ما قاله البابا قاله قبل ذلك القرضاوي .. فلماذا التنديد!!

 صاحب مهدي الطاهر

keesbees@hotmail.com

لم اسمع او ارى يوما من الايام ان الشيخ القرضاوي دان عملا ارهابيا قامت بتنفيذه جماعات تنتمي بعقيدتها وتعتبر افكارها مستوحاة من صميم الدين الاسلامي، بل الاكثر من ذلك كان هذا الداعية الاسلامية يبرر ويشيد بهذه الاعمال ،اذ يعتبرها جهادا مشروعا ضد الكفرة والمارقين وان طالت هذه الاعمال  اناس مسالمون مدنيون لا حولة لهم ولا قوة ويشكلون جزء كبير واساسي من المجتمع الاسلامي .

ارسل لي احد المجاهدين التكفيريين ذات مرة والذين يحضون بحب عارم واحترام كبير من قبل المجتمع العربي الاسلامي (كما تدعمه استطلاعات الراي التي تقوم بها قناة الجزيرة وعبر برنامجها الشهير الاتجاة المعاكس) رسالة يحذرني فيها من النهاية المحتومة التي سوف القاها على يديه ان انا واصلت نشاطي في الكتابة الذي يعتبره ضلالا وشركا واضحين ،اذ توعدني بقطع راسي بعد ان ابتدا رسالته بكيل من الشتائم والالفاظ البذيئة فرددت عليه بكل خلق واحسان ووعضته جيدا وذكرته باخلاق ومفاهيم الدين الاسلامي ،فرد علي برسالة اخرى كانت اكثر قبحا وسوءا من سابقتها ثم تساءل مني هل مر عليك قول الرسول اذ قال (انما جئت بذبح فانا ابن الذبيحين).

وهنا اريد ان اتسال ايضا الم يؤكد البابا في تصريحاته الاخيرة هذا النهج الذي يفتخر به قطاع كبير وعريض من مجتمعاتنا الاسلامية حين قال ان الدين الاسلامي اعتمد على القوة والسيف في السعي لبسط ونشر الاسلام في بقاع مختلفة من العالم؟! فان اراد المسلمون ان يبرهنوا حقا انهم ليسوا كذلك فعليهم ان يثبتوا اولا بالقول والفعل بانهم يقفون ضد كل من يقتل النفس البريئة ويُجرم بحق الاخرين ،عليهم ان يسموا الاسماء باسمائها فيدينوا ويستنكروا الاعمال التي يقوم بها الارهابيون المسلمون دون مراباة او خوف من امثال ابن لادن والظواهري والزرقاوي والى اخرة من لائحة تطول وتطول كثيرا.

ان الشيخ القرضاوي كثيرا ما اورد ضمنا وعلانية في مواقع شتى واماكن مختلفة وبفترات متعددة ومتفرقة ما صرح به البابا مؤخرا حول الاسلام والمسلمين ومع ذالك كان موضع تقدير واحترام من قبل شريحة كبيرة من مجتمعاتنا العربية؟ الم يثني القرضاوي ويبرر ما يقوم به ابن لادن والظواهري في اكثر من مناسبة ؟ الم يثني القرضاوي والكثير من مشايخ المسلمين امام الملأ على الزرقاوي وما قام به من اعمال اجرامية يندا لها جبين الانسانية في العراق ؟ متى واين دخل القرضاوي او ايا من مشايخ المسلمين في مناقشة ومناظرة حقيقية مع اصحاب الافكار المتطرفة وحاول ان يبين لهم ان الاسلام هو ليس كما هم يفهمونه ويطبقونه من خلال القتل والذبح والاستهتار بكل القيم والمبادئ الانسانية؟

 ان ما قاله البابا كان قبل حين وما زال يردده الكثير من مشايخ المسلمين ويفتخرون به لانهم  كما يعتقدون من دعاة رفع راية الاسلام عاليا في شتى بقاع العالم بقوة السلاح ،فعندما سئل القرضاوي ذات مرة من على شاشة الجزيرة حول ما يدعونه الارهابيون بمبدا الجهاد قال القرضاوي انه ركن اساسي من من اركان الدين الاسلامي ولا يمكن اسقاطه باي حال من الاحوال وباي شكل من الاشكال، ولم يعبا كثيرا ان يربط المشاهدون بما تقوم به القاعدة من اعمال ومبدا الجهاد !

 اذن لماذا يندد القرضاوي وبعض مشايخ المسلمين بتصريح البابا الاخيرالم يلتقوا من حيث المبدا بنفس الرؤى والافكار ؟ الا ان البابا يعتبر ذلك مظهر من المظاهر السلبية والتي يجب ان تصحح بينما يرى الطرف الاخر فيها مواقع ايجابية يجب التمسك بها ودعوة الى توسيعها .وانه لا ريب ان كل هذه الضجة الاعلامية التي اثارها هؤلاء المتطرفون انما هدفها هو ذاته الذي يسعون الى الوصول اليه وهو التفرقة والتناحر بين الثقافات المختلفة ومزيد من الكرة والشتات بين المجتمع الاسلامي وباقي الاديان والثقافات الاخرى وبالتالي مزيد من المجندين من الانتحاريين الارهابيين القرضاويين وصولا الى المعركة المفتوحة بين الامة الاسلامية والغرب  والذي ان حصل وتطور بشكل خطير ستنزلق هذه الامة دون شك الى منعطف خطير جدا من تاريخها المعاصر يصعب معه تصور مدى الكارثة التي سوف تلحق بها ،فموازين القوى سواء كانت اقتصادية ،عسكرية او تكنولوجية او ثقافية واضحة جدا بين الطرفين.فهل ياترى ستذهب هذه الامة بجهود مشايخها وبدماء ابناؤها  بنفسها وبقدميها الى المجهول واللامعقول ؟سؤال سيجيب عليه ويظهره جليا المستقبل القريب!!!