|
فتاح فال عراقي وقارئة فنجان أمريكية فوزي حكاك / النرويج في العراق الفتاح فال هو مَن يتحدث لك عن مستقبلك, وهو زميل قارئة الفنجان طبعا في المهنة لكن بأدوات مختلفة. وعادة ما يقوله الفتاح فال هو رجما بالغيب فقط, فهو نفسه يعرف انه كذاب ومحتال حاله حال زميلته قارئة الفنجان. غير إن تنبؤات بعض الناس لإحداث تقع لفترات متعاقبة تطول عقود من الزمن لهو أمر جدير بالاهتمام, خاصة إذا عرفنا بها تنبؤات وقعت حقا سابقا وقرأنا عنها في كتب التاريخ المدرسية, أو نعيش حاليا بأنفسنا بعضها عندما تقع إمام أعيننا. نوستراداموس...ذلك الطبيب الفرنسي ( 1503 - 1566) ذكر في تنبؤاته اسم السيد الخميني قدس الله سره الشريف, ونعته بلقب ( الكاهن الأعظم) إشارة لما سيكون السيد كمرجع دين ( آية الله العظمى) وأطلق نوستراداموس على صدام اسم( طاغية ما بين النهرين) وقال عن ما سيحدث بعد مقتله انه ستنشب في وادي النهرين (حرب الكراهية والحقد والضغينة) وهي مواصفات الحرب الأهلية الدموية التي لا تتوقف إلا بدمار البلد لأنها حروب لا شخصيات قيادية لها, بل الشوارع تقودها. اليوم في العراق الحرب الأهلية منتشرة, وليس فقط حرب أهلية بين العراقيين, بل العرب من كل حدب وصوب قدموا لإشعال الحرب الأهلية وهم ليسوا بطرف فيها, ولكنهم مع أمثالهم من نفس المذهب. الأمريكان والحكومة العراقية بكل أحزابها ينكرون وقوع الحرب الأهلية إلا إنها حرب واقعة, وتنتشر ببطء, ولا احد يستطع وقفها. هي حرب أهلية رغم إنكار الإعلام لحقيقة وقوعها. هذه الحرب هي فعلا حرب أهلية وان أنكرتها الحكومة...نحن نقول للحكومة وللأمريكان بان هذه بطة, وهم يقولون هي عنزة, فقلنا للبطة كشششش فطارت, فقال الإعلام العراقي والأمريكي بكل عناد وإصرار (هذه عنزة ولو طارت) وعندما كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام يتوضأ بماء نهر الفرات نظر إلى الماء الجاري, قال: - لو أرادوا لأخرجوا منه نورا. لم يفهم أصحابه مغزى كلامه, فهو كان ينظر إلى المستقبل حيث التوربينات عند مساقط المياه مثل الشلالات تولد الكهرباء. وهذه تنبؤات نعيش اليوم حقيقة وقوعها ولا ننكرها لأنها أصبحت جزء من حياتنا مثل أنفاسنا. صحيح انه ليس بيننا اليوم نوستراداموس عراقي وليس بيننا علي بن أبي طالب آخر, ولكن كثير من الذين لديهم تخصصات وخبرات من العراقيين يستطيعون القول إن العراق يسير إلى الهاوية, وان الإعلام الحكومي العراقي مجرد بوق أكاذيب يغطي فشل أحزابنا كلها في إدارة العراق, وأيضا الإعلام الحكومي العراقي يغطي على الفشل الأمريكي في تحقيق أي من وعوده المسبقة بإحياء وبناء عراق ديمقراطي... فمن لا يعرف معلومات مسبقة لا ينجح في وضع خطة عمل للمستقبل, ومستقبل العراق تعرفه من خلال تاريخه الذي كله دم وقتل وحروب. حتى أصبح العراق الدولة الوحيدة على مر التاريخ وقع فيه اكبر عدد من الحروب قبل وبعد حضارات ما بين النهرين. ثم العراق هو الدولة الوحيدة في العالم الذي اكتسحتها جيوش القوى العظمى والإمبراطوريات من كل جهاته على مر التاريخ. واخر الإمبراطوريات هي الإمبراطورية الأخيرة...أمريكا. هؤلاء العراقيون من أصحاب التخصص يضعون برامج على الحكومة تنفيذها, لأنهم يعرفون ماذا يفعلون وهم أصحاب الخبرات, أضف إلى ذلك أن الحكومة بكل أحزابها, فارغة من استراتيجيات وأفكار بناء, وخالية من أصحاب التخصص العلمي والعملي وغير قادرة بالنهوض بالعراق نحو الأحسن, وهذا يفسر لنا سبب انتشار الرشاوى والفساد الإداري ليس في مرافق الدولة فقط, بل بين الأحزاب الحاكمة كلها أيضا. يبقى شئ مهم...هو إن التنبؤات التي سمعنا عنها, هي ستحدث رغم كل ما يمكن تغيره في العراق...لماذا؟؟...لان التنبؤات تتحدث عن ما سيحدث وما سيقع, ولم تتحدث لنا عن أخطاء الحكومة أو رفضها أو قبولها بآراء أصحاب التخصص. هذه تنبؤات لا علاقة لها بتفاصيل الإحداث. كل ذلك سيجعل الحكومة العراقية هي السبب الأول والأخير في عدم النهوض بالعراق, والسبب هي في كل انهياره وجره إلى حرب أهلية رسمية معترف بها دولياً, لأنها حكومة أحزاب مصابة بعمى الألوان, ومصابة بالطرش ولا ترى ولا تسمع غير مصالحها. ومثل هذه الأحزاب أو الحكومة ستبقى لا تنظر إلى أبعد من انفها. هذا يعني إن التنبؤات تقع لان المتنبئ بالأمر تنبأ بينه وبين نفسه بوجود سلطة من نوع كذا ستسبب للبلد نوع كذا من المشاكل, وان لم يذكر ذلك بتفصيل ليقنع الناس بها... لكن بعض الناس لا تؤمن بالتنبؤات مثل الحكومة العراقية, وسيبقون يقولون في اجتماعاتهم السرية وفي إعلامهم بأنها عنزة ولو طارت. بقى أن نقول نصيحة للحكومة العراقية, ونقول بجد وإخلاص: - إذا كنتم لا تؤمنون بتنبؤات نوستراداموس لانه فرنسي وليس أمريكي, ولا تؤمنون بالقول النبي وأهل بيته صلوت الله عليهم عن ما سيحدث في العراق, فعلى الأقل احضروا قارئة فنجان أمريكية من ولاية تكساس مسقط رأس الرئيس بوش, وهي ستخبركم بمستقبلكم ومستقبل العراق...وبالتأكيد ستصدقونها لأنها أمريكية رغم ما ستقوله من أكاذيب, ولا تنسوا تحويل كم مليون دولار أمريكي من النفط العراقي إلى حسابها كما حولتم لحساباتكم الملايين بالسر, فعلى الأقل قارئة الفنجان هذه ليست هي الشخصية الأمريكية الأولى التي ستكذب على العراقيين, فهي تسير على نفس خط الرئيس بوش, فقد سبق وان صوتت له في الانتخابات الرئاسية مرتين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |