|
صدام .... ليس دكتاتورا صفوت جلال الجباري لقد اصبحنا في بلد العجائب (العراق) ما بعد سقوط الطاغية صدام نسمع العجائب ايضا.... آخرها كان ما نطق به القاضي عبد الله العامري اليوم امام احد ضحايا أعتى دكتاتوريات العصر وامام الكورد وبقية العراقيين المكلومين من حكم صدام وجلاوزته وامام العالم اجمع من ان صدام ليس دكتاتورا ..... ونحن نقول القاضي عبد الله ما يلي: اذا كان صداما بريئا من تهمة الدكتاتورية فمن هو الدكتاتور اذن ..... لم لا يبرئ العالم المتحضر بقية الدكاتورييين الذين لا زالت تهم الدكتاتورية ملتصقة باسماءهم رغم ان ما فعلوه كان اقل بكثير مما فعله صدام ..... لم لا نبرئ المساكين هتلر وموسوليني وشاوشيسكو , على اقل لم يقم احد من هؤلاء بضرب شعبه بالاسلحة الكيماوية ؟؟؟ اذا لم يكن صدام دكتاتورا فمن كان الآمر الناهي في العراق والحاكم المطلق الذي لم يكن بمقدور حتى اقرب المقربين له الا ان يسايروه ويطبقوا اوامره بحذافيرها ... وكم من قيادي في حزب البعث المنحل ومن المسؤلين الآخرين من مديين وعسكريين لاقوا حتفهم لانهم تجرؤا يوما ان نبسوا بكلمة او حتى بايماءة لم ترضي الطاغية !!!! اذا لم يكن صداما دكتاتورا وبامتياز فمن قرر شن كل الحروب التي دخلها وورط الشعب العراقي والشعوب المجاورة لعقود من الزمن .... هل تم كل ذلك برغبة الشعب العراقي ومن خلال برلمان منتخب ديمقراطيا وممثلا لكل اطياف الشعب العراقي ..... واذا كان هذا صحيحا فلم يحاكم صدام الذي كان يحكم بارادة الشعب وكانت كلمة الشعب هي العليا!!!!! ان كلاما كالذي صدر من قاضي عراقي متمرس عاش في العراق ويعرف بالتفصيل كيف كان صدام يحكم العراق وباية وسيلة وآليات لامر يثير اكثر من تساؤل....ان قاضي يحاول ان يساوي بين الضحية والجلاد , بين متهمين بجرائم ابادة جماعية وبين شهود فقدوا ابناءهم واقاربهم ,وذاقوا الامرين , بمناداة المتهم بكلمة(اخ) حتى يجد التبرير لمناداة الشاهد بكلمة (اخ) لهو امر يدعو للاستغراب بل والاستهجان للطريقة التي يحاول القاضي عبد الله العامري ان يسير وجهة المحكمة, ففي كل محكمة حتى في اكثر بلدان العالم ديمقراطية يكنى الماثل امام القاضي بالمتهم وليس لفظة اخرى كالتي ابتدعها القاضي المذكور..... فالماثل امام القاضي في قفص الاتهام هو متهم في كل الاحوال وهذه هي صفته الرسمية او كنيته المدنية .... ولن يبرئ ساحته اويسترجع صفته وحقوقه المدنية الا حينما تقرر المحكمة ذلك .... فصدام وجلاوزته يا سيادة القاضي قد تعتبرهم انت بصفتك الشخصية اخوان لك وانت حرّ في ذلك, ولكن بالنسبة لغالبية الشعب العراقي وبالاخص الكورد والشيعة هم مصاصي دماء واناس تلطخت اياديهم بدماء الملايين من ابناء الشعب العراقي , بل هم في احسن الاحوال متهمين وماثلين امام القضاء العراقي وهنالك شكاوى ضدهم بالآلاف بتهم ضد الانسانية وليس بتهمة تتعلق بمخالفة مرورية في احد شوارع بغداد.... وكان عليك قبل ان تراعي مشاعر هؤلاء المتهمين المعدودين ان لا تجرح مشاعر الملايين من افراد الشعب العراقي من المظلومين الذين وثقوا بك ونصبوك حاكما ,لمحاكمة اكبر دكتاتوريي العصر..... المتهم صدام حسين ياسيادة القاضي.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |