الموقف الانساني خير وابقى عند الشعب من الموقف السياسي

احمد جوي / تجمع عراق المستقبل

cairaqs@yahoo.com

اثناء اندلاع الحرب الاخيرة بين اسرائيل وحزب الله في لحظات بحثي عن آخر اخبارها ضغط على زر ((الريمونت كنترول )) فكانت قناة الكويت الفضائية – وبالطبع انني لست من متابعيها – شدّ انتباهي عنوان في شريط الأخبار أسفل الشاشة إن الحكومة الكويتية ستوزع منحة مالية على الشعب لا اذكر كم قدرها – فالذي يصحوا على صوت القنابل أية ذاكرة ستبقى له - .

وقد كان توقيت هذه المنحة الكويتية بالضبط بنفس التوقيت الذي تبرعت فيه حكومتنا العراقية السخية الى لبنان بمبلغ قدره خمس وثلاثين ميلون دولار . لحظتها احسست بالفارق الكبير بين الموقفين فالاول كان انسانياً خالصاً لوجه الشعب والاخر سياسياً خالصاً لوجه السياسة على حساب معاناة الانسان .

فشعب مثل الشعب الكويتي قد سد هرم حاجاته من سنين توزع عليه حكومته منحة مالية للتمتع بالعطلة الصيفية .

وشعبنا العراقي الجريح الذي اكلته الحروب والفه الفقر والعوز والذي لم يصل في حياته الى ربع هرم حاجاته توزع حكومته الموقرة اموال شعبه الجائع على لبنان الذي لو قورن الخراب الذي لحقها من الحرب بخراب العراق لرجح خراب العراق بأمتياز .

وقبل ايام وقعت عيني صدفة على خبر في احدى الصحف العربية وبنفس الصدد مفاده ان الحكومة الكويتية خصصت لكل عائلة كويتية مبلغ قدره 700 دولار بمناسبة حلول العام الدراسي الجديد .

ترى هل خطر ببال حكومتنا السخية ان عاماً دراسياً جديداً قد حل على الشعب العراقي ، والعوائل العراقية بأمس الحاجة الى من يمد لها يد العون في خضم هذه الظروف الصعبة وارتفاع الاسعار الفاحش الذي يتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك .

متى تشعر العائلة العراقية بأن ثمة حكومة تفكر بأحتياجاتها وتشاركها معاناتها ومسؤلياتها ، متى تشعر العائلة العراقية بأبوة الحكومة وامومتها الحنونة ، ومتى يتحكم الموقف الانساني قبل السياسي في قرارات الحكومة.