التخلف العقلي للسياسي العراقي

 فوزي حكاك / النرويج

fauzi1711@hotmail.com

من خلال مشاهداتي بنفسي لإحداث العراق من سحل نوري السعيد في الشوارع ولحد إحداث اليوم, أجد التخلف العقلي للسياسيين العراقيين الحاليين تجاوز الحد المعقول.

 فهذا التخلف بدا واضحا من استدارة الأحزاب الشيعية عن برامجها السابقة, ووعودها وشعاراتها. فبدل تصفية البعث وإعدام رموزه خرج علينا رئيس الوزراء بقنبلته النووية العراقية الصنع وطرح مشروع المصالحة مع قاتلينا.

 ويبدو إن المصالحة هذه جندت لها الحكومة العراقية كل إعلامها, فهب شعراء الارتزاق بمدح المصالحة, وحتى قبل فترة طالب بعض الشعراء بنسيان الماضي, وكأن أطفالنا وأحبتنا في المقابر الجماعية لا عوائل لهم يفكرون فيهم, أو إن قلتنا مثل تدخين سيجارة لديهم تنتهي ويرمي العقب في المزابل.

 قال القران عن شعراء الارتزاق:::::

والشعراء يتبعهم الغاوون, الم ترَ إنهم في كل وادي يهيمون, وأنهم يقولون مالا يفعلون)

 الغريب الأغرب أن رجل دين مجتهد, وله تاريخه الجهادي يدعم المصالحة, وفي مقال له قرأته على المواقع العراقية قبل فترة أيام, يستشهد بالآية( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله) وكأنه يريد إقناع السذج من الناس بان الطرف التكفيري والبعثي المجرم يطالب بالسلم وعلينا نحن الاستجابة لهم, في الوقت والحقيقة تقول عكس ذلك. المطالبة الوحيدة بالمصالحة هي من قبل رئيس وزراء العراق, وخلفه كل قائمة الائتلاف التي يسميها البعض شيعية!!!!

 ومن غرائب التخلف العقلي للسياسيين العراقيين ومهازلهم المستمرة التي أضحكت حتى الأغبياء عليهم, هي واضحة في احتجاجات كتلة الصدرين في مجلس النواب, فهم بعد اعتقال حماية نائبة منهم من قبل الأمريكان هددت الكتلة الصدرية بالانسحاب من المجلس ومقاطعته.

 فيا ترى هل ستحترق أمريكا كلها, وتنخسف الارض بإسرائيل إذا اضرب نواب الكتلة الصدرية أو حزب الفضيلة عن حضور جلسات المجلس النيابي حول الحصانة الدبلوماسية لأعضاء المجلس؟

أم الكون سينقلب وتقوم الساعة إذا قاطعوا جلسات المجلس؟

المتضرر الوحيد من تلك التصرفات هو الشعب العراقي.

 فسياسيو العراق لا يعرفون أن كل دقيقة تمر دون اتخاذهم قرار حازما لصالح الشعب يعني مزيدا من الدماء ستسيل.

فهم تركوا مسألة العلم, تركوا إعدام الإرهاب

تركوا وضع تشريعات وقوانين تشمل السلم الوظيفي لكل موظفي الدولة. تركوا كل ما يهم مصلحة الشعب.

 نوابنا يقبضون رواتب شهريه مقابل عمل محدد بساعات يومية , يعني عليهم واجب الالتزام بالدوام, فإذا كانوا متدينين فواجبهم الشرعي الالتزام بالدوام الرسمي,وإذا غير متدينين فواجبهم الأخلاقي والوطني يلزمهم الالتزام بالدوام.

 على نواب الكتلة الصدرية إن يكونوا شجعانا, يلتزمون بخطهم الديني, وتحقيق مصالح طائفتهم, كما يفعل عدنان الدليمي وطارق الهاشمي والبرزاني, وان لا يبقوا يتفرجون على تفجير سيارات مفخخة في مدنية الصدر التي اصبحت حقل تجارب يتم فيها ذبح الشيعة كقرابين لائمة الكفر.

 تخاذل السياسيون العراقيون الشيعة بكل رموزهم, جرأ الأمريكان على اعتقال حماية نائبه اليوم....

وغدا سيعتقلون النائبة نفسها.

والحبل على الجرار.

 هذا الإضراب عن حضور جلسات مجلس النواب والتصريح والتهديد به إمام الفضائيات, هو ليس تصرف أعضاء في مجلس نواب, هذا تصرف مزعطه وطرطره فأصبح مجلس النواب فعلا مثل مقاهي يرتادها قمرچيه وعرگچية. هذا تصرف أعضاء في مجلس خراب سيزيدونه خرابا وبالتالي سيهدمونه, ولن تنفع بدالة بثلاث دكم تحسين صورة هذا المجلس المتهرئ أصلا......

 يكفي كلام وقولكم قال أمير المؤمنين كذا, وقال الحسين كذا.
هؤلاء سادتنا ما قالوا إلا ونفذوا ولو أعطوا رقابهم, والله وانتم تقولون ما لا تنفذون...

يقول عنكم القران في سورة الصف

يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون, كبر مقتا عند الله أن تقولوا لا تفعلون.

يعني انتم ممقوتون من الله لأنكم تقولون ولا تفعلون, بعكس أمتنا عليهم السلام.

 والتخلف العقلي ليس فقط بالإضراب على حضور الاجتماعات في مجلس الخراب, التخلف العقلي هو ترك مجرمين البعث يسرحون ويمرحون ويفجرون مفخخات. نسمع عن اعتقالكم لهم, وإعداما بعضهم فين هذه الإعدامات؟ ارونا شيئا منها, أم انه من كذبكم المستمر حتى بدأتم تصدقون أكاذيبكم بأنفسكم فقط.

إذا كان شعاركم تخاذل مستمرا فنحن لازال شعارنا وسيبقى.....

وين متشوف بعثي بساع اگضيه......حتى بنفسه يذوگ شغل ايديه

 ثم أصبح التخلف العقلي للسياسي العراقي في قمته من خلال دعوات المالكي بتجريد الشيعة من أسلحتهم, حتى لا يكونون في موقع قوة يفرضون شروطهم كما يفرضها آل بني سفيان في مثلث الدم والعصيان.

 أقول للشيعة لمن لديه سلاح في العراق:

 إياك وتسليم أسلحتكم لحكومة المالكي أو غيره, فالإمام الصادق قال:

- ليس منا من نام وليس تحت وساده سيف.

السلاح يحفظ الأرواح والمال والعرض, ولو إن كل بيت شيعي مسلح تسليحا جيدا لما اقترب من التكفيريون أبدا..

 وقد قال احد شيوخ الانبار في مقابلة مع الفضائية العربية حول تسليم الأسلحة:

- نسلم نسائنا ولا نسلم سلاحنا...بسلاحنا أوصلنا سلام الزوبعي إلى منصبه.

فهل يوجد أفضل من هذا التحدي لحكومة التخاذل الائتلافية؟؟

 وهل يعقل أن المالكي يريد خيرا بشيعة العراق وهو يصر على تجريدهم من السلاح, وهو محاط بحماية اقوي دولة بالعالم. ولماذا لا يتجرأ مرة....مجرد مرة واحده فقط بضرورة نزع سلاح البش مركه, أو يتجرأ لينزع سلاح أحفاد آل سفيان وآل يزيد؟

 فقط انتظروا وشاهدوا نتيجة حكومات التخاذل إلى أين ستقود شيعة العراق....فقط انتظروا, ولا يخدعكم شعراء الارتزاق. فما ستشاهدونه بأنفسكم خير مما ستسمعونه من الآخرين.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com