صدر الحكم على صدام مسبقا

أحمد حسيب الرفاعي

لايخفى على احد اطلاقا ما هو نظام صدام وما ارتكبه بحق العراقيين على وجه التحديد من احدث اساليب القتل والمقابر الجماعية والتي يستحق ان يطلق عليه لقب سفاح العصر وبعد ان انتقلت المحكمة الجنائية العليا الى قضية الانفال والتي هي من جملة القضايا المدرجة في جدول اعمال المحكمة الجنائيا العليا وفي الجلسة السابعة أي في بداية جلسات المحكمة والتي من الممكن ان نشبه جلسات المحكمة بالمسلسلات المكسيكية المدبلجة لطول حلقاتها المملة 000

يطل علينا القاضي الذي بين الحين والاخر يذكر الجالسين والمتابعين  بأنه رجل متمرس بالقانون وله خبرة خمسة وعشرون عاما في القضاء وهو يصدر الحكم على صدام ويصفه بأنه ليس دكتاتورا هذا القاضي الذي فوضه الشعب ان يحاكم صدام على ما اقترفه من جرائم ففي بداية كل جلسة من جلسات المحكمة يلقى القاضي الجملة القانونية ( بأسم الشعب افتتح الجلسة ) أي بمعنى انه مفوض بأسم الشعب ليحاكم  سفاح العصر واعوانه ولكن بين الحين والاخر يفاجئنا العامري بمصطلحات ومفارقات تتغنى بحب صدام واعوانه والتي يمكننا ان نوصفها بمصطلحات التملق والانحياز وان الملاحظ لاسلوب القاضي نرى انه يرفض ان يطلق أي شخص في المحكمة اسم على كيماوي على اللعين ابن اللعين علي حسن المجيد ويعتبره اهانه له وللمحكمة !!!!

فالقاضي يبذل جهود كبيرة من اجل ان يقدم الخدمة على اتم وجه للمتهمين الذين ارتكبوا ابشع الجرائم بحق الانسانية وهم يحاورون المشتكين فنراه وهو متكأ على كرسيه يحاور المشتكين ببرودة اعصاب وكان الذي ينطق به المشتكين هو من نسج الخيال وعندما يقوم احد المتهمين ليحاور المشتكي يتقدم القاضي خطوة في كرسيه الدوار ويحاور المتهمين بطريقة مهذبة وفيها جل الاحترام لقادة ومرتكبي المقابر الجماعية فهو لايتردد لاي طلب يطلبه منه المتهمين بينما نراه متعجرفا ومتغطرسا امام المشتكين ويحجم كلامهم والادعاء العام ايضا نراه في المحكمة نراه في هذه القضية قد يواجه بالرد والرفض دائما من قبل القاضي ليحجم من دور الادعاء العام في المحكمة 000

هذا القاضي الذي اصدر الحكم مسبقا على صدام واعتبره ليس دكتاتورا اليوم فليس بعجيب باسم الشعب ان تثبت براءة صدام في الايام القادمة لو استمر القاضي بترأسه لهذه القضية 000

هل يعلم القاضي عندما برأ صدام من الدكتاتورية قد اهان ذوي المقابر الجماعية وكل العراقيين الذين ذاقوا الويلات على ايدي هذه الزمرة الفاسدة هل يعلم القاضي انه بكلامه هذا قد دحض كل ما تقدم به المشتكين من ادلة وبراهين واعتبرها عارية عن الصحة وغير كافية لادانة صدام 000

ان ما تفوه به اقاضي العامري من كلام يعتبر اهانة لكل العراقيين يدل على شيء واحد وهو انه بعثي ويؤمن بان صدام هو القائد الضرورة وبطل الجحر القومي والا بماذا نفسر ما يجري في المحكمة من أساليب استفزازية بحق المشتكين والادعاء العام هل ان ما يفعله القاضي هو تصرف قانوني هل نص القانون على فقرة تقول ان مرتكب تلك الجرائم البشعة ليس دكتاتورا اذا كان التصرف الارعن الذي تصرفه القاضي ضمن سياق القانون فلا يقبل العراقيين ان ينضوا تحت هذا القانون مهما كلف الامر 000

المجد والخلود لشهداء الدجيل والانفال وحلبجة وابناء الجنوب ولكل عراقي شريف نال شرف الاستشهاد وهو يقارع نظام سفاح العصر ولكل المشتكين امثال الدكتورة كاترين ميخائيل وجميع من تطوعوا لكشف حقائق صدام للراي العام والخزي والعار لصدام الدكتاتور وجلاوزته ولا استثني منهم القاضي عبدالله العامري.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com