزار واخرون من الجنود المجهولين﴾ في الصحافة الكوردية السرية والعلنية .. عقب ثورة 14 تموز المجيدة ارسل عادل سليم الى كركوك والسليمانية، حيث اعتقل هناك مدة تسعة اشهر، وعاد بعدها الى اربيل، ليعتقل ثانية اوائل سنة 1962 في احدى شوارع كركوك من قبل دوريات الامن ليبقى رهن السجون والمعتقلات حتى 1965 .......وبعد خروجه من السجن التحق برفاقه الانصارفي منطقة ئاوه ﮔﺭد وعمل معهم بجد ونشاط حيث كان ينتقل بنشاط من منطقة الى اخرى لتنفيذ المهمات الحزبية ...... وفي عام 1969 ارسل الى موسكو وبعد ان اكمل دراسته بالتفوق عاد الى كوردستان، وفي اواسط اذار 1972 اصبح عادل سليم احد ممثلي الحزب في لجنة العلاقات مع القوى الوطنية وفي عام 1974 رشحه الحزب ليكون احد ممثليه في المجلس التنفيذي لمنطقة كوردستان، فاصبح امينا عاما لادارة النقل والمواصلات وبقى في وضيفته لغاية تشرين الاول 1977 حيث احيل على التقاعد .... استشهد في 12 / 9 / 1978 حيث كان في طريقه الى اربيل بعد تنفيذ مهمته الحزبية في مدينة كركوك ........
...... عادل سليم ..في ذاكرة الرفاق والاصدقاء ........ يقول الفنان التشكيلي الاستاذ منير العبيدي :- .... في أواخر العام 1976 بلغت من قبل منظمة الحزب الشيوعي العراقي في محافظة ديالى بأنني مرشح لأن أكون ضمن وفد للسفر إلى بلغاريا للإطلاع على التجربة البلغارية في مجال البناء والتنظيم ، وبعد أيام من هذا التبليغ وأيام أخرى تسبق السفر كنت في بغداد لكي ألتقي بأعضاء الوفد الآخرين الذين مثلوا مناطق العراق الخمسة تنظيميا : بغداد ، إقليم كردستان ، الجنوبية ، الفرات الأوسط والمنطقة الوسطى التي كنت ممثلا عنها ، وقد قام مسؤولون في مقر اللجنة المركزية للحزب بتعريفنا على بعضنا البعض وعلى ممثل إقليم كردستان والذي هو ، في نفس الوقت وبسبب مركزه الحزبي المتقدم ، سيكون رئيس وفد الحزب الشيوعي العراقي إلى بلغاريا ، ولم أكن بحاجة لأن أتعرف عليه لأنني عرفته قبل ذلك : إنه الرفيق عادل سليم . في احد أيام الخريف الساحرة كانت الطائرة البلغارية قد أقلعت بنا من مطار بغداد الدولي متوجهة صوب الغرب عبر الأراضي التركية الشاسعة ، طوت بنا أراض شاسعة متعددة الألوان من سهول وحقول وجبال وحين دخولنا الأجواء البلغارية كانت السماء مغطاة تماما بالغيوم . كانت الشمس مشرقة في الأعالي تلقي بضوئها الساطع على الغيوم ناصعة البياض من تحتنا وكنا كمن يطير فوق قمم الجبال المغطاة تماما بالثلوج ، وحين اقتربنا من العاصمة البلغارية صوفيا بدأت الطائرة بالهبوط مخترقة الغيوم التي تحتنا وسادت دقائق من عدم الرؤية ، ثم بانت من تحتنا صوفيا العاصمة مبللة بالمطر وقد كنت انظر من النافذة إلى الشوارع التي تلتمع منعكسة فيها مصابيح السيارات ، كانت معالم المدينة تكبر وتزداد وضوحا كلما اقتربت الطائرة التي تقلنا من الأرض . بعيد ذلك بدقائق كنا نجلس في قاعة المطار في صوفيا وكان المطر في الخارج ينزل مدرارا . في قاعة الاستقبال في المطار كان في استقبالنا مرافق الوفد الذي كان جنرالا في جيش المقاومة البلغارية ضد الاحتلال النازي ، قدمه لنا مترجم شاب يقوم بمهمة الترجمة من البلغارية إلى العربية والعكس وكان يتحدث أيضا الإنكليزية والروسية ، وسنرى فيما بعد في علاقتنا المتوطدة كيف أن هذا الجنرال السابق والذي كان دائم الابتسام ، لا زال يحسن استخدام ميله للانضباط والدقة الممزوج بالمودة والحرص ، وكيف إن بعضنا على الأقل كان بحاجة إلى مثل هذا الانضباط . قادنا مرافقنا الى الفندق الذي سنقيم فيه في قلب العاصمة البلغارية صوفيا وتسلم كل واحد منا مفتاح الغرفة التي سيقيم فيها وقبل أن يودعنا مرافقونا لكي نرتاح من عناء السفر ألقى علينا الجنرال عبر المترجم خطة اليوم التالي : الاستيقاظ ، الفطور ثم المغادرة لحضور إحدى اللقاءات ولزيارة مؤسسة ومدرسة ما ، كان كل شئ مخططا بالساعة والدقيقة ، مما سيتكرر طيلة أيام مكوثنا في العاصمة البلغارية والمدن الأخرى التي قمنا بزيارتها . في قاعة الفندق في الطابق الارضي كان يقع مطعم الفندق وفيه يكون لقاءنا اليومي من الصباح الباكر ، مائدة الفطور تكون معدة مسبقا ويكون الجنرال قد سبقنا في الحضور وبعد تناول الفطور نغادر بسيارة الباص الصغيرة إلى حيث خطط لنا أن نزور . وفي خلال هذه الفترة القصيرة التي دامت أكثر بقليل من أسبوع واحد ومنذ اليوم الأول توطدت العلاقة بين أعضاء الوفد بشكل عام وعلاقتنا برئيس الوفد بشكل خاص ، كنا نجلس في غرفة احدنا وفي إحدى صالات الفندق نتبادل الحديث والتعليقات والطرف ، وفي هذه الأيام القليلة تعرفت على خصال الرفيق عادل سليم عن كثب بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ، وكان انطباعي الذي نشأ في اللحظة التي استمعت إليه عبر وسائل الإعلام ، بساطة التعبير والصراحة والصدق قد ترسخ ولم يعد أمامي شك بأن هذا الرجل من الشفافية بحيث لا يمكن أن يكون له موقفان معلن ومموه وانما كان يقول ببساطة كل ما يفكر فيه كما وجدت أنه قادر على أن يصوغ أفكاره بأبسط طرق التعبير المتاحة للفهم حتى بالنسبة للناس البسطاء ، وبالرغم من اللغة العربية لم تكن لغته الأم ، وهي شئ اعتدنا أن لا نوليه حينذاك أي قدر من الأهمية كما لو أن معرفة اللغة العربية بالنسبة للشخص الكردي أمر بديهي بنفس قدر لا ضرورة تعلم الكردية للشخص العربي ، أقول رغم ذلك كان قادرا على التعبير بواسطة اللغة بشكل يحسده عليه الكثير من العرب . يقول الخالد اسعد خضراربيلي : – تعرفت على الشهيد عادل سليم عن القرب بعد ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958 مباشرة حيث كنا نعمل في هيئة حزبية واحدة وهي﴿ اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي﴾ في محافظة اربيل وكان الرفيق الشهيد﴿ نافع يونس﴾ المحامي سكرتير اللجنة المحلية انذاك وعملنا سوية قي هذه الهيئه الحزبية لمدة اكثر من 3 سنوات لحين ابعادي الى الكوت عام 1962 . كان عادل سليم رفيقا مبدئيا وجريئا في طرح ارائه ومواقفه وكرس جل حياته للدفاع عن الحزب وسياستة لتحقيق طموحات واماني شعبه العادلة كان الشهيد عادل مناضلا باسلا اتصف بالهدوء والشجاعة تعرض للملاحقة والاعتقال والتعذيب الوحشي عدة مرات ......... كان الشهيد كاتبا ممتازا كتب المقالات العديدة في الجرائد والمجلات والتي فضح فيها تنامي النشاط الرجعي للحكومات المتعاقية ﴾﴾ .......... يقول الرفيق احمد قادر بانيخيلاني :- ..... في اوائل الستينيات تعرفت بالفقيد عندما كان مسؤولا لمنظمة الحزب في السليمانية، ثم جاء الى كركوك وعمل في مكتب اقليم كوردستان وفي منظمة الحزب بكركوك . وفي هذه الفترة بدا الحكم حملته ضد رفاقنا واصدقائنا،فاعتقل عادل سليم في احد شوارع كركوك من قبل احدى دوريات الامن . وفي السجن دافع كشيوعي مناضل عن الحزب وسياسته . بعد خروجه من السجن سنة 1965 التقيت به مرة ثانية وكان يعمل بجد ونشاط بين صفوف رفاق مكتب اقليم كوردستان، ويعد تقارير لجنة الاقليم الى الكونفرنس الحزبي الاول في المنطقة، الذي عقد في ايار 1966 وخلال تلك الفترة وبعدها عمل عادل سليم بين صفوف الانصار في مناطق (كويسنجاق وﮔﻪلا له وبهدينان والموصل) ... وكان ينظم الامور الحزبية ويساعد اهالي القرى ويعالجهم، وقد سماه الاهالي بالدكتور عادل ..
يقول الشاعر احمد دلزار:- ...... تعرفت على عادل سليم في سجن اربيل سنة 1948.... كان عادل شابا ذكيا ونشطا وعندما كان يشعر بالفراغ، يبدا بقراءة عدد من الجرائد ويشرحها للموقوفين بشكل واضح، كما كان ينفذ جميع الاعمال الموكلة اليه بجد ونشاط ...... بعد ثورة 14 تموز 1958 التقيت به في اربيل وكان كادرا حزبيا ومساعدا للرفيق نافع يونس . وفي سنة 1965 التقيت به مرة اخرى بين صفوف الانصار في كوردستان، وفي اواسط اذار 1972 وعندما بدا حزبنا يمارس نشاطه العلني اصبح الرفيق عادل سليم احد ممثلي الحزب في لجنة العلاقات مع القوى الوطنية ومسؤولي الدولة ..وفي عام 1974 رشحه الحزب ليكون احد ممثليه في المجلس التنفيذي لمنطقة كوردستان، فاصبح امينا عاما لادارة النقل والمواصلات وبقى في وظيفته لغاية تشرين الاول 1977 حيث احيل غلى التقاعد وذالك بسبب انتقاداته الجريئة والمستمرة للبعثيين حتى دفع دمه ثمن مبادئه وشجاعته النادرة ......... !! وفي المؤتمر الوطني الثالث لحزبنا المنعقد في ايار 1976 انتخب عادل سليم عضوا احتياطا للجنة المركزية..
يقول المناضل قادر رشيد :- .. مع بداية الحملة الشوفينية البعثية على حزبنا ورفاقنا في اواسط عام 1978 تعرض منظمة حزبنا في كركوك الى ضربة قاسية وجراء ذالك الضربة انهارت معنوية عدد من رفاقنا حيث استسلموا للبعث وان سكرتير اللجنة المحلية في كركوك قد ترك الحزب مع بداية الهجمة البعثية، لدرجة ان هؤلاء القتلة قد حصلوا على معلومات شبه كاملة عن المنظمة والحياة الحزبية فيها وعن الكوادر واعضاء واصدقاء الحزب في المدينة .... فنادرا ما كنا نجد شخصا معروفا ولم يعتقل، وان الذين لم يعتقلوا هم فقط اولئك الذين كانوا خارج المدينة ولديهم المجال للاختباء والاختفاء ...... وبارغم من ان دوائر الامن والبعثيين كانوا يجبرون رفاقنا على التخلي عن الحزب، الا انهم لم يكونوا واثقين من ولائهم للبعث، فكانوا يجبرونهم على تناول سموم مميتة ويضعون البعض تحت المراقبة وبعكس اكثر مدن الاخرى، حيث كانوا يجمعون الرفاق والاصدقاء في احدى المدارس في كل اسبوع مرة واحدة على الافل ويسجل اسماء الحاضرين كما هو متبع في السجون عند تعداد السجناء، وفي حالة غياب احد من هؤلاء يقوم عناصر الامن بالبحث عنه والقاء القبض عليه واحضاره للتحقيق معه حول سبب غيابه، ولوتمكن احدهم الافلات منهم فان عائلته يتعرض للاستجواب والملاحقة ..... وقد تم اغتيال مجموعة من رفاقنا من الكوادر العمالية، لتخويف وارهاب الجماهير ورفاقنا الاخرين، وان عددا من رفاقنا في شركة النفط لايزال مصيرهم مجهول، وان العناصر القيادية التي يتمتعون بالجراة وينتقدون البعث واعمالهم المشينة والغادرة، يتم القضاء عليهم، ويجبرون على الاستقالة من وضائفهم ..... على سبيل المثل لا الحصر كان الرفيق عادل سليم عضو اللجنة المركزية للحزب وعضو المجلس التنفيذي للحكم الذاتي وعضو في لجنة الجبهة مع البعث ...في عام 1977 ازاحه البعث بالقوة واحيل على التقاعد بمرسوم جمهوري صادر من الحكومة العراقية وبتوقيع احمد حسن البكرفي 5 / 11 / 1977 .... لانه كان وينتقدهم ولم يكن متسامحا معهم وكان جرئيا في انتقاداته حتى وقف بوجه صدام وانتقد سياسة البعث الخاطئة في احدى اجتماعات الجبهة في بغداد ... وكان ايضا قائدا محبوبا لدى الجماهير ولذا فان البعث كان يبحث دائما عن وسيلة وحجة للقضاء عليه ...