|
لمصلحة من عرقلة المشاريع الثقافية في كردستان العراق؟!!
رياض العطار – رئيس تحرير الموسوعة الثقافية لحقوق الانسان رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الانسان في العراق - السويد من المؤكد ان البيروقراطية تعرقل تنفيذ الكثير من المشاريع على اختلاف أشكالها،و على سبيل المثال اذا اراد رجل اعمال صناعي ان ينشئ مصنعا ما وتقدم بطلبه الى المؤسسات المعنية للحصول على الترخيص الازم فأن الاساليب البيروقراطية والروتين... سوف تجعله يلغي مشروعه ويؤجله،و هذا ينطبق على المشروع الثقافي (واسميه المجاني) الذي قدمناه لرئيس أقليم كردستان لدعمه ليس ماديا وانما تقديم بعض التسهيلات فقط. المشروع يهدف الى نشرثقافة المعرفة بحقوق الانسان وهو أصدار (الموسوعة الثقافية لحقوق الانسان – جزأين كل جزء يتألف من 600 صفحة) التي شارك فيها نخبة من المفكرين والباحثين بدراساتهم وبحوثهم ومقالاتهم أضافة الى مشاركة عدد من خبراء الامم المتحدة،لتكون مرجعا للمعنيين بحقوق الانسان. حيث قدمنا عدة طلبات لدعم هذا المشروع وقد أكدنا في هذه الطلبات من اننا لا نريد أي مردود مادي من وراء ذلك حيث سيتم أهداء الموسوعة الى المكتبات العامة ومؤسسات المجتمع المدني والجامعات... (مجانا) وتعرض النسخ الاخرى للبيع بسعر الكلفة ويتم هذا تحت اشراف وزارة حقوق الانسان ووزارة الثقافة في أقليم كردستان (مشروع ثقافي مجاني) ومن المؤسف ان هاتين الوزارتين لم تبادرا الى تبني المشروع !!! وكذلك لم تبادر مؤسسة جريدة التأخي ودور النشر ومؤسسات المجتمع المدني... في كردستان الى تبني هذا المشروع. لقد اصدرنا ثلاثة كتب معنية بحقوق الانسان واوصلنا الكتاب الاول والثاني الى كردستان قبل سقوط النظام،اما الكتاب الثالث فقد صدر بعد سقوط النظام،و قد بيعت جميع النسخ في كردستان،كما طلب الرئيس مسعود البرزاني كمية كبيرة من الكتاب الاول مما جعلنا نطبع عدة طبعات وقد أستأذنتنا وزارة حقوق الانسان في السليمانية بتصوير الكتاب الثاني لتوفيره في الاسواق بدون ان يدفعوا اي مبلغ للناشر والمؤلف بعذر مقبول هو انهم لا يستطيعوا الدفع (أي ناشر ومؤلف يفعل ذلك ؟ ! لهذا لا يستغرب البعض من عرضنا المجاني المقدم الى رئيس أقليم كردستان) وهنا لا بد لنا ان نذكر اصداراتنا : 1 – انتهاكات حقوق الانسان في العراق – صدر عام 2000 وطبع ثلاث مرات وقد طلب الرئيس مسعود البرزاني كمية كبيرة منه – 348 صفحة. 2 - دراسات وموضوعات في شأن حقوق الانسان – صدر عام 2002 وطبع ثلاث مرات واحدة منها لوزارة حقوق الانسان في السليمانية – 245 صفحة. –3 – جريمة التعذيب والافلات من العقاب في العراق – صدر عام 2003 – 385 صفحة. 4 – مئات الدراسات والمقالات في شأن حقوق الانسان نشرت في الصحف. اما المشروع الاخر : خلال العمل لتهيئة دراسة نقدمها الى المؤتمر الدولي للمقابر الجماعية الذي سينعقد في لندن يومي 16- 17 – 2006 أقترحت هيئة التحرير التوسع بالدراسة بحيث تكون ككتاب بعنوان : (جريمة الانفال من الجرائم الموجهة ضد الانسانية) مع أضافة بعض الملاحق ذات العلاقة. هذه المقدمة هي لالقاء الضوء على بيروقراطية التعامل وعدم أيصال وتأخير طلبات المواطنيين الى المسؤولين : (رئيس جمهورية،رئيس وزراء،رئيس أقليم كردستان...) وهذا ما حصل فعلا فيما يخص مؤتمر المقابر الجماعية،حيث قدم منظمي المؤتمر عدة طلبات الى المسؤولين لتسهيل تنفيذ بعض المطاليب والاقتراحات التي تخص المؤتمر والضحايا،و منها اقتراح توفير مختبرات لفحص الحامض النووي لضحايا المقابر الجماعية لمعرفة هوياتهم... ورغم كل هذه الطلبات المقدمة فلم تتلقى رئاسة المؤتمر أي جواب ! ! (ذكر ذلك الدكتور طالب الرماحي في مقابلة تلفزيونية). و اخيرا. ان البيروقراطية تعرقل المشاريع بكل أشكالها وتجعل اصحابها يفكرون الف مرة لاقامة أي مشروع وخصوصا في البلدان النامية،و هذا ما يحدث الان في العراق حيث البيروقراطية في أعلى مراحلها تمارس وسبب ذلك هو ضعف الرقابة الشعبية من قبل منظمات المجتمع المدني ممثلا بالصحافة الحرة والنقابات المهنية والعمالية... كما ان مسؤولي الدولة ومكاتبهم يجب ا ن يراقبوا ويحاسبوا ويكافئوا ويتابعوا كل المؤسسات التابعة لهم. ان مكاتب المسؤولين تستطيع ان تحل الكثير من المشاكل من خلال الاتصالات وتوجيه المشتكين... ولكن المؤسف ان بعضها يخلق المشاكل ويعرقلها...!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |