|
مجرموا الانفال وشهوده مطلوب إحضارهم محمود الوندي ما زال الشعب الكوردي يراقب بأعصاب مشدودة محاكحة صدام حسين وأبن عمه العريف على حسن مجيد ، معذرة أعني الفريق الركن الطيار كما قدم نفسه في المرافعة وثلة من أركان نظامه السابق في أخطر قضية تمثل جريمة نكراء بحق الجنس البشري وتعد من أبرز الجرائم في القرن الماضي وتجلت في أستعمال الأسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً أمام مسمع ومرأى الدول العربية والأسلامية والعالم أجمع والتي ذهب ضحيتها أعداد كثيرة من أبناء الشعب الكوردي وكذلك من القومبات الأخرى وخصوصاً من أخواننا المسحيين ، ويحاول المأجورون الذين يسمون أنفسهم محاموا الدفاع عن الطاغية وأزلامه لتقديم ثمة تبريرات لقتل مئات الآلاف من الكورد وتدمير ألاف القرى ومئات من المساجد والكنائس التأريخية وخلق حجج واهية لتصرفاتهم الشنيعة التي تتعارض مع كل الشرائع السماوية والأرضية والتلاعب بالألفاظ من أجل خداع الرأي العام الأسلامي والعالمي ، والشعب الكوردي ينتظر بلهفة كبيرة وبفارغ الصبر اليوم الذي يتم فيه الحكم والقصاص العادل على قتلة الشعب العراقي والشعب الكوردي بالذات ، في الوقت الذي نرى صدام داخل قفص الأتهام مع أعوانه ومنهم علي الكيمياوي ، فهو يعترف بشكل غير مباشر عن جرائمه عندما يدعي بأنه مازال رئيس الجمهورية وليس غيره ويسوق نفس المفاهيم السابقة ويهدد من داخل القفص بالويل والثبور للمشتكين والشهود الذين حضروا المحكمة ووقفوا ضده وأتهام البيشمركة جميعهم بالخونة ، إنه دلالة لدكتاتوريته خلال العقود الماضية من حكمه وأرتكابه مجازربشعة فاقت في وحشيتها جرائم الهولوكوست بحق الأنسان العراقي الذي قاسى الويلات والمعاناة أيام حكمه البغيض نتيجة حقده الشوفيني على مكونات شعبنا وإبادتهم على الهوية القومية والمذهبية ، منها الحملة العسكرية على أقليم كوردستان التي أطلق عليها تسمية الأنفال ، عندما نفذ القوات الحكومية أوامرالطاغية المدججة بأسلحة حديثة شرقية وغربية بما فيها الأسلحة الكيمياوية لقتل أبناء شعب كوردستان وبمساعدة الخونة من أبناء جلدتهم المنتمين الى ما سميت بأفواج الدفاع الوطني وكما سماهم الشعب الكوردي بالجحوش ( مطايا النظام ) والأجهزة الأمنية والحزبية ، ولم تسلم قرية في كوردستان من بطشهم والطريقة البشعة التي تم التعامل مع هذه الكتل البشرية البريئة من الأطفال والنساء والشيوخ برغم كانت مفارز البيشمركة الكوردية وكذلك مفارزالأنصار مقاتلي الحزب الشيوعي العراقي تتصدى لتلك القوات الغازية لمساعدة العوائل المنكوبة وأنقاذهم من الايادي الآثمة ونقلهم أو سحبهم بأتجاه الحدود الأيرانية والتركية وسقط من بينهم العديد من الشهداء خلال تصديهم لقوات النظام العفلقي وأتباعه . لماذا لم يقدموا هولاء المجرمين من بائعي الضمير والشرف من جلاوزة النظام البائد ومن رؤساء بعض العشائرالكوردية والذين أستلموا أموالاً طائلة من الأجهزة الأمنية للنظام البعثي