وفعلا وفي احدى اجتماعاته مع هؤلاء القتلة في مدينة كركوك وبالتحديد في 12 / 9 / 1978 قدموا له فنجانا من القهوة السامة واستشهد جراء ذالك وهو في طريقه الى اربيل ... نعم كانت هذه بداية لنهاية الفلم التراجيدي الذي سميت بالجبهة مع البعث ..... تقول المناضلة فتحية محمد زوجة الشهيد عادل سيلم :- .... اعتقل عادل سليم بتاريخ 17 / 2 / 1949 وحكم عليه بالاشغال الشاقة مدة 7 سنوات مع سنة مراقبة ... فارسل الى سجن نقرة سلمان السيئة الصيت مع رفاق دربه واصدقاء طفولته الخالد نافع يونس وعاصم الحيدري وموسى سليمان .... حيث شاركو هناك في الاضراب البطولي الذي اعلنه السجناء السياسيون مطالبين بتحسين اوضاعهم ونقلهم الى سجن اخر . وقد رضخت السلطات امام اصرار السجناء وصمودهم وتم نقلهم الى سجن بغداد وبعقوبة . وقف عادل سليم بثبات بوجه حملة السلطة لانتزاع البراءة سيئة الصيت وقاوم باباء ورجولة حملة السلطة وضغوطها عليهم ...... . ثم ابعد الى مدينة بدرة حتى عام 1957 حيث اطلق سراحه مرفوع الهامة وعاد الى مدينتة اربيل ...... بعد ثورة 14 تموز تعقدت وتشعبت وتعمقت مهمات الحزب وقد ساهم عادل سليم مع بقية رفاقه في قيادة عمل الحزب لاسناد الثورة وتدعيم انتصاراتها ....... و بعد انقلاب الدموي في 8 شباط 1963 اسقطت الرجعية البعثية حكم قاسم وا ستولت على الحكم . وكان الشيوعيين اول من تصدى لها وقدموا خلال تلك الاحداث مئات الشهداء من خيرة اعضائه وسجن منهم عشرات الالوف وسقط العديد من قادة الحزب الشيوعي وفي مقدمتهم الخالد ﴿﴿ سلام عادل ومحمد صالح العبلي وعبد الجبار وهبي وجمال الحيدري ومهيب الحيدري وحسن عوينه وابو العيس وشيخ حسين البرزنجي ونافع ملا يونس عدنان البراك وعبد الاحد المالح وحسين علي هورامي اخرون ﴾﴾ شهداء ......... نعم لقد تعرض الشهيد عادل سليم الىا بشع انواع التتعذيب وكسرت اضلاعه وساقه تحت التعذيب وقضى 13 عاما في السجون والمنافي البعيدة ولكن بقى صامدا ...شامخا ... مخلصا ….كما عاهدنا وعاهد رفاقه واصدقائه عندما قال((لاينبغي ان تذرفوا الدمع ايها ارفاق والاصدقاء ...من انا ؟ انا انسان بسيط، وخادم لهذا الشعب، لقد خلقت للعذاب والموت في سبيل هذا الطريق وهذه العقيدة ....... لست اول من ضحى ولن اكون الاخير، لقد ذهب قبلي اناس اكبر واعظم بكثير ..... تذكروا اني ماض على درب الرفاق الشهداء فهد وسلام عادل وصحبهم الاكرام، وثقوا بانني سابقى كما تعرفونني مخلصا عازما على الثبات فالموت اشرف من الخيانة .....وسوف تسمعون اخبار عادل سليم وموقفه المشرف))........ نعم ياوالدي العزيز سمعنا ...وسمعنا…. وسمعنا كثيرا عن اخبارك ومواقفك وشجاعتك وصلابتك وشهامتك وكرمك ايها الانسان الرائع ... نحن نفتخر بك نعم نفتخر بمواقفك النبيلة والرائعة… نعم افتخر بك يا والدي العزيز .... كنت لنا ابا رائعا وصديقا ورفيقا وفيا ... احن اليك ...نعم احن اليك يا والدي …. احن اليك يا والدي واقول لك نم قرير العين ايها العزيز والى اللقاء ... الى اللقاء ....الى اللفاء ايها العزيز الغالي …. اخيرا اقول..... ان هؤلاء هم الرجال الابطال الذين انجبهم الشعب والحزب وهم الرجال الذين لا بد وان ننحني اجلالا لتضحياتهم ونضالهم ونعاهدهم بالوفاء لدمائهم الزكية التي ستبقى منارا لنا ودرسا وطنيا في مواصلة النضال من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الجتماعية ........... الذكر الطيب على الدوام للا نسان عادل سليم فقد كان اسما على مسمى ﴿﴿ عادلا وسليما ﴾﴾ ...... وستبقى ذكراه حية طيبة .......... فتحية لك يا والدي وعهدا بالوفاء ......... ....................................................................................
* داركه ر.... كلمة كوردية تعني (الحطاب) وهو اسم لمنظمة قومية ظهرت في عام 1937 وكانت الهيئة المؤسسة تضم كلا من مصطفى العزيزي (من اربيل), موسى عبد الصمد(من اربيل)، فتاح ورستم جبار(من اربيل)، والشاعر يونس رؤوف (دلدار) من (كويسنجاق) .. ثم تحولت المنظمة الى حزب(هيوا، الامل) واصبح المرحوم (رقيق حلمي) رئيسا للحزب، نظرا لمواقفه القومية ومساهماته الادبية والصحفية وتجربته السياسية .... والجدير بالذكر ان المرحوم موسى عبد الصمد والذي كان من مؤسسي هذه المنظمة قد اثر على عادل سيلم وكسبه الى المنظمة باعتباره من احد اقربائه وكان له علاقة وثيقة معه ... (1) ملا شريف عثمان اربيلي... من مواليد اربيل 1925، كان والده الملا عثمان رجل دين ...صدر له عام 1959 كراس(الاخوة العربية ـ الكردية) كما كان ينشر قصائده واشعاره في مجلة (ﮔﻪلاوﻴﮊ)، كان يحسن اللغة التركية والعربية والكوردية والفرنسية حيث ترجم كتاب(لمحة عن الاكراد) لمؤلفه تومابوا من الفرنسية الى اللغة الكوردية .....في شباط عام 1944 شارك في الكونفرنس الحزبي الاول وانتخب عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في شباط 1945 .... وافاه الاجل بنوبة قلبية في 28 / 4 / 1976 . (2) نافع يونس من مواليد اربيل 1926 من اقرب اصدقاء عادل سليم ومن اوائل زملائه ورفاقه في الحركة التقدمية الكوردية، كان والده الملا يونس افندي(كاتب اول في محكمة شرعية اربيل)، تخرج الخالد نافع من كلية حقوق سنة 1948، كان عضوا نشطا في حزب هيوا ثم التحق بالحركة التقدمية والماركسية في اربيل حكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات قضاها في السجون نقرة السلمان وبغداد وبعقوبة ... بعد ثورة 14 تموز المجيدة اطلق سراحه فواصل العمل الحزبي والصحفي فاصبح رئيسا لتحربر صحيفة (ازادي)..... بالاضافة الى مساهماته في الصحافة العلنية فقد ساهم في الصحافة السرية منها (يه كيتي تيكوشين، شورش، رزﮔﺎرى، ازادي) وكتب العديد من الاعمال الادبية والسياسية والاجتماعية حتى اصبح واحدا من المع الكتاب حتى لحظة استشهاده ....... القى القبض عليه في شباط الاسود 1963 المشؤوم فاستشهد تحت التعذيب الوحشي….. وتعرض الخالد نافع ملا يونس الىا بشع تعذيب ولمدة ستة اشهر وكسرت اضلاعه وساقه تحت التعذيب ... وبعد فشل اللجان التحقيقية في النيل من صمودة مزقت جثته اربا اربا وفارق الحياة متاثرا بذالك ... لقد كانت قصة استشهاده امثولة في البطولة وضربا رائدا في الصمود والتحدي والحفاظ على الكرامة . لقد كان الخالد نافع ملا يونس مثالا للشيوعي الشجاع مثله مثل رفاقه الابطال دافع بثبات عن مبادئ الحزب وسياسته وصان اسرارة
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |