حول تداعيات العلم - ثانية
 
العلم المقبول: دائما ومن الجميع..!

هرمز كوهاري

hhkacka@yahoo.com

في كثير من دول العالم تتخذ رموزا في علمهم معتمدة على الطبيعة كالانهر والجبال والاشجار، بعيدا عن الرموز التي تثير الحساسيات بين قئات الشعب الواحد بالرغم من أن شعبهم يتألف من عدة قوميات وأديان وطوائف وتواريخ تثير إنزعاج فئة دون غيرها، كالسيوف والخناجر! وسواد المعرك وبطولات قومُ ضد قومٍ آخر أ وإزدهار قوم في فترة ما على حساب قوم آخر! كشعار العباسيين وآل البيت ورماح قعقاع الشجاع! ولون يمثل القوم الفلان والفلان، الآن وفي ذلك الزمان!!
 وصف الشاعر، العلم العراقي في العهد الملكي، ب (بيض صنايعنا، سود معاركنا، خضر مرابعنا حمر مواضينا...الخ ) وكل هذه الصفات تخص العروبة والاسلام طبعا، ومع إحترامنا للإثنين، كل هذه الصفات أقل من غير الشعوب، فصنايعنا أي أعمالنا كان التأخر من وأد البنات الى وأد الحريات والمعارك كانت، البعض ضد البعض الآخر أي " منا وبينا ومن عدنا!! تطبيقا لقول الشاعر ( وأحيانا على بكر أخينا، إذا لم نجد إلا أخانا)!! كالمعارك الدينية، من حروب الردة الى غزو إسبانيا! أما مرابعنا فالصحراء تغطي كل بلدان العروبة، وكل الشعوب لها ماض إلا إذا كان ماضينا قبل آدم وحواء!! وكما يقول العلامة د. علي الوردي : إننا نؤكد على بعص صفاتنا التي نعتبرها حسنة ونتغافل عن كل صفاتنا السيئة،بل حاشا أن يكون لنا صفات غير حسنة!!
 إن هذه الاشعار وهذه الاوصاف ونماذج هذه الاعلام توقع الاجيال في وهم التعالي، وبالتالي يتقاعسون عن البحث والتقدم والاجتهاد لأننا خير أمة أخرجت الى الناس، فلماذا الاجتهاد والعمل حتى الإجهاد والنعاس!! فمهما تقدم غيرنا لا يتقدم علينا ما دمنا نملك هذه الصفات والاساس، ومادمنا أننا خير الناس..!!
 ولهذا نريد علما لا يكون، عن الواقع محرّف.. كالطبل خالٍ أجوف!!
بل يحتوي على رموز السلم والتآخي بين الشعوب، ويمثل العراق الذي نعيش فيه مختل الاقوام والاديان والطوائف والعشائر، لا الماضي التليد وبطولات خالد بن الوليد!!، وكل طائفة تضع لها لونا خاصا تعتز بها، ومساحته في العلم تعادل نسبتها أ ونفوذها في المجتمع العراقي!! فيتحول العلم الى " زولية كاشاني "!!
 فالعلم الكندي، إتخذ رمز ورقة العنب، كدليل الزراعة والخير والبركة، ولبنان بالرغم من النظام المبني على الطائفية، إتخذ شجرة الارز شعارا للبنان الاخضر السياحي، والاتحاد الاوروبي لم تحاول كل دولة مع ماضيها العريق وتقدمها المذهل، إتخذوا النجوم رموزا لعدد الدول المنتمية، ولم يتقاتلوا على ألوان الاقوام وصنايعهم وماضيهم وبطولاتهم، ربما لم يبرز عندهم بطل مثل " القعقاع الشجاع "!!
 وأقترح علما :
" يحتوي على سعفتين متقاطعتين تمثلان دجلة وفرات، عليهما ثمانية عشرة ورقة، تشير على عدد المحافظات، وداخل االسعفتين مثلثابشكل العراق ونجمة واحدة وليكن هلالا أيضا يمثل العراق، يشير الى أن العراق محمي من المحافظات الثمانية عشرة، وإذا زادت وقلت المحافظاتحسب التقسيم الاداري، يمكن زيادة ونقص الاوراق حسب عدد المحافظات.ويمكن أن يكون لون السعفتين بني، والاوراق خضراء وهي الالوان الطبيعية للاغصان والاوراق، وارضية لون أزرق فاتح يدل على الصفاء والسلام والتآخي بين بعضنا البعض وبين بقية شعوب العالم.
 هذا وإني واثق أن هذه الصورة لعلم يمكن أن يقتنع به الجميع، لأنه لايخص مجموعة دون أخرى، ولا يثير النزاعات ولا الحساسيات ولا الخلافات ولا الصراعات ولا القال والقيل يمكن وأن يكون لكل الاعلام بديل!!
 وفي حالة تكوين الفيدراليات، مثل الفيدرالية الكردية، يمكن أن يضعوا علما لهم في الزاوية العليا اليسرى من العلم العراقي بمساحة سدس وخمس وأية مساحة أخرى من العلم الاصلي يتفق عليها فيما بعد.
 بودي أن يُدرس المقترح من قبل أولي الشأن والرأي، وأن يشكَل نقاشا حول الموضوع وأي إقتراح آخر من قبل المهمتمين والفنانين.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com