لقاء خدماتهم الخبيثة والرذيلة الى المحاكمات العادلة ليقفوا الى جانب رئيسهم وأعوانه من المتهمين في قفص الأتهام لتعريتهم وكشف جرائمهم في الأنفال البشعة ، وفي هذه الحالة يكون هولاء المجرمون في نفس الوقت شهود حقيقين على تلك الجرائم التي أرتكبت بحق الشعب الكوردي أو أعتراف أحدهم على الآخر ولم يستطيع أحد منهم أنكارها ، ألا يستحق هولاء المجرمين أحضارهم الى قاعة المحكمة ليعترفوا هم أيضاًعلى الدكتاتور الذي أمرهم لغزوكوردستان ، مهما برع وتفنن المجرم فأنه لا بد أن يترك خلفه في محل الجريمة لحظة أرتكابه اثراً أو دليلاًعلى جريمته أما في جسد المجنى عليه أو جسد الجاني نفسه أو مكان الجريمة ، هذه الحقائق المعروفة لدى القاصي والداني وبأخص عند الأدلة الجنائية أو تحريات الشرطة ، كيف لجريمة مثل الأنفال التي قام بيهاالآلاف من الأشخاص وكلهم مجردين من أبسط المشاعروالأحساس الأنسانية وتجمدت لديهم المفاهيم والقيم الأخلاقية بتنفيذ أوامر سيدهم لقتل شعب أعزل وأبادته عن بكرة أبيه ، نعم هم بالآلاف أؤلئك الذين قاموا بأرتكاب تلك الجرائم من منتسبي أجهزة الامن ومخابرات النظام البعثي أضافة الى العديد من الرفاق الحزبين ورؤوساء الجحوش وكانت ضحايا تلك الجرائم مئات الآلاف من أبناء وبنات شعبنا الكوردي وحدثت تلك الجرائم في أكثر من مكان في كوردستان ، هل من المعقول لم يتركوا هولاء الجناة أثراً في مسارح الجريمة . عند قرائتي لمقالة الأستاذ صفوت جلال تحت عنوان ((أين الشاهد الرئيسي في عمليات الأنفال)) ويطلب من الجهات المسؤولة بأحضار الشاهد الحقيقي الذي نجى من عمليات الأنفال وشاهد الجريمة المقززة بكل تفاصيلها وكيف نجى من الموت الحقيقي وكيف تم أعدام عائلته وأقربائه في تلك العماليات الظالمة أمام عينه ، عندما تحدث ذلك الصبي لمراسلي وكلات الأنباء العالمية عن تلك الواقعة ، وأحضاره الى قاعة المحكمة وجهاً لوجهة أمام الطاغية ومن يدافع عنه ، سوف يكون دليلا دامغا لا يقبل الشك من الاثار تركها المجرمون أثراً في جسد المجنى عليه وعقله ، يثبت للقاضي دكتاتورية صدام . أنا أؤيد تلك الصيحة المدوية التي أطلقها زميلي الأستاذ صفوت جلال ويحدونا الأمل أن تحاول حكومة أقليم كوردستان ورئيسها السيد مسعود بارزاني لأحضارمن نجى من الموت الجماعي بأعجوبة وهو تيمور الذي أصبح الآن شاباً بأدلاء شهادته أمام المحكمة ليكشف الحقائق عما جرى خلال عمليات الأنفال ويجب أحضار منفذي عمليات الأنفال الأجرامية من الحزبيين والجحوش وجلاوزة النظام لينالوا عقابهم مع أسيادهم المخططين لتلك الجريمة الرعناء بدلاً أن يسرحوا ويمرحوا بحريتهم دون ملاحقة قانونية لهم ، أليس من الواجب تعرية هؤلاء المجرمين ولم يستثنى أحداً وكشف جرائمهم المقززة وأشدها خسة ودناءة الى المجتمع العالمي والمحافل الدولية التي كانت ترتبط مصالحها مع مصالح النظام السابق التي سكتت وصمتت صمت القبورفي حينها.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |