خلجات من الماضي القريب اضعها امام القاضي محمد العريبي

عادل الركابي

adil19611@hotmail.com

منذ نعومة اظفارنا ونحن نتسمر امام شاشة التلفاز العراقية لكي نتابع البرامج العلمية والرياضية والفنية اما الاخبار السياسية فلا مجال لنا ان نتداولها في زمن ديمقراطية البعث المعهودة انذاك حيث ان للعراق محطتان تلفزيونية هما الاولى والثانية وكان البث بها لساعات معدودة ومن ثم يغلق البث في حين الدول المجاوره لنا كان بثها على مدار الساعة او لبعد منتصف الليل وكنا نترقب بشوق كبير معرفة مايدور من حولنا من اختراعات وصناعات واخبار مذنب هالي واخبار رواد الفضاء ووكالة ناسا واخبار اخرى تخص العلم وتطوره من خلال البرنامج الجميل للمرحوم الدكتور كامل الدباغ وبعده الاستاذ الدكتور قدامه الملاح. خارج هذا الوطن وكنا نتشوق ايظا لمعرفة اخبار الجوهرة السوداء بيليه وبلاتيني وياشين واخبار نادي مانشستر والدوري الانكليزي والدوري الاوربي ولقطات من الرقص على الجليد يقدمها مؤيد البدري ببرنامجه الاسبوعي يوم الثلاثاء الرياضة في اسبوع وكنا نسهر جميعا لمعرفة اخر اخبار الفن من السيدة خيرية حبيب في برنامجها الجميل عدسة الفن من ثم تغير الى السينما والناس وكانا نتابع المذيعة الرائعة شميم رسام بجميل اطلالتها وطريقتها الرائعة بتقديم البرامج وبرامج اخرى كانت بالفعل جميلة جدا وكنا كشعب مسجون داخل سجن كبير نتشوق لمعرفة مايدور من حولنا حتى ظن البعض من الناس انه ليس هناك دول اخرى حتى قيل بالمثل المعروف (هل من قرية خلف عبادان) اي بمعنى ليست هناك قرى اخرى اومدن خلف هذه المدينة!!! يوم يحل موعد هذه البرامج كنا نتوجس خوفا ان يكون السيد القائد له لقاء او زياره او ذهب ليستحم بدجلة لانه في حال وجود هكذا زياره سنحرم جميعا من متابعة البرنامج الذي نتطلع منه المعرفه والفائدة لان سيادته سوف يستلمنا من نشرة الاخبار حيث يقدم المذيع لقطات لزيارته الميمونه لمدة نصف ساعة تقريبا ومن ثم يقول وسوف نوافيكم بالتسجيل الكامل لزيارة السيد الرئيس وهذا معناه ان البرامج سوف تلغى هذا الاسبوع والمصيبة ان المحطتان تنقلان الحدث بنفس الوقت مما يجعلنا ان ننسحب بهدوء الى الفراش لكي ننام ونحلم بغدٍ مشرق وهكذا تكررت هذه الحاله ونحن لا حول ولا قوة لنا غير ان نتسمر امام الشاشة الصغيرة لكي نرى سيادته يتفلسف علينا بكلمات لم نسمعها ابدا ولم نجد لها وجود حتى بالقواميس العربية والهندية هذا في حال انه قد قابل سفيرا او خفيرا او التقى بضباطه الاشاوس لكي يقلدهم انواط الشجاعة ويبدا بالكلام غربا وشرقا وعندما تسئل احدهم هل افتهمت شئيا يقسم لك انه لم يفهم اي شئ من كلامه وهذا ما حدثني به احد الاصدقاء حيث كان من ضمن فرقة الحادي عشر التي كرمت جميعها بانواط شجاعة وصاحبي هذا كان في بغداد وقتها ورفع اسمه على انه صنديد وحصل على ثلاث انواط واصبح صديق الرئيس وقتها شاهدته بالتلفاز وهو يستلم الانواط وسئلته ماذا قال الرئيس لكم اثناء التكريم قال: والله لم افهم منه شئيا لانه يتكلم كما لعبة(الحية والدرج) رغم ان صاحبي خريج اكاديمة الفنون الجملية وله كتابات جملية وبعض الخواطر اي انه يفهم اللغة العربية جيدا ومع هذا لم يفهم ما اسماه الخرط القتات .. وبعد مرور سنين عرفنا شيئا فسر لنا كل هذا الحب من قبل قائد الامة هو مرض اسمه جنون العظمة وخاصة عندما يكون امام عدسات الكاميره وهذا لاحظه كل عراقي شريف من خلال الصور المنتشره في جميع انحاء العراق بل بكل بيت وتواليت له صوره وبوضعية مختلفة عن الاخرى وبملابس لم نشاهده يوما ما ارتداها وحينها ادركنا هذه الحقيقة متاخرا بعض الشئ . اذا صدام عندما يقف امام عدسات الكاميره ينسى نفسه ويبدا بالكلام وينسى انه الان كالجرذ المحصور داخل هذا القفص ويبدا كالعادة بالخطابات التي شبعنا منها منذ خمسة وثلاثين عاما خلت وهذه المره يحمل كتاب الله في يديه ونحن العراقيون لم نشاهد يوما من الايام ان صداما سارق الدجاج بطفولته قد حمل كتاب الله بيده واتحدى اي عراقي يقول انه شاهد صدام يحمل كتاب الله نعم كان يحمل السيف والخنجر والمسدس لكي يزرع الرعب والخوف بقلوب شعبة ولكن لاادري ما سر حمله لكتاب الله في السجن ربما نجد تفسيرها عن جورج غلوي او صباح المختار او اي معتوه اخر يعتبر هذا الجرذ سيده وتاج راسه. كنا قد اشرنا بمقال سابق لا اتذكر اسمه لانني كما اسلفت سابقا جديد عهد بالكتابه ولهذا لم احتفظ بارشيف لما اكتب اشرنا الى القاضي رزكار وقتها ونشيرها الى القاضي الشهم الشريف محمد العريبي ان يوهم صدام وجلاوزته ان كل النقل التليفزيوني قد توقف والان الجلسة مغلقه ويضع الكاميرات باماكن مخفية وقتها سيرى العالم ومن يدافع عن هذا المسخ حقيقته وكيف يتصرف وسوف يعود الى طبيعته التي اشجع ما بها سرقة الدجاج التي اعلمها له عمه وزوج ام المؤمنين صبحه (ابراهيم المجيد) حيث دربه تدريب جيدا كيف يتفنن بسرقة الدجاج من شوارع المنطقة التي يعيش بها ولهذا ما نراه من صدام هو استعراض امام الكاميره والا لو كان يحمل ذرة شجاعة لكان قتل نفسه قبل ان يسحبه البطل العراقي ابن سوق الشيوخ من حفرته كالجرذ الاجرب بعد خروجه من الماء او على الاقل ان يقاتل ويدافع عن بغداد اليس هو القائل(اسرج لها الخيل لا خوف ولا وجل) اين هو من هذا بيت القصيد . وعندما اشار له القاضي البطل باصبعه ان اخرج من القاعة!! هنا يجب ان يقف كل عراقي ويتذكر هل كان هذا المشهد قد مر عليه بحلم او بحقيقة!! انا لا اعتقد ابدا لما معروف عنه وعن اجهزته القمعية حيث قالها صدام بملئ فمه وهو يخاطب القاضي حيث قال(لو ما الامريكان لا انت ولا ابوك قد اتي بي الى هنا) وهذا دليل اخر ان صداما نسى او تناسى قدرة الله عزوجل كيف يذل الطغاة ولكنه حتى هذه كان صدام قد ظمنها من الخالق! حيث اذا وافته المنية بالموت الطبيعي فهناك من يخلفه من نفس القرية وهكذا دواليك الى يوم يبعثون .. لذا نوجه عناية السيد القاضي الشهم ابن الاشراف ان يعلن لصدام وعصابته ان التلفاز لا ينقل من اليوم المحكمة وسنرى العجب العجاب من هذا الشخص المريض بشهادة احد اطباءه الذي كانوا يشرفون عليه ابان ايام حكمه حيث قال هذا الدكتور وهو الماني الجنسية ان صداما هذا يعاني من عقد كثيرة ومنها عقدة جدا كبيره في تكوينه الخلقي ويعاني من عقدة الاعتداء الجنسي عليه في حديقة الامة وهو صبي بعد ان هرب من عمه الى بغداد لكلي يعمل مساعد سائق اجرة اي بالمصطلح العراقي(سكن) والبقية معروفة لكل ابناء العراق الغيارى وما يؤكد كلامنا هذا ان صدام اتهم القاضي ان اباه كان وكيلا الى امن!! وهذا الامن هو الذي اسسه واخاه مديره وهذه شهادة من صدام ان الامن بالعراق هو عار وليس شرفا من يكون بهذا الجهاز رغم ان صدام اول من اسس لهذا الجهاز واسماه وقتها دائرة العلاقات العامة والاسم الحركي لها (حنين)* وكيف كانت تدار منها جرائم الاعدامات والاغتيالات بحق المعارضين لنظامه وحزبه وكان صدام يشير الى القاضي ان اباك قد اجريت له عملية جراحيه لاادري ماذا يقصد بها هذا المعتوه وهل هي جريمة ان يجرى له عملية جراحيه؟ سؤال ربما يجيب عليه احد فدائي صدام الموجود خارج العراق والذي سوف يغيضه ما كتبنا بحق سيده جرذ العوجة..!!! والله والوطن من وراء القصد..

 

* المصدر: العراق الدولة المنظمة السرية للكاتب حسن العلوي

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com