ليس دفاعا عن السيد عبد العزيز الحكيم!

جواد السعيد – السويد

J12alsaaid@hotmail.com

مرورا على الأحداث التي مر بها العراق منذ تسلط البعث الفاشي الى يومنا هذا.. نرى القليل من الرجال الذين صمدوا بوجه الطاغوت وتحملوا الكثير وقدموا قرابين فداء للمبادئ التي يحملونها ولم يتنازلوا قيد أنملة عنها ، وكثير هم الرجال الذين تقلبت بهم الأحوال من أقصى اليسار الى أقصى اليمين فتارة في أحضان الشيوعية وأخرى في أحضان صدام وعملاء للبعث ومخابراته، ومرة يحاربون الأمبريالية والأستعمار الجديد وهم الآن من دعاة الديمقراطية والليبرالية ، ومن الشيوعية الى الأسلام الأصولي المتشدد ومقلدين لعلماء ومراجع وهكذا دواليك... ولوشئتم  لألفتم كتبا ضخمة عن هؤلاء المتذبذبين والذين لحد الآن لايعرفون أين هم ، وانقضى بهم العمر وشاخوا في دراسة نظريات علماء عصر النهضة ولم يستطيعوا فهمها وتحليلها أو نقدها أو يخفوا إعجابهم بها، وتصورا أن الدنيا توقفت عند أفكار ونظريات جان جاك روسو وهوبز وآدم سمث وجان لوك وماركس وغيرهم.

ولكن تعال وانظر لمن تمسك بصراط واحد وأيقن هذا هو طريق الخلاص وتحدى الدنيا ولازال يجهد من أجل الدفاع عن معتقده ومنهم سماحة السيد عبد العزيز الحكيم اذ كلما سقط شهيد من آل الحكيم  كلما ردد هيهيات منا الذلة ، وكلما هزأ منه الآخرون تيقن أنه على حق وازداد صلابة في مواقفه، صلابة تعلمها من أستاذه الكبير ومربيه ومعلمه الوحيد شقيقه الشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه.

الذي يتهم السيد عبد العزيز الحكيم أنه من دعاة تقسيم العراق أو يتهمه أنه  طالبا للزعامة على إقليم الجنوب لثراء هذا الأقليم، نقول أن السيد عبد العزيز الحكيم لايحتاج الزعامة بقدر ماهي تسعى إليه وتحتاجه وهو ليس محتاج الى الجاه والعنوان بل عنوانه عال باق على مر العصور فهو أبن زعيم الشيعة وأمامها ومرجعها وجاهه لايتمتع به أي عراقي في الوقت الحاضر مهما علا جاهه عند أكبر وأعلى هيئة في الأرض، وجاه السيد عبد العزيز الحكيم عال عند الله تعالى لخلاص نيته وتفانيه في سبيل أبناء العراق إضافة الى علو جاهه وشأنه عند العباد الذين عرفوه عن قرب. أما الثراء فهو ليس بحاجة الى الثروة بحكم تراثه المرجعي الذي نوهنا عنه ولو أشار بيده الى الملايين من تجار الشيعة من الهند والباكستان والخليج وأوربا لأغدقوا المليارات تحت قدميه وعاش في ترف هو وآل الحكيم الى آخر جيل فيهم وتركوا مخاطر السياسة التي كلفتهم  دماء غزيرة لم تتحملها عائلة عراقية أخرى غيرهم في سبيل العراق ودفاعا عن اسلاميته وعروبته.

أما من يتهمه أن مشروعه في الفدرالية هو مشروع أمريكي فنقول لهم لا لأن أمريكا اذا أرادت أن تنفذ مشروعا لها فهي تعرف رجالها الطيعين لها والحريصين على خدمتها والسيد عبد العزيز الحكيم ليس من هذا النوع. أما من يقول أن مشروع السيد عبد العزيز الحكيم للفدرالية هو بدفع إيراني ورغبة ايرانية في تفتيت العراق كي يضعف أمامها فهؤلاء أما لايفهمون في الجيوبولوتيك أو عروبيون مفلسون يضربون على وتر القومية المقيته التي عاشت على خلق الأزمات وجرت العرب الى متاهات وحروب مع جيرانهم وأنزلت مقامهم أسفل سافلين ، وفي الواقع أن ايران تعارض المشروع الفدرالي لسبب بسيط جدا أنها تخشى من التقسيم لتعدد قومياتها. فكيف يكون تارة أمريكي وأخرى يراني والأثنان على طرفي نقيض؟؟..!!

 السيد عبد العزيز الحكيم يمثل قمة الأداء السياسي الراقي حاليا تمثل في الصبر والتحمل من أجل العراق وبذل ما بوسعه ولايزال في تحصين أتباع أهل البيت في العراق ومشروع الفدرالية ليس تقسيما للعراق كما يشيع أعداءه والناقمين عليه بل هو توحيدا للعراق وحفظا له وحقنا لدماء أتباع أهل البيت في العراق، والسيد عبد العزيز الحكيم رجل يتعامل مع الواقع ولايحلم كما يحلم الطوباويون والأمميون الذين لايفرقون بين ميسان وشيلي ويشتمون الرأسمالية وهم يعيشون في كنفها أو الذين يحلمون بالوحدة العربية وهم يقتلون العرب ألف مرة في اليوم ويمزقونهم إربا من الصدامين والبعثفاشين، أو دعاة الوحدة الأسلامية ولايفرقون بين أفغانستان والمغرب والبوسنة ويقتلونهم بالمفخخات والأحزمة الناسفة ، أو من الذين يحلمون بحكم العراق حكما مطلقا شاملا تحت مسميات اسلامية أو وحدة وطنية هزيلة ، الحكيم رجل براغماتي فهم السياسة واكتشف اللعبة وهو الوحيد الذي لديه مشروع سياسي دون غيره من سياسي الشيعة أو سياسي العراق، نعم مشروعه الفدرالي هو الوحيد الذي ينقذ العراق من الفتنة والتقسيم نتمنى على جميع السياسين العراقين والمخلصين أن يتفهموا ما يدعو له سماحة السيد عبد العزيز الحكيم ويكفوا عن مهاجمته واتهامه بقصد القضاء عليه والألقاء به خارج الساحة السياسية فأنهم بفعلهم هذا واهمون فليس لهم بعد الحكيم رجلا يحرص على وحدتهم وليس لهم من يدافع عنهم ويطالب بحقوقهم.    

كما لا أعتقد أن السياسين العراقين الحالين وأعضاء مجلس النواب المبجلين لحد الآن لم يفهموا الفدرالية وأنواع الدول والأنظمة الدستورية في العالم ولم يبحثوا في المصادر السياسية عن الموضوع أو يكلفوا أنفسهم مشقة قراءة كتاب واحد عن الفدرالية ليعرفوا فوائدها ومميزاتها..!!

ولكنهم يحاربون المشروع لا لشئ سوى أن الذي تبناه هو السيد عبد العزيز الحكيم وبعضهم يعضون أصابعهم عليه من الغيض حسدا من عند أنفسهم، معنى هذا أن محاربة المشروع الفدرالي وإعاقة تنفيذه ينطلق من مبدأ:( ليس حبا بمعاوية بل بغضا لعلي).

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com