هذه هي الحقيقة

 فوزي حكاك / النرويج

fauzi1711@hotmail.com

بمناسبة أو دون مناسبة قادة أحزاب أهل السنة في العراق يهاجمون بتصريحاتهم المتكررة والعلنية المليشيات الشيعية, لان هذا المليشيات أصبحت حبل مشنقة للبعث والتكفيريين, وهي الخطر الأعظم على مصالح المرتزقة من أهل السنة, فالسلاح هو الفيصل  في فض تشابك المصالح, وبالسلاح يتم حكم دولة  والسيطرة على ثرواتها, خصوصا في ظل حكومة متناقضة ومتخاذلة باستمرار مثل حكومة المالكي..

 فهذا النفر من أهل السنة مرة تجدهم يهاجمون المليشيات الشيعية, ومرة أخرى يهاجمون حتى الشخصيات غير السياسية مثل الادعاء العام في محكمة الصنم, رغم أن شخصية المدعي العام غير مؤثرة في الحياة السياسية العراقية الحالية. هم يهاجمون كل ما هو شيعي باستمرار, يفعلون ذلك أمام الإعلام ليثبتوا للآخرين بأنهم لايزالون هنا وان سقط الصنم, فأصبحوا يعلنون عن أنفسهم يمثلون قوى سياسية عراقية صفتها الحقيقة صفة مهاجمة باستمرار, تتصدى لكل الإحداث الصغيرة والكبيرة, وان بقية الإطراف السياسية والمقصود بها الشيعية طبعا ليس لها وزن عملي في الساحة, وان كل قرار دون موافقة أهل السنة لن ينجح.

 بينما تجد العكس في الجهات الشيعية, من أحزاب وتنظيمات وشخصيات, فتجدهم في قمة التخاذل, والتراجع والانهيار. إذا انتقدهم احد يبتسمون ابتسامة بلهاء, لا يعرفون كيف يردون الهجوم بكلمة, ولا يعرفون يردون الاتهامات , ويستحيل إن يضعوا النقاط على الحروف, فيصبح كلامهم كلام سكارى. الجهات الشيعية كأنها تتهم نفسها بنفسها عندما تصبح في وضع الدفاع, وهي فعلا باستمرار في موقع الدفاع.

 أما الدستور, فقد أصبح مهزلة ومسخرة, فإذا كان الدستور كل يوم يتم تعديله, إذن لم يعد دستورا..وهذا أيضا بسبب مواقف الأحزاب الشيعية المتخاذلة التي قبلت بكل ما قرره لها بريمر, ووافقت على نقاط دستور يحمل في كل بنوده نقاط تناقض الدستور نفسه.

 ثم تأجيل الفيدرالية  فهذا شئ متوقع, فحكومة غير قادرة على توفير خدمات أساسية لشعبها مثل الماء والكهرباء لعاجزة عن رسم وتقرير مستقبله أيضا في الفدرالية. فمن يعجز عن انجاز المهام  الصغيرة فكيف يمكنه انجاز الكبيرة؟

 هل تلاحظون بان العراق اليوم فيه الواقع أصبح كالتالي:

 1 - ما للأكراد للأكراد, وما للعراق للأكراد.

فهم يشاركون العرب في قيادة العراق واتخاذ القرارات حتى التي تخص العرب أنفسهم, وهم يمثلون العراق في المحافل الدولة لان الرئيس العراقي كردي ووزير الخارجية العراقي كردي. بينما العرب لا يشاركونهم في قيادة كردستان, ولا يمكن للعرب أن يقرروا أي شي لكردستان.

  إثناء الحروب في كردستان سابقا , ولان الجيش العراقي اغلبه شيعي , فقد كان العرب السنة يقولون (كاكا وعبد الزهرة يتعاركون, وإحنا شعلينا) واليوم وما يحدث للشيعة من قتل على يد البعثيين والتكفيريين, فيقول الأكراد( عمر وعلي يتعاركون, وإحنا شعلينا)

 2 –أما أهل السنة والجماعة في العراق, فما للسنة يبقى للسنة, وما للعراق لن يكون إلا للسنة فقط. وكل شئ غير ذلك يعني رفع السنة للسلاح وإسالة الدماء البريئة.

 3 – أما  ما يخص الشيعة..... فما للشيعة فأحزابهم يتبرعون به لغير الشيعة, وما للعراق فليس للشيعة, وذلك بسبب بالتخاذل السياسي الشيعي على طول الخط.

 إذن نجد من هذا الواقع....

 أحزاب العراق الشيعية هذه لم تعد تصلح لأي أداء حكومي بعد تجربتها مرتين, وإذا كانت هنالك انتخابات قادمة وانأ اشك في حصولها, فان على الشيعة الشرفاء اليوم تجميع أنفسهم في تنظيم سياسي جديد وشريف, واستغلال خبراتهم وقابليتهم, خصوصا وان الخط الشيعي كان سابقا معارضا محملا بالخبرات. أنها عملية تكتل لحماية المصالح بطرق سياسية أولا, فان لم يجدوا المجال الحقيقي فبرفع السلاح ثانيا. لان حماية النفس إذا فشلت سلميا يستوجب حمايتها بالقوة. وهذا ما أثبته لنا كل من حمل السلاح, حتى التكفيريون والصداميون, فبالسلاح  كما قالوا  أوصلوا سلام الزوبعي إلى منصب نائب رئيس الوزراء, وقام في اليوم الثاني من استلامه منصبه بإطلاق أقاربه من سجن أبو غريب رغم انف الحكومة التي غالبيتها شيعة.

 التكتل المقصود لحماية المصالح يعني ليس عن طريق الفوضى الإدارية والأمنية  وأكاذيب نسمعها يوميا ولا نشاهد حقيقة ما يجري في الخفاء كما تفعل حكومة المالكي, ولكن هذا التجمع التنظيمي يجب أن يكون لسد النص الحاصل في الشرف الحكومي والأداء العملي اليومي, وطرد أصحاب اللسان المتخاذل, والذي يوافق على كل شي يطلبه غير الشيعة, ويمهدون لاهانة كل ما هو شيعي من حل المليشيات المسلحة. فالمليشيات هي الدرع والسلاح  لحماية شيعة العراق لأنفسهم...

 وبسبب الجهل الحاصل بين أجيال الشعب العراقي الذي حكمها الصنم, ولم يتعلم اغلبهم القراءة ولا ألكتابه, فعلى مثقفينا نشر معارفهم التوضيحية وفضح تخاذل الأحزاب الشيعية, وفضح مواقف باقي الأحزاب المصلحية العراقية التي كلها ركبت ظهر شيعة العراق بمسميات مختلفة, وشد عزيمة شباب العشائر من خلال التوضيح بان شيعة العراق خذلها قادة أحزاب الشيعية نفسها, وان المرجعيات الدينية لم تعد تجد في الساحة من تعتمد عليه في أدارة الدولة. فمن كان عليه المعوّل تبين انه متخاذل غير قادر على تغير قطعة قماش اسمها العلم العراقي.

 في نفس الوقت نتمنى على المراجع العظام إعادة النظر في وكلائهم, فمن خلال مراقبتنا لساحة العراقية لسنوات, إضافة إلى الوضع الحالي المنهار لا يسمح لنا الواقع بالاكتفاء بوكلاء شرفاء وفاهمين لفقه المرجعية, يجيدون إلقاء خطب الجمعة بعربية صحيحة, ولكن نحن وكما نلاحظ بان ساحتنا بحاجة إلى وكلاء مراجع لهم شخصيات ثورية عملية حقيقية وجادة أيضا, متحركة, تتنقل بين العشائر وبين أبناء المدن, يعملون كمبلغين بين الناس, لا يهادنون ولا يخافون في الله لومة لائم. ولا يكونوا جالسين في مقراتهم في مناطقهم لجبي الخمس والصدقات. يجب أن يكون الوكلاء بحد ذاتهم كمراجع من حيث قوة الشخصية والحزم في الدين والمواقف السياسية والصراحة. فان لم يكونوا كذلك فلن يلبوا متطلبات الناس السياسية والفكرية, وبالتالي سينفض الناس عن المراجع. 

فقد كان من صفات السيد الخميني وسر نجاحه قدس الله سره الشريف في تأسيس الجمهورية الإسلامية الحديثة, هو حزمه الشديد وثوريته المتأججة التي لم تخمد يوما لأي سبب من الأسباب, كما وأن وكلاء السيد الخميني ثوار يفهمون تفكيره ويعرفون أهدافه, وكان احدهم رغم صغر سنه في ذلك الوقت هو آية الله حاليا السيد هادي المدرسي المعروف بشخصيتيه الثورية.

 على الموالين لأهل بيت النبي صلوات الله عليهم البحث بين صفوفهم في العراق عن مَن هو مثل أبو العباس السفاح, الذي اسقط الدولة الأموية بحد السيف واجتث جذورها. فبدون أبو العباس السفاح الثاني لن تقوم لشيعة العراق قائمة, لأنه بين صفوفنا ألان لا يوجد حسين ولا علي بن أبي طالب ثاني صلوات الله عليهم.